بداية.. أهنئ جميع أفراد الأسرة المالكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية من محاولة الاغتيال الآثمة ونجاته من كيد أهل الفتن والضلال في الشهر الفضيل... تهنئة من القلب لأبي الأيتام راعي أبناء الشهداء.. الذي نهج نهج والده في حماية ديارنا من كل من يحاول زعزعة أمن وطننا الغالي.. فلا يخفى على الجميع جهوده المميزة في إحباط مخططات أعداء الأمة والإسلام وسهره على أمن هذا البلد وهو في ذات الوقت اليد الحانية التي كفكفت دموع أبناء شهداء الواجب ورعتهم بكل صدق الأبوة، فقد ضرب لنا أروع مثال في التسامح حين سمح لهذا الرجل بالدخول عليه لإعلان توبته، كما ضرب لنا سموه مثالاً آخر في التضحية بالنفس فداء للوطن حيث جازف بحياته حين أحسن الظن بمن زعم التوبة عندما أذن له بالدخول عليه لمساعدته على تراجعه عن فكره الضال دون أن يخضع للتفتيش، فاستغل طيبة سموه وسماحته وإنسانيته وكرم أخلاقه بالإقدام على هذه الفعلة الشنيعة التي لن تثني ولاة أمرنا وحماة ثغورنا عن الاستمرار في نهجهم من العفو والتسامح وسياسة الباب المفتوح. وقد نجّى الله سموه بسبب صدقه وإخلاصه لدينه ووطنه وشعبه.. هذه الحادثة تدعونا وتفرض علينا كتربويين في قطاع التعليم دوراً فاعلاً للمساهمة في تعزيز أمن هذا الوطن من خلال تكثيف الجهود لتنمية الفكر الواعي لدى أبنائنا، بصورة تربط بين حب الوطن وطاعة ولاة الأمر، وأنهما لا ينفصلان، وأن هذا هو ما حث عليه ديننا الحنيف، والعمل على تنمية الحس الوطني بتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن لدى أبنائنا بحيث يدركوا أن مهمة المحافظة على أمنه مسئولية الجميع، وأن كل واحد منا جندي في موقعه. كما يقع على عاتقنا نحن مالكي أدوات التعليم المساهمة في استئصال جميع الأفكار المسمومة من جذورها حتى لا تتكرر محاولات الاعتداء الآثمة على رموزنا الشامخة، والقضاء على أي مناخ يساعد على نمو مثل هذه الأفكار وذلك عن طريق إعادة النظر في مناهجنا الدراسية بحيث تتفق وظروف المرحلة الحالية التي تنامى فيها الفكر الضال واستفحل خطره من خلال تطوير أساليبه الإرهابية. فيجب علينا تنمية الفكر المعتدل لدى أبنائنا بصورة تنعكس على سلوكهم واتجاهاتهم الفكرية ما يسهم في نشأة جيل جديد بعيد عن أفكار الجيل السابق الذي غرر به من قبل الحاسدين ومحصن ضد أي غزو فكري خارجي، جيل ينتمي بحق للإسلام الذي هو دين الوسطية والاعتدال لا التطرف والغلو. نسأل الله تعالى أن يحفظ على بلدنا الغالي أمنه وأمانه، وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا وقادتنا من كيد الكائدين وعبث العابثين.. * جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن