أحيت احتفالية عيد الفطر هذا العام عادات مضى عليها أكثر من 30 سنة في عدد من المناطق، حيث تحولت شوارع مدن رئيسية مثل حائل وجازان وضمد إلى مفارش لموائد اكتنزت بصنوف من الطعام الشعبي الذي درج الناس على صناعته في أيام العيد. وأجمع العديد من الأهالي على أن ما ميز عيدهم هذا العام هو فرحهم بقدومه، الجمعة الكبيرة التي التقوا فيها كبارا وصغارا على مائدة واحدة وفي الهواء الطلق. وحول أهالي أحياء مدينة حائل شوارعهم إلى مطاعم مفتوحة وموائد دعي إليها الصغار قبل الكبار، وذلك جريا على عادتهم السنوية، في التعبير عن فرحهم بعيد الفطر. وهنأ سكان المنطقة بعضهم إثر خروجهم من صلاة عيد الفطر، وافترشوا جميعهم الموائد في الأزقة والشوارع الفرعية، والتي تزينها الأكلات الشعبية المحضرة في المنازل مثل (الهريس والجريش والقرصان المرشوش والكبيبا الحائلية). واكتظت الطرقات والأزقة داخل الأحياء بالولائم، وحرصت كل ربة منزل على إخراج ما لديها من طعام، ليدعو المسلمين بعضهم بعضا إلى مائدة الطريق وتناول الطعام في أجواء مفعمة بالحب والاحترام والتقدير بين أهالي كل حي. وأعاد أطفال حائل هذا العام «العيدية»، إلى الوجود بعد أن افتقد ها الآباء لأعوام خلت، إذ توافد صغار السن على المنازل للحصول على العيدية وهي عبارة عن قطع حلوى وألعاب والبعض قدم معايدات مالية. كما شهدت أحياء مدينة جازان في أول أيام عيد الفطر المبارك إفطارا جماعيا امتدت فيه أصناف شهية وأطباق شعبية منوعة مثل المعصوب والسمك المالح المعروف بالجزائري، كما تخللته إحياء لعادات كانت سائدة في جازان قبل 30 سنة. وخرج الناس من منازلهم، وكل فرد منهم يحمل في يده طبقا أعده في منزله، حيث أكد الشباب أن لمأكولات العيد في المنطقة طابعا خاصا، كونها تحضر في التنور (الميفى)، مشيرين إلى أن جميعها أكلات شهية. يقول أحمد سامي ومحمد ناصر إن عادات العيد القديمة التي كانت تمارس قبل ثلاثة عقود أعاد إحياءها عدد من الشبان، حيث مضى زمن بعيد لم يتجمع فيه الأهالي على إفطار جماعي خارج منازلهم وسط الأحياء، مشيرين إلى أن التحضير للإفطار الجماعي بدأ قبل صلاة الفجر، بتجهيز التنور ووضع السمك المالح ومغاشات اللحم والعيش الحامض والخبز الأبيض فيه. وقال العم حسين جاري «إن هؤلاء الشباب أعادوني إلى أيام خلت عندما كان الإفطار الجماعي وسيلة لاجتماع كل أهالي الحي على مائدة واحدة في هذا اليوم السعيد. وأشار عادل عمر إلى أن الإفطار الجماعي في العيد من العادات المتوارثة في المنطقة، ولها نكهتها الخاصة لما تتمتع به من أصناف وأطباق شهية معدة في مطابخ أسر أهالي الحي، وهذا يقرب بين الناس. وفي ضمد امتدت سفرة العيد في عدد من أحياء المحافظة، حيث جهزت كل أسرة مالديها من أنواع الطعام الشعبي الذي يعد في مثل هذه المناسبات. وتجاوزت سفرة الحي الرئيسي في المحافظة أكثر من 60 مترا تنوعت فيها ألذ الطعام والحلويات، وتجمع حولها جميع أهالي الحي مصطحبين معهم أطفالهم الذين عبروا عن سعادتهم في هذا الاجتماع، مطالبين أن يتكرر في كل عام.