تختلف أيام رمضان عن بقية الشهور الأخرى بالتغيير الكبير في العادات التي يمارسها المواطنون ومن أهمها تغير برنامجهم اليومي بشكل كامل فالليل يتحول نهاراً والنهار ليلاً ويحظى هذا الشهر الكريم باحتفالية خاصة لعلها تختلف عن المواسم الأخرى لما لهذا الشهر من مكانة دينية فالتغير الذي يطرأ على السلوك لدى الأشخاص لا يقتصر على النوم وتغيير موعده بل إن ذلك يتعداه إلى أن تصل منافسة في البذل والعطاء سواء من التصدق على الفقراء والمساكين الذين يتخذون هذا الشهر الكريم موسماً لهم لجمع أكبر ما يمكن جمعه من الأموال مستغلين بذلك التعاطف الكبير لدى الناس، فالكثير لا يبدأ يومه إلا في آخر ساعات النهار للبحث عما يحتاجه للإفطار، والحرص على شراء بعض من الأكلات التي لا تظهر إلا خلال أيام هذا الشهر، حيث تتسابق المطاعم قبل دخول الشهر بعرض أكلاتها ومن خلال جولة «الرياض» على أحد أشهر الشوارع القديمة في العاصمة وهو شارع الحلة الذي تتغير بضاعته وباعته منذ عام الذي يشهد حركة شرائية قوية، وما أن يفرغ المصلون من أداء صلاة العصر إلا ويتحول الشارع خلية تعج بالمتسوقين الذين يأتون من كافة أرجاء مدينة الرياض للتبضع من المحلات التي يشهدها الشارع والأكلات التي يقوم الباعة بعرضها على الأرصفة وبجانب المحلات والبعض أغلق المداخل، ولم يقتصر الحال على الأكلات السعودية فقط بل هناك أكلات أفغانية يقوم أطفال ببيعها بطرق بدائية تفتقر لمبادئ السلامة والحفاظ على الطعام فيتم نقلها بأوان مهترئة ومن السهولة نقل الجراثيم من خلالها وهي مجهولة المصدر، وبالرغم من ذلك إلا أنها تشهد طلباً كبيراً من المواطنين. ولعل ما تشتهر به المطاعم خلال هذا الشهر هو تقديمها طبق «الهريس» الذي يجد اقبالاً كبيراً من المواطنين للحصول عليه حيث يصل سعر الكيلو 10 ريالات، كما تقدم المطاعم المقادم والرؤوس والتي تشهد طلباً كبيراً خلال الشهر ويقول أحد الباعة إننا نقوم ببيع ما يقارب 150 رأساً يومياً، فهي لحقتها موجة الغلاء ففي السابق كانت تباع بسعر يتراوح بين 8 إلى 10 ريالات والآن سعرها وصل إلى 15 ريالاً، وببين أن وقت الذروة لدينا هو عقب صلاة العصر حتى أذان المغرب. كما أن من ضمن الأكلات سمك الهامور ويرجع أحد الباعة الزيادة في الطلب لأن الأسعار تكون أقل من بعض الأماكن، ويزدحم الشارع بالباعة من رجال ونساء الذين يعرضون ما لديهم من خضار وفواكه، ومشروب السوبيا. وتسأل أحد مرتادي الشارع عن الغياب الملحوظ لمراقبي البلدية عن هذا الشارع الذي يعد من أقدم الشوارع خلال رمضان فهناك باعة لا يظهرون هذا الموسم ويعرضون ما لديهم بطرق عشوائية وبدائية، تضر بالمستهلك خصوصاً ونحن الآن في فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، فالبعض منها يحتاج التبريد والتخزين الجيد لحفظها. ولا يتوقف الشارع فقط عن بيع المواد الغذائية بل ان حركة نشطة تظهر عقب صلاة التراويح وهي لمحلات بيع المعسل والجراك والذي يبدأ الكثير بعرض ما لديهم وتجهيزه منذ ساعات مبكرة. تجهيز السمك بدون استخدام القفازات مقادم يتم تجهيزها للمشترين أكلات أفغانية تفتقد لأبسط وسائل السلامة