سوق الخان الشعبي بالمدينةالمنورة اشتهر ببيع جميع أكلات المدينة الشعبية، التي لا يكاد أي زائر أن يمر بالمدينة إلا وعليه أن يمر به، لأنه أصبح بمثابة معلم من معالمها التي تشتهر به من عدة عقود. كما أصبح هذا السوق مقر لتجمع كبار السن والمتقاعدين للإلتقاء به يوميًا من بعد صلاة الفجر لتناول طعام الإفطار الشعبي الشهي مثل المقادم والفول والتقاطيع والكبدة والرأس والمعصوب، وغيرها من الأكلات الشعبية المشهورة في طيبة الطيبة، كما يوجد بالسوق مطاعم للأسماك والمشويات والكباب، ولكن جميعها تأخذ الطابع الشعبي القديم، وهذه هي سمة هذا السوق، كما وصفه بعض كبار السن الذين التقينا بهم. يقول بعض المتقاعدين أنه لايوجد مكان آخر بديل يلجأ له كبار السن للجلوس مع أقرانهم وتبادل الحديث معهم كل يوم سوى هذا السوق، فنحن نجتمع كل صباح في هذا المكان منذ سنوات لنتبادل الحديث ونروح عن أنفسنا. فعدما تزور السوق لأول مرة ينتابك شعور بالسعادة من منظر تجمعات كبار السن من أهل المدينة حول الطاولات، وتبادلهم الأحاديث الودية، ورفع أصواتهم بالضحك في المزاح والتعليق على بعضهم بكلمات وتعابير المزاح التي تدخل السعادة إلى القلوب. عندما تسمعهم يتهافتون بها ويبدو على وجوههم البسمة والضحكة التي غابت عن البعض فما زال المتقاعدون وكبار السن في الخان يحتفظون بها. ويلاحظ كل من يدخل السوق انتشار روائح الأكلات الشعبية الشهية من عشرات المترات، والتي اشتهر بعض المحلات بعمل هذه الأكلات والبروز بها حتى أنهم أصبحوا يطلقون الألقاب على أصحاب تلك المحلات مثل حسين الباشا المشهور بعمل الكبدة، وعلي غفاره الذي يصنفه البعض بأنه أفضل مطعم يقوم بعمل لحمة الرأس في الخان، كما أنه يأتي الزوار في ذلك السوق ليقصدوا تلك المطاعم بالاسم. كما اعتاد كبار السن على الجلوس والتجمع في السوق من بعد الفجر يوميًا إلى ساعات متأخرة من الضحى، وإن تغيب أحد منهم يثير القلق عند البعض الآخر، فسرعان ما يقومون بالاتصال به للإطمئنان عليه، فهكذا اعتادوا عبر سنين صداقتهم الطويلة.