ادى المد البحري الذي نجم عن أعنف زلزال في العالم منذ اربعين عاما الأحد الى مقتل أكثر من 28 الف شخص في ثماني دول في جنوب وجنوب شرق آسيا.. لكن هذه الحصيلة قابلة للارتفاع. حيث قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية رينو موسيليه أمس الثلاثاء ان 40 ألف شخص على الأقل لقوا حتفهم واعتبر 40 ألف آخرين في عداد المفقودين بسبب أمواج المد العاتية. وقال موسيليه لشبكة آر.إم.سي الإذاعية ان (40 ألف شخص قضوا نحبهم وفقد 40 ألف آخرون» دون أن يكشف عن مصدر معلوماته. ويؤيد هذه الأرقام ما ذكرته وكالة انتارا للأنباء ان حصيلة القتلى في اندونيسيا بسبب الهزة الأرضية وحركة المد البحري قد تبلغ 25 الف قتيل ناقلة ما قاله امس نائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا. وقال في دينة ميدان شمال جزيرة سومطرة ان «الحصيلة الدقيقة لم تتوافر بعد، لكني أقدرها ما بين 21 و25 الفا». وارتفعت حصيلة القتلى الى 5774 شخصا على الأقل في شمال جزيرة سومطرة الاندونيسية التي بدأت فيها اول فصول الكارثة حسب مسؤولة في وزارة الصحة. وكانت الحصيلة الأخيرة تحدثت عن مقتل 4725 شخصا بحسب مسؤول حكومي. وأعلن القائد العام للقوات المسلحة الاندونيسية الجنرال اندريارتونو سوتارتو أمس ان 377 من افراد القوات المسلحة الاندونيسية لقوا مصرعهم خلال الزلزال الذي ضرب اقليم اتشيه. جزيرة الموت وتحدثت معلومات اولية من الساحل الشمالي الغربي لجزيرة سومطرة المنكوبة عن كارثة حقيقية في المنطقة وخصوصا عن دمار ثمانين بالمئة من مدينة مولابو. وقال مسؤولون محليون لجأوا الى مزرعة تقع على تلة «اذا لم تصل المساعدات خلال يومين او ثلاثة سنواجه مجاعة كارثية تؤدي الى موت عدد كبير من الاشخاص». واضافوا في رسالة ارسلت بالبريد الالكتروني بواسطة شركة اندونيسية خاصة «نقدر عدد القتلى على الساحل الغربي للمحيط الهندي بحوالى خمسة آلاف بينما ما زال من الممكن حدوث هزات ارتدادية قوية». واوضحوا انهم بحاجة ماسة لمواد غذائية وادوية وخيام. وما زالت البلدات الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لسومطرة مقطوعة عن العالم بعد 48 ساعة من الزلزال. وقال تونغو ذو القرنين مدير منطقة ناغان رايا الواقعة جنوب مولابو ان «القرى ال17 الواقعة على الساحل لم يعد لها وجود». واضاف انه «تم العثور على 700 جثة بينما يجري البحث عن آخرين. نقدر عدد القتلى بما بين الفين وثلاثة آلاف» شخص، موضحا ان «كل المباني المصنوعة من خشب او اسمنت زالت ولم يبق اي شىء». وتمكن مراسل لوكالة الانباء الاندونيسية (انتارا) من التحليق بمروحية فوق المنطقة. وكتب «ليس هناك اي اشارة تدل على وجود حياة على طول الساحل الممتد 240 كيلومترا شمال مولابو. لم يبق من البيوت والمكاتب الا اساساتها التي تقع على مستوى الارض». وردا على سؤال عن حصيلة ال 25 الف قتيل التي تحدث عنها كالا، قال مسؤول مكتب جاكرتا لتنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة مايكل المكويست لوكالة فرانس برس انها «صحيحة على الارجح». وارتفع عدد قتلى الزلزال وموجات المد الى 7072 قتيلا في اقليم اتشيه وذلك طبقا لاحصاءات قدمها امس الثلاثاء مسؤول محلي للصحفيين. وفي باندا اتشيه وفي ملعب تبلغ مساحته اربعة امثال ملعب كرة القدم هناك اكثر من الف جثة ظلت موجودة في المكان الذي لقي فيه اصحابها حتفهم اثناء مشاهدة حدث رياضي يوم الأحد. وقال محمود أضعف الذي فقد ثلاثة من ابنائه «كنت في الملعب أقوم بدور الحكم. فجأة جاءت الأمواج وعناية الله أنقذتني. انحشرت بين افرع شجرة». وبحث افراد الأسر بصور محمومة عن احبائهم في حين اصابت مشاعر الصدمة آلافاً آخرين خشية وقوع مزيد من الزلازل أو موجات المد. وقال مسؤول عسكري ان الموارد محدودة للغاية. أرقام مرعبة من ناحية اخرى، تقوم القوات الهندية حاليا بأكبر عملليات اغاثة في زمن السلم فتقوم 30 سفينة حربية و20 طائرة تابعة للقوات المسلحة و12 طائرة هليكوبتر الى جانب آلاف من افراد القوات المسلحة بنقل الجرحى وجث القتلى وتوصيل الأغذية والأدوية الى مئات من مراكز الإغاثة المنتشرة عبر آلاف الكيلومترات من شواطئ الهند الجنوبية شرقا وغربا. وقد اقيمت مراكز التحكم والمراقبة في مدن تشيناي وبورت بلير ونيودلهي