أكملت اللجنة المكلفة بصرف الإعانات المقدمة من الدولة للمتضررين جراء الحريق الذي لحق بسوق القيصرية بالاحساء، تسليم المبالغ لمستحقيها بعد يومين من البدء في الصرف الذي تم في مبنى مركز الدفاع المدني بمدينة المبرز. وكانت اللجنة المكونة من مندوب وزارة الداخلية حمد مسفر عبدالهادي، ومندوب من وزارة المالية ياسر الحمادي، ومندوب من الدفاع المدني وبحضور محامي المتضررين حسين علي البقشي، قد شرعت الأحد الماضي في صرف 8 ملايين ريال وهو ما يمثل 15 % من قيمة الأضرار التي تكبدها أصحاب المحلات والتي قدرها أصحابها بنحو 98 مليون ريال، فيما لم تتجاوز تقديرات اللجنة الحكومية المشكلة لهذا الغرض والمكونة من "المحافظة، البلدية، الدفاع المدني، الشرطة، المالية، شركة الكهرباء" حجم الخسائر التي خلفها الحريق الذي اندلع سنة 1422 ه، لم تتجاوز تقديراتها ال 47 مليون ريال. ومن قاعة تسليم شيكات المتضررين أوضح ل(الرياض) محامي المتضررين حسين البقشي أن تسليم شيكات الإعانات جاء بعد عمل إجرائي استغرق أربع سنوات، مضيفاً أن الإعانات شملت 253 شخصاً فيما عدد المحلات المتضررة بلغت 361 محلاً، وبين أن عدداً من أصحاب المحلات يصل عددهم 100 شخص لم تصرف لهم إعانات معللاً ذلك بعدم إكمال هؤلاء لإجراءاتهم أو لإغفالهم عن التلبيغ عن الحادث. وكشف البقشي أن حجم الشيكات التي سلمت للمتضررين تراوحت ما بين 600 ريال و300 ألف ريال ، واستطرد أنه بهذه المناسبة لا بد من توجيه الشكر لإدارة الدفاع المدني بالاحساء ممثلة في المقدم محمد يحيى الزهراني مدير الإدارة والمقدم محمد الجريان مدير العمليات في الدفاع المدني اللذين كان لتعاونهما الكبير وغير المحدود ووقوفهما مع المتضررين ومساهمتهما في سرعة إنهاء الإجراءات حتى وصلنا لهذه المرحلة. وأبدى عدد من المتضررين عدم رضاهم بنسبة الإعانات المقدمة لهم واصفين إياها بالمتواضعة جداً، والتي جاءت بعد مضي ثمانية أعوام على الحادث الكارثي الذي قضى على مصدر دخلهم ودمر تجارتهم. وقال متضرر "فضل عدم ذكر اسمه" إن المبلغ الذي عوض به لا يمثل مبيعات يوم واحد في سوق القيصرية قبل احتراقه. وقال صاحب محل أن التقديرات تغفل الخسائر التي لحقت بأصحاب المحلات جراء غياب السوق طيلة هذه السنوات، وضم زميل له صوته إليه مضيفاً أن سوق القيصرية البديل لا يقارن بالقيصرية السابقة بأي حال من الأحوال لا في سمعته ولا مكانته ولا في حجم مبيعاته بالسوق السابق، فيما أبدى متضرر أمله في تعويض الخسائر بعد الانتهاء من إنشاء سوق القيصرية الحالي والذي ينتظر الجميع بفارق الصبر الانتهاء منها وعودة الروح الحقيقية لسوق القيصرية التاريخي والهام ليس على مستوى المملكة وحسب وإنما على مستوى الخليج. مما تجدر الإشارة إليه أن حريقاً ضخماًَ اندلع فجر الثاني من شهر شعبان من عام 1422 ه في سوق القيصرية الذي يعد أعرق سوق في منطقة الخليج، وأسفر الحريق حينها عن احتراق السوق برمته مخلفاً وراءه رماد إرث تاريخي ضارب في القدم، ومن ذلك الحريق حظي إعادة تعميرها باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، ومن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ومن صاحب السمو الأمير بدر بن جلوي آل سعود محافظ الاحساء، وبجهود شخصية مضنية من أمين الاحساء المهندس فهد بن محمد الجبير وينتظر أن ينتهي العمل في تشييد مبناها الجديد خلال عام.