اعلنت مصادر مؤسسة البحوث الجغرافية التابعة لاكاديمية العلوم الروسية العليا أن أجهزة رصد الزلازل الروسية سجلت ليلة الجمعة 17 زلزالا في منطقة جنوب شرق آسيا تتراوح قوتها بين 3 إلى 6 درجات على مقياس ريختر منوهة بأن أقوى هذه الهزات تمت قرب سواحل اندونيسيا مشيرة إلى ان ذلك قد يعقبه في الايام القليلة القادمة تفاعلات باطنية تؤثر على القشرة الأرضية في منطقة هذه الزلازل وقد تؤدي إلى حدوث أمواج تسونامي هائلة جديدة. كما أكدت مصادرة وزارة الطوارئ الروسية هذه المعطيات والاحتمالات مشيرة في الوقت نفسه إلى ان اعداد القتلى قد يرتفع بشكل مذهل نتيجة اكتشاف مناطق كاملة كانت مأهولة وقد مسحتها الامواج العاتية ولا أثر للحياة فيها ناهيك عن الذين سحبتهم المياه إلى جوف المحيط. وأدى المد البحري الهائل الذي خلفه الزلزال العنيف قبالة سواحل اندونيسيا الاحد الى مقتل اكثر من 125 الف شخص وفقدان الآلاف في ثماني دول في جنوب وجنوب شرق آسيا حسب ارقام غير نهائية. واعلنت مسؤولة في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس امس الجمعة ان عدد القتلى في شمال جزيرة سومطرة الاندونيسية قد يصل الى 100 الف. وقالت ماريان ريكسوبروجو ان «حصيلة القتلى في اقليم اتشيه وشمال سومطرة قد تصل الى 100 الف». وكانت آخر حصيلة نشرت مساء الخميس تحدثت عن مقتل 79940 شخصا مؤكدين. ولادة جزر وذكرت صحيفة جاكرتