أكد سمّاكون يعملون في سوق السمك المركزي في محافظة القطيف أن صيد الروبيان انخفض في شكل ملحوظ بعد الفسح بصيده، ما سبب ارتفاع سعره على المستهلك الذي يقبل عليه في الشهر الفضيل لنحو ثلاثة أضعاف. وقدّر بحارة التقتهم "الرياض" الانخفاض بنحو 60%، مشيرين إلى أسباب عدة، أهمها الصيد الجائر في وقت المنع، وهجرة الروبيان المتزامن مع الأيام الأولى للفسح، وتدمير غابات المانجروف في المناطق التي تعتبر المخزون الحقيقي له، كمنطقة "القصار" في بحر رحيمة بصفوى، وغابات المانجروف في جزيرة تاروت. وارتفع (سعر مَنْ الربيان) من 350 ريالا وقت الفسح، ليتراوح حاليا بين 1100، و900 ريال، وعزا البحار محمد علي الارتفاع إلى قلة الصيد الذي فسح قبل الشهر الفضيل بنحو شهرين، وقال في هذا الصدد: "إن الانخفاض في الصيد واضح جدا إن ما قارناه بالعام الماضي"، مضيفا "أننا نبحر في (اللنج) من دون أن نحصل على نفس الكميات التي كنا نصيدها في السنوات الماضية". وليس بعيدا عن رأي محمد قال النوخذة موسى الدغام: "هاجر الروبيان الكبير منذ اليوم الثاني أو الثالث من فسح صيد الروبيان متجها لعمق البحر، وهو ما لا يستطيع أصحاب الطرادات المتوسطة بلوغه، الأمر المشكل قلة في الصيد". بيد أن البحارين الذين يبحرون في عمق البحر بواسطة اللنج الكبير، إذ تستغرق رحلة صيدهم مدة الخمسة أيام شددوا على أن صيدهم كان منخفضا إن قورن بالأعوام السابقة. وعن انخفاض مستوى الصيد في مياه الخليج العربي (المنطقة الشرقية) قال نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني: "إننا نعتقد في الجمعية بأن السبب يكمن في حصول تعديات كبيرة على غابات المانجروف التي لم يتبقَ في المنطقة الشرقية، إلا نحو 10% من حجمها الأساسي"، مشيرا إلى أن التعدي الحاصل في "خليج تاروت"، خاصة في بحر رحيمة المعروف ب"القصار"، و"غابة مانجروف تاروت" أديا إلى تناقص كبير في عملية التبييض. وتتخوف الجمعية من استمرار التعدي الذي سيكون مكلفا من نواحٍ عدة، أهمها النواحي الاقتصادية والبيئية، وأضاف الصفواني "وصلتنا بعض الأنباء عن دفن بحر رحيمة، بيد أن تحركنا ومسآلتنا لجهات تهمها البيئة كالأرصاد وحماية البيئة كانت مطمئنة، إذ أجابونا بعدم ورود مثل تلك الأنباء لهم". وتابع "إن منطقة غابة المانجروف في جزيرة تاروت لا تتدفق لها مياه البحر في شكل جيد"، معزيا الأمر إلى الدفن الحاصل، وإلى عدم وجود قنوات مياه تغذي المنطقة الشاسعة من الغابة، وبخاصة أن الموجود من قنوات حاليا لا يتعدى أنبوبين كبيرين يستحيل أن يغذيا الغابة، فيجددان الماء مع حركة المد والجزر، وأضاف "إن أرض الغابة ستتعف إن لم نجد حلا سريعا، ما يعني موت أصناف من السمك والروبيان، خاصة إن عرفنا أن السمك والروبيان يضعان بيوضهما في تلك المناطق، ثم يتوجهوا لعمق البحر بعد أن يكبرون هناك". يشار إلى أن بعض الوجبات الرمضانية تشتهر في مكوناتها بالروبيان، بيد أن بعض الآباء من متوسطي الدخل قرر عدم الشراء بعد أن وصل الروبيان إلى أسعار رأى المستهلكون أن فيها الكثير من المبالغة، ومستغلة لإقبالهم عليه، ما جعل بعضهم يعزف عنه.