لمراقبة الأوضاع على مدار الساعة. وتقوم شركة بهارات سانتشار نيغام الهندية بإصلاح 6 سنترالات هاتفية تعطلت في ولاية تاميل نادو من جراء الأعاصير الزلزالية يوم الأحد الماضي. وقالت التقارير الرسمية حتى صباح الثلاثاء ان عدد القتلى قد تجاوز السبعة آلاف في الهند مع وجود عدة آلاف في عداد «المفقودين» الا ان تقديرات غير رسمية تقول إن الأعداد الحقيقية أكبر من هذا بكثير. وقالت هذه المصادر ان نحو عشرة آلاف ماتوا في جزيرة نيكوبار وحدها والتي غمرتها الفيضانات تماما وجرفت قاعدة بحرية عسكرية هندية بها. ولا تبعد هذه الجزيرة كثيرا عن مركز الزلزال في جزيرة سومطرة الإندونيسية. وقد تمكنت عدة طائرات حربية من الهبوط بمطار نيكوبار حاملة المؤن والأدوية وأجهزة هاتف الأقمار الصناعية لإعادة اتصالها بالعالم الخارجي. ولا يزال الاتصال مفقودا بكثير من الجزر الصغيرة في منظومة جزر آندمان ونيكوببار في خليج البنغال وتقوم طائرات مدنية صغيرة برحلات متواصلة لنقل السياح والمصابين من مطار بورت بلير الذي أصيبت ممراته بأعطاب ولا يمكنه حاليا استقبال طائرات كبيرة. وذكرت وكالة أنباء برست تراست الهندية امس الثلاثاء ان الشرطة تقول إن خمسة آلاف شخص قتلوا في موجات المد العنيفة الناتجة عن زلازل المحيط الهندي التي ضربت جزيرتي اندامان ونيكوبار الهنديتين. ونقلت الوكالة عن رئيس الشرطة في المنطقة قوله إنه تأكد وفاة ثلاثة آلاف شخص في حين ما زال ألفان آخران مفقودين ويعتقد أنهم لقوا حتفهم. طيور جائعة.. وجثث وفي مشهد كئيب، تحلق الطيور الكاسرة فوق سواحل ولاية تاميل نادو جنوب شرق الهند حيث ما زالت فرق الاغاثة تعثر على جثث في البحر والسواحل التي ضربتها الأمواج العاتية. واقليم ناغاباتينام الذي يمتد 140 كيلومترا هو من المناطق الاكثر تضررا في الولاية وقتل فيه 1700 من اصل ثلاثة آلاف شخص معظمهم من الاطفال، تم احصاؤهم في هذا الجزء من الجزيرة حتى الآن. ٭ وفي سريلانكا، قالت الحكومة أمس الثلاثاء ان أكثر من 18700 شخص قتلوا في اليومين الماضيين بعدما عصفت أمواج المد العاتية بالجزيرة فيما يخشى مسؤولون من أن تصل المحصلة النهائية إلى 25 ألفاً. وقال دي. ان. وانيجاسوريا مسؤول الخدمات الاجتماعية في مركز إدارة الكوارث الوطني التابع للدولة «انتشلنا حتى الآن 18706 جثث». الرحلة الأخيرة وأعلن مسؤول في أجهزة الإغاثة أن أكثر من 1500 شخص قتلوا على الأرجح في قطار غمرته أمواج البحر التي ضربت سواحل سريلانكا. وقال ان فرق الإغاثة انتشلت حوالي مئة جثة من القطار الذي كان يقوم برحلة بين كولومبو ومدينة غالي التي تبعد 110 كيلومترات جنوباً. مزيد من القتلى كما أعلنت وزارة الخارجية اليابانية أمس الثلاثاء ان اثنين على الأقل من اليابانيين قتلا بسبب الأمواج العاتية التي ضربت جنوب وجنوب شرق آسيا يوم الأحد. وقال مسؤول في الخارجية اليابانية ان القتيلين، وهما امرأة وطفل، لقيا مصرعهما في منتجع فوكيت السباحي في جنوب تايلندا. طقس إماراتي سيئ ٭ عربياً، شهدت الإمارات السبع التي تتكون منها دولة الإمارات العربية المتحدة في الأيام الثلاثة الأخيرة موجة برد وتساقط الأمطار وسجلت كميات هامة من الأمطار أوقعت بعض الأضرار المادية اضافة إلى تسجيل تزايد في حوادث المرور، وفق ما أوردت أمس الثلاثاء الصحف المحلية. وذكرت وكالة أنباء الإمارات انه تم تسجيل 500 حادث مروري يومي الأحد والاثنين في دبي أسفر أحدها عن وفاة شخص واحد. ودمار في اليمن ٭ إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة الثروة السمكية ان أكثر من ثلاثين قارباً للصيد قد دمرت كما أتلفت معدات خاصة بالاصطياد من سواحل المهرة وحضرموت وشبوه وأبين وعدن وأن هناك لجاناً ميدانية بدأت بالعمل لحصر الأضرار.. فيما وضعت القوات البحرية وخفر السواحل ووسائل الاطفاء في حالة الطوارئ خوفاً من أن تمتد حالة اضطراب الأمواج إلى تلك المدن وسط مخاوف من امتداد الأثر إلى سواحل البحر الأحمر أعلن حالة الاستنفار وسط قوات خفر السواحل والدفاع الساحلي بعد أن امتدت آثار الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق آسيا إلى الشواطئ اليمنية حيث أدى ارتفاع منسوب مياه البحر إلى تدمير العشرات من قوارب الصيد ومساكن الصيادين على طول سواحل بحر العرب.