بدأت الاستعدادات لموسم رمضان منذ وقت مبكر حيث تم استعراض عمل القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة خلال الموسم الماضي عبر أشرطة التسجيل المرئي، هذا ما أكد عليه قائد القوة العميد علي بن سعيد الغامدي. وقال العميد:تم الرجوع إلى ما دون خلال الشهر من إيجابيات وسلبيات، وعملنا على تدوين كل منها في حدة، ومن ثم عملنا على تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات، كما تم تنظيم العديد من ورش العمل التي ضمت كافة الجهات ذات العلاقة، منها مدينة تدريب الأمن العام، والقوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، وشرطة العاصمة المقدسة، وإدارة مرور العاصمة المقدسة، والدوريات الأمنية، وتم شرح كافة الخطط المتبعة ليكون هناك توافق في تنفيذ الخطط. وأضاف الغامدي:عملنا العديد من البروفات الميدانية، وبدأنا منذ السابع والعشرين من الشهر المنصرم، وتم توزيع رجال الأمن ميدانياً، وعرف كل منهم موقعه في الساحة والمهام المناطة به، مبيناً أن القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة اعتمدت على الطرق العملية والمنهجية في التدريب والإعداد والتنفيذ قبل الموسم بوقت كاف، وتلقى أفرادها وضباطها العديد من المحاضرات، إضافة إلى البرامج التدريبية الميدانية والخطط التوضيحية، مشيرا إلى أن قوة الحج والعمرة لم تغفل الجانب الصحي، حيث عقد العديد من الندوات الصحية خاصة عن أنفلونزا الخنازير وأعراضها وكيفية الوقاية منها وطرق انتقالها وقد شارك في الندوة أطباء مختصون من مستشفى قوى الأمن بمكة. وأوضح قائد قوة أمن الحج والعمرة أن رجال القوة الذين تشرفوا بتنفيذ المهمة بلغ عددهم 1570 فردا، و23 ضابطا، يقومون بتنظيم حركة المشاة بالساحات الشرقية للحرم المكي الشريف من وإلى داخل الحرم، مشيراً إلى أن الساحات الشرقية تمتد من باب المروة إلى باب الصفاء المخنق " المسمى باب بلال "، ومن ثم إلى الطرق المؤدية للحرم من الغزة وشعب علي والأنفاق والراقوبة وقم، وتم توزيع العمل إلى 4 ورديات، وتعمل كل وردية 6 ساعات. وأشار العميد إلى أنهم وضعوا وسائل إرشادية لتحديد المسارات باللوحات للمعتمرين والمصلين بثلاث لغات “عربية، انجليزية، اردية”، وتم تحديد مسارات وأبواب دخول المصلين وأخرى لخروجهم بحيث لا يتقابلون في السير، وكذلك لوحات توضيحية ترشد إلى مصليات النساء وأخرى ترشد إلى مصليات الرجال وتوزيعها، مبينا أن عملهم يبدأ من قبل صلاة العصر ويستمر إلى الساعة السادسة صباحاً ويتم تغطية كافة المواقع. وألمح إلى أن الخطة تركز على عدم السماح بدخول الحرم وقت صلاة العشاء إلا للمعتمرين فقط، أما المصلون فيتم توزيعهم في الساحات، كما ينظم خروج المصلين من المسجد الحرام بعد صلاة العشاء، وكذلك بعد صلاة التراويح والقيام، بآلية منظمة من الأبواب المخصصة لذلك. وأوضح العميد الغامدي أن مهام القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة لا تركز فقط على تنظيم حركة المشاة في الساحات والطرق المؤدية من وإلى الحرم المكي الشريف فحسب، بل يتعاملون كذلك مع كل ما يتم ملاحظته حسب ما يقتضيه الموقف، سواء تطبيق الخطة والالتزام بها أومنع الاحتكاك والتدافع بين المصلين والمعتمرين والزوار، مضيفاً:وكذلك لا نغفل الجوانب الإنسانية، حيث نعمل على تقديم المساعدة لكبار السن وإيصال الأطفال الضائعين لمركز أرشاد التائهين، وتقديم المساعدة لكل من يحتاج للمساعدة، وكذلك متابعة الحالة الأمنية بكافة جوانبها من نشل وسرقة وغيرها. تنظيم الساحات وتوزيعها إلى مربعات تساعد حركة زوار المسجد الحرام وبين أن الخطة المعمول بها من قبل قوة الحج والعمرة قد روعي فيها الإجازات الأسبوعية "ليال الجمع"، وكذلك العشر الأواخر، بما فيها ليلة السابع والعشرين وليلة التاسع والعشرين"ليلة التختيم"، وليلة ويوم العيد،حيث تتم المشاركة بكامل القوة الميدانية بنسبة 100%. واستطرد قائلاً: كما يعلم الجميع أن هذا الموسم هو الموسم الثاني الذي تشارك فيه القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، حيث وضعت الخطة بالتنسيق مع شؤون الحرمين الشريفين وقوة أمن المسجد الحرام والجهات ذات العلاقة بخدمة المعتمرين والمصلين، لتقديم خدمة متكاملة تؤمن لهم الراحة والطمأنينة. وأوضح العميد على أنه يتم، ومنذُ أول ليلة من ليالي الشهر الفضيل، رصد السلبيات والايجابيات بحيث تتم دراستها بعد نهاية الشهر الكريم كما تم العام الماضي، للاستفادة منها لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات وكذلك لمعرفة الأماكن التي يكثر بها الازدحام. وقد التقت "الرياض"بعدد من المصلين الذين عبروا عن ارتياحهم التام للتنظيم المعمول به في الساحات الشرقية، من حيث تنظيم المسارات ومنع التدافع والتزاحم والاحتكاك، إضافة إلى التركيز على عدم تقابل المصلين والزوار والمعتمرين في المسارات من وإلى الحرم مما سهل الحركة كثيراً، حيث قال متعب السهمي ومحمد العتيبي ونواف العازمي من دولة الكويت الشقيقة: نشكر كافة رجال الأمن البواسل في المملكة وعلى رأسهم وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وسمو مساعده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، كما نتقدم بالشكر الجزيل لرجال الأمن العاملين في ساحات الحرم المكي الشريف، الذين ضحوا بأنفسهم وراحتهم في سبيل خدمة مرتادي بيت الله الحرام، ووجدنا منهم كل مساعدة وتقدير واحترام، ووجدنا تنظيمهم الميداني أكثر من رائع، حيث تم فرز الداخلين للحرم عبر الساحات عن الخارجين منه، وكما تشاهدون الآن في الساحات الشرقية الآن لا نجد أي تعارض أو مضايقات أو تكدس واختناقات، حيث تم تقسيم الساحات إلى ممرات طولية توصل لداخل الحرم وأخرى لخارجه. كما أشاروا إلى أن وجود قوة الحج والعمرة في الساحات الشرقية، حيث اعتادوا أن يؤدون صلاة العشاء والتراويح بها، قد قضى على العديد من السلبيات التي كانت موجودة في السابق كالتسول والباعة الجائلين، حتى أن النشل -رغم وجوده- قد خف وتلاشى إلى أقصى درجة وكل ذلك بفعل تواجد ويقظة رجال الأمن.