الحمد لله له الفضل وبيده الفضل ومنه الفضل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، لا نحصي ثناء على الله، وشكراً له على سوابغ نعمه، وفي مقدمتها نعمة الإسلام وصحة الأبدان وأمن الأوطان، وسلامة أمين أمننا سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. شواهد صلاح توجه الملك الموحد لهذه الجزيرة تتواصل لتصل إلى الأحفاد الصالحين، الذين يستلمون الأمانة بأيد أمينة للحفاظ على وحدة هذا الوطن ذي المنهج القويم المستمد من كتاب الله العظيم وسنَّة رسوله المصطفى الكريم لتحقيق صلاح العقيدة والعبادة والتعامل مع البشرية أجمع. الحق يصارع الباطل إلى قيام الساعة والعاقبة للمتقين.. يتعاون شياطين الإنس والجن فيوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً عن طريق الإعلام الفضائي المكشوف أو العنكبوتي المدسوس بلا هوية، أو بهوية رمادية (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون). ليست الخيانة والنفاق والغدر بالشيء الجديد في أسلحة جند الشيطان، وما حصل لسمو الأمير محمد بن نايف من محاولة الاعتداء عليه إلا فضح لمعتقد هذه الفئة الضالة، وتأكيد أن الإرهاب لا دين له. قد يتلبس المجرم عباءة الدين إذا احتاج إليها، إعمالاً للقاعدة الفاسدة (الغاية تبرر الوسيلة) وهذا ليس بغريب على من اتبع هواه بغير هدى من الله، إنما الغرابة في الاستجابة لنداء الشيطان وانطلاء اللعبة على أحد من المحسوبين على المسلمين. وسلامة سمو الأمير من هذه المكيدة الدنيئة نعمة من الله ومؤشر رحمة ودليل على سلامة نوايا سموه وحبه للعفو والصفح، وفرحته بالتائبين العائدين إلى صواب الدين والعقل، وامتثال للمنهج الإسلامي الرحيم في الصفح والعفو لمن جاء تائباً (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم). إن الأمة الإسلامية كالجسد الواحد يعضد بعضه بعضاً ويحمي بعضه بعضاً، وقد وضع الإسلام قواعد للتعايش وقواعد للتعامل الوقائي وأناط هذا بالأمة وأثنى عليها به (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، ووجهها النبي المصطفى الكريم إلى تفعيل هذا الأمر «لتأمرنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذنّ على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً». وإعمالاً لهذا الركن العظيم (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) يقوم الواجب على الأمة الإسلامية فرادى وجماعات بالتعاون على البر والتقوى، ولله الحمد فقد حصل هذا التعاون من هذه الأمة، وتم الإجماع على فضح كل من تسول له نفسه (الأمارة بالسوء) الإخلال بشيء من أمن الوطن والقائمين عليه، وظهرت النتائج بكشف مكائد أعداء أمة الإسلام وإبطال خططهم الشيطانية والقبض على معظم الجرائم قبل حدوثها، وهذا التعاون المستمر ليس بجديد ولا غريب من أمتنا التي أسهمت مع موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بكل قدراتها في سبيل توحيد هذا الكيان والمحافظة عليه، والتواصل مستمر في عهد أبنائه الكرام، ليستمر لواء هذه الدولة خفاقاً في سماء الأمن والأمان بإذن الله. نحمد الله على سلامة أميرنا الغالي الأمين على أمن هذا الوطن، ونسأله جل وعلا أن يديم على هذه البلاد نعمها، وأن يحفظ لها قادتها، والحمد لله رب العالمين. * التويجري - محامون ومستشارون