تركز الخسائر التي خلفها الزلزال العنيف الذي ضرب شرق آسيا على البشر أكثر منها على الجوانب المادية، حيث لم تتأثر المنشآت النفطية في اندونيسيا، وهي الدولة العضو في الأوبك حسب تصريح مصدر نفطي اندونيسي، والذي أشار إلى أن الزلزال لم يلحق تأثيراً في وحدة الغاز الطبيعي المسال في جزيرة سومطرة الشمالية التي يقع مركز الزلزال مقابلها. ولذلك استقرت أسعار النفط في العقود الاجلة خلال التعاملات أمس الثلاثاء بعد توقعات ارتفاع درجات الحرارة وزيادة مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة. وارتفع الخام الأمريكي الخفيف تسليم فبراير القادم في التعاملات عبر بورصة نيويورك التجارية 12سنتاً عن اغلاق أمس مسجلاً 41.41دولاراً للبرميل. وتوقع محللون تراجع أسعار النفط في الأسواق في حال بقاء الأحوال الجوية مواتية ومعتدلة إلا أن هناك توقعات أخرى تشير إلى احتمال تماسك أسعار النفط عند معدلاتها الحالية متأثرة بتقرير إدارة الطاقة الأمريكية الذي سيعلن اليوم الأربعاء حيث يرجح أن تفصح عن تراجع في مستويات المخزون من البترول قد يصل إلى 18% عن معدلاتها العادية وهو ما يراقبه المضاربون بحذر شديد خاصة أن المخزون الحالي قد لا يقابل الطلب المتزايد على الوقود. ولا يزال مراقبون يتنبأون باحتمال تنامي أسعار النفط بمقدار 3دولارات خلال الربع الأول من العام الميلادي القادم متخذين من المشاكل العمالية في نيجيريا واستمرار عدم استقرار وضع العراق والكوارث الطبيعية كمعطيات لهذه التنبوءات بالإضافة إلى نمو الاقتصاد في الدول الصناعية الكبرى وخاصة اليابان التي أعلنت أمس أن وارداتها من النفط الخام زادت بنسبة 17.5% في شهر نوفمبر الماضي حيث وصلت إلى 131.14مليون برميل، أي بمعدل 4.37ملايين برميل يومياً. أسعار وقود التدفئة قاومت جميع المؤثرات ليوم أمس بما فيها أنباء نقص المخزون من نواتج التقطير وظلت تحوم في مستوياتها المتدنية بسعر 1.2دولار للجالون. أما أسعار الغاز فقد ارتفعت بمقدار سنتين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لتصل إلى 6.3دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية ولم تشهد حركة نشطة من التداولات بسبب إغلاق بعض الأسواق النفطية لعطلة الميلاد. من جهة ثانية واصل الذهب ارتفاعه لليوم الثالث بعد أن شهد موجة شراء وتم تداوله بسعر 448دولاراً للأوقية قبل أن يتراجع ليستقر في نهاية التعاملات عند سعر 446دولاراً للأوقية.