وقع زلزال بقوة سبع درجات على سلم ريشتر المفتوح قبالة سواحل جزيرة سومطرة الاندونيسية التي اصابها المد البحري الهائل نتيجة زلزال اول قوي وقع الاحد الماضي، على ما افاد مكتب علم الزلازل الصيني. واوضحت وكالة انباء الصين الجديدة نقلا عن مركز الزلازل ان الهزة العنيفة وقعت في الساعة 8,25 ت غ عند 5,2 درجات شمال خط العرض و92,3 درجات شرق خط الطول امس السبت). وحدد مركز الزلزال على مسافة نحو 410 كلم من مركز الزلزال الذي ضرب المنطقة نفسها في 26 كانون الاول- ديسمبر وبلغت قوته تسع درجات وادى إلى مد بحري هائل خلف اكثر من 125 الف قتيل في عدد من دول جنوب وجنوب شرق آسيا. كذلك سجل مرصد الزلازل في هونغ كونغ هزة عنيفة حدد قوتها ب6,5 درجات واوضح انها وقعت في الساعة 8,22 ت غ قبالة سواحل غرب سومطرة على مسافة حوالى 350 كلم من باندا اتشيه عاصمة اقليم اتشيه حيث سجلت اكبر الاضرار من المد البحري بعد مناسبة الميلاد. واعلن احد علماء الزلازل في مرصد علوم الارض في ستراسبورغ لوكالة فرانس برس ان خطر حصول مد بحري (تسونامي) بعد الزلزال الجديد الذي وقع صباح امس قبالة جزيرة سومطرة الاندونيسية مستبعد لانه لو كان محتملا لوقع على الفور كما قال عالم الزلازل المداوم في المرصد. وقال العالم ويجايانتو من المكتب الجيولوجي في جاكرتا لوكالة فرانس برس ان «ثلاثة هزات ارتدادية قوية وقعت (الجمعة) بقوة 5,3 و5,2 و5 درجات على التوالي على مقياس ريختر المفتوح». وشعر مراسلون لوكالة فرانس برس في باندا اتشه بالهزات الارتدادية صباح امس السبت. واعتبر اخصائيون ان هذه الهزات الارتدادية لم تكن قوية بشكل تتسبب معه بمد بحري ولكنها تسببت بحالة من الرعب بين السكان الذين يخشون من مد بحري جديد. تفشي الأمراض في اندونيسيا وزار الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو امس إقليم آتشيه المنكوب وسط تفشي حالات الاسهال في معسكرات اللاجئين والنازحين من الناجين في إقليم مجاور. وهناك مخاوف من وقوع زلزال آخر وعودة الذكريات المؤلمة لفقدان الاقارب دفعت الالاف من الذين حالفهم الحظ للنجاة من الكارثة المزدوجة التي وقعت في عطلة نهاية الاسبوع الماضي إلى مغادرة آتشيه إلى شمال سومطرة مستخدمين أما طائرات النقل الجوي العسكرية سي - 130 أو السيارات المستأجرة. وفي باندا آتشيه عاصمة الاقليم يعاني أكثر من 200 من الناجين في معسكرات اللاجئين من أعراض الكوليرا. ووصل الرئيس يوديونو إلى مطار باندا آتشيه صباح امس وتوجه إلى ميليبوه وهي أكثر المناطق تضررا على الساحل الغربي حيث أصبحت معظم المنطقة السكنية الان بالبلدة تحت سطح البحر. وكانت وزيرة الصحة سيتي فضيلة سوباري قالت للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في العاصمة جاكرتا «أستطيع أن أقدر الان أن عدد القتلى سيصل إلى مئة ألف شخص». إلا أن المحصلة الرسمية لعدد القتلى حتى صباح امس بلغت 79940 شخص علاوة على أكثر من ألف آخرين مازالوا في عداد المفقودين. وابدى حزب العدالة والازدهار، احد الاحزاب الاسلامية الاندونيسية، استعداده التام لتقديم المساعدة للمنكوبين في شمال جزيرة سومطرة الاندونيسية. ويعمل هذا الحزب الذي ينشط بالاستناد إلى شبكة تحركها مجموعات نسائية تقوم عادة بتلاوة الصلوات في المساجد، على جمع المساعدات ونقلها إلى اقليم اتشيه، معقل المسلمين، الذي اجتاحه المد البحري. وفي منطقة باندا اتشيه المنكوبة، اقام الحزب نقاطا لتوزيع المساعدة. واكد ايروانسية (35 عاما)، وهو منسق محلي لهذه العملية الاغاثية، امس ان الناجين بحاجة لالبسة وانما ايضا للارز والادوية. واعرب عن اسفه لان المساعدة تصل «متأخرة جدا». وقام اربعمئة متطوع يعملون بامرته بتوزيع حمولات 17 شاحنة محملة بالارز وغيرها من المواد الغذائية الاساسية. والوصول إلى مولابو مستحيل واعتبر مسؤول حكومي كبير امس ان الوصول إلى منطقة مولابو شمال جزيرة سومطرة الاندونيسية المنكوبة عن طريق البر سيبقى مستحيلا لمدة ثلاثة اسابيع على الاقل مما سيعقد مهمة رجال الانقاذ. واوضح رزال نور الدين حاكم اقليم سومطرة الشمالية على موقع المعلومات «ديتيكوم» ان ورشة ترميم الجسور المتضررة جدا على الطريق المؤدية إلى مولابو على الساحل الغربي لشمال اقليم اتشيه، سيلزمها ثلاثة اسابيع على الاقل. ومولابو مدينة شطبت عن الخارطة تقريبا بفعل المد البحري الذي سببه زلزال الاحد والذي تحدد مركزه على بعد حوالي 150 كلم في البحر. واحصي مقتل اكثر من عشرة آلاف شخص في المنطقة. وتمكن بعض الناجين في مولابو من تناول الطعام للمرة الاولى يوم الجمعة بينما لم يتذوقوا طعم الاكل منذ الاحد، بحسب مصور لوكالة فرانس برس. وقد سحقت المنازل في المنطقة وتاه الناجون حفاة في الوحول وهم بانتظار مساعدة يائسة. وكانت امالهم الوحيدة معلقة على امدادهم بالمساعدة عن طريق الجو وعمليات لسلاح البحرية الاندونيسية. فيضانات في سيرلانكا ٭ في سيرلانكا افاد مسؤول محلي ان حوالي عشرة مخيمات في منطقة امبارا شرق سريلانكا تأوي آلاف النازحين اثر المد البحري في آسيا، تعرضت امس لفيضانات ما استدعى اخلاؤها. وهطلت امطار غزيرة بلغت 330 ملم ليلا ما ادى إلى فيضانات في هذه المنطقة التي اجتاحتها اصلا امواج تسونامي الاحد وشلت عمليات الاغاثة، بحسب المسؤول عن المنطقة هيراث ابيويرا. وتحول الفيضانات دون توجه فريق طبي ياباني من عشرة اشخاص إلى هذه المخيمات التي يغمرها 1,20 متر من المياه، كما انها تجمد حركة القوافل التي تنقل المساعدات. وصرح مكتب الرئاسة السريلانكية انه اعيد النظر بعدد المفقودين في سريلانكا وارتفع من 4872 إلى 13976 شخصا واذا ما تاكد مقتلهم فان الحصيلة الاجمالية الناجمة عن المد البحري الذي ضرب المنطقة نهاية الاسبوع الماضي قد تتجاوز ال40 الف قتيل. والحصيلة الرسمية الاخيرة بلغت قرابة 28475 قتيلا. وكانت الرئيسة السريلانكية شاندريكا كوماراتونغا حذرت الخميس من انها تتوقع تفاقم هذه الحصيلة بشكل كبير لان المفقودين قد يكونون لقوا حتفهم على الارجح في الكارثة. الهنود يبدأون رحلة العودة ٭ في الهند ذكر عمال الاغاثة أن الامهات الارامل والاطفال اليتامي والرجال المذهولين بدأوا رحلة العودة من مراكز الاغاثة في بلدة ناجاباتينام بجنوب الهند امس السبت لتفقد ما بقي من ديارهم. وبالنسبة للعديد فأنه سيكون من الصعب للغاية بدء حياتهم من جديد بعد جيشان البحر يوم الاحد الماضي والذي ابتلع كل ما هو ثمين يقتنونه. وتعد ناجاباتينام أكثر البلدات تضررا في ولاية تاميل نادو حيث فقد فيها ما يربو على أربعة آلاف شخص من جملة ستة آلاف شخص في الولاية بأكملها غالبيتهم من الاطفال. وبلغت الحصيلة الرسمية لعدد الضحايا في الهند 7,736 شخصا. ولكن منظمات الاغاثة تقول إن هذا أقل من العدد الحقيقي الذي تخشى أن يكون قفز إلى أكثر من 12 ألف شخص. وسار العديد من الناجين بالبلدة الذين أمضوا الايام الستة الماضية وسط المجهول هائمين في الشوارع والمعابد وحتى المدارس في حيرة باتجاه منازلهم عبر الساحل التي لم يعد البعض منها قائما والغالبية تحول إلى كومة ركام ولكن القليل لا يزال قائما بالقرب من شاطئ مدمر. وحصل الناجون على الماء والطعام والملابس من منظمات الاغاثة ولكنهم غاضبين من عدم حصولهم على شباك صيد. وكانت موجات المد القاتلة التي دمرت الساحل الجنوبي الشرقي من الهند قد جرفت في طريقها مئات من قرى الصيد. والصيادون الذين ظلوا على قيد الحياة تركوا بدون مصدر للعيش وهم في حاجة إلى قوارب وشباك. ثمانية آلاف قتيل في تايلاند ٭ في بانكوك اعلن رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين سناواترا امس ان الحصيلة النهائية للقتلى في تايلاند نتيجة المد البحري قد تصل إلى ما بين سبعة وثمانية آلاف شخص. وقال في رسالته الاسبوعية عبر الاذاعة ان آلاف الاشخاص الذين اعتبروا في عداد المفقودين قد توفوا على الارجح. واضاف «في تايلاند، قد تصل الحصيلة النهائية للقتلى إلى ما بين سبعة وثمانية آلاف شخص. اننا نتوقع العثور على المزيد من الجثث اذ اننا وحيث ما ذهبنا عثرنا على جثث جديدة». وقال رئيس الوزراء التايلاندي ان تايلاند ستشكل لجنة لتحديد سبب عدم اصدار تحذيرات من موجات المد العاتية وهو الأمر الذي كان من شأنه انقاذ آلاف الارواح. وقال في كلمته الاذاعية الاسبوعية «ينبغي ان يجري تحقيق في الحادث ككل.. كيف حدث ومتى ولماذا لم يتسن توجيه انذارات مبكرة». واعترف تاكسين بان رد فعل تايلاند ازاء واحدة من اسوأ الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث كان يفتقر إلى التنظيم في بلد نادراً مايتعرض لما هو اسوأ من الفيضانات في موسم الأمطار الموسمية السنوي. و بدأ الخبراء والاطباء الشرعيون الاجانب صباح امس (السبت) بأخذ عينات من جثث ضحايا المد البحري (تسونامي) بهدف وضع قاعدة معطيات دولية للتعرف على هويتها، كما افاد مصدر رسمي امس. وباشر عشرات الاختصاصيين الفرنسيين والاستراليين والنيوزيلنديين والاسكندينافيين خصوصا عملا طويلا للغاية ومضنيا يقضي بأخذ عينات من الاسنان واجزاء من عظام الافخاذ لاجرءا فحوصات الحمض النووي الريبي للضحايا. واعلن شرطي نيوزيلندي لوكالة فرانس برس «يمكنني ان اؤكد انهم بدأوا (عملهم) هذا الصباح». من جهته قال دركي فرنسي «جاء الاستراليون مع ثلاث او اربع شاحنات وبات بالامكان من الان فصاعدا العمل بصورة صحيحة». واضاف «تأخرنا قليلا لكنها المرة الاولى التي يكون لدينا هذا العدد من الضحايا في هذا العدد من الدول المختلفة. الان سنعوض الوقت الضائع». وكانت بداية الاسبوع مخصصة للمباحثات المتعددة التي اجرتها السلطات التايلاندية التي كانت تؤيد في البدء احراقا سريعا للجثث، فيما العواصمالغربية حريصة على التمكن من اخذ عناصر من كل جثة لتلبية الطلب الشرعي للعائلات في تحديد هويات قتلاها.