** هل تبدّل المناصب أخلاق وطباع الناس؟! ** أسأل وأنا أدرك أن القيم الإنسانية الأصيلة تظل راسخة ولا تتأثر بتغير المكان..والزمان.. والموقع.. ** غير أن القيم الإنسانية شيء.وواقع الحياة اليومية شيء آخر.. ** فما أكثر ما فاجأتنا الحياة بتلون البشر..وتغير الكثير من طباعهم بعد أن وصلوا إلى مواقع كبيرة عليهم..أو غير ما يستحقون..أو يتوقعون..أو حتى يتمنوا.. ** في الوقت الذي فاجأتنا الحياة..بما هو غير هذا.. ** فهناك من هذبت المسؤولية طباعه..وحوله الكرسي والموقع..والمسؤولية من إنسان شرس..وناقم..وعنيف إلى إنسان ودود..يخاف الله..في نفسه..وفي أهله..وفي أمانته..وفي أقرب الناس إليه..وفي أبعدهم عنه.. ** والفارق بينهما كبير للغاية.. ** الفارق بين أن تكون جميلاً..ورائعاً..وودوداً قبل المنصب ثم تتغير طباعك..ومزاياك..وخصالك تلك إلى الأسوأ..وكأنها تقول إن الموقع بات يفرض عليك أن تتوارى عن الناس..أن تكون شيئاً مختلفاً..أن تكشر في وجوه الأقربين..والأبعدين حتى لا يقتربوا منك..أو يتمادوا في تجرُّئهم عليك..أن تقفل أبوابك أمام من عرفك ومن لا يعرفك..أن تقول (لا) حيثما يجب أن تقول (نعم)..أن تنسى أنك كنت بسيطاً..متواضعاً..طبيعياً..بشوشاً مع كل الناس قبل أن تصبح في هذا الموقع أو ذاك.. ** الفارق يبن أن تكون كذلك.. ** أو أن تكون شيئاً آخر..هو أن الناس تصدم في الأول..وتدعو للآخر بالمزيد من التوفيق وحسن الخلق..وسلامة الطوية..ووفرة الحظ حتى لا يعود إلى ما كان عليه حاله في السابق والعياذ بالله.. ** والحقيقة أن الحياة لا تستحق كل هذا.. ** والعقلاء..والأخلاقيون..والبشر الطبيعيون هم الذين يدركون أن الدنيا لا تدوم لأحد.. ** فأنت اليوم في الصفوف الأولى..وغداً قد لا تجد لنفسك مكاناً حتى في الصفوف المتأخرة لاسيما إذا أنت لم تحسن التعامل مع عباد الله..والله المستعان.. *** ضمير مستتر: ** (من تواضع لله رفعه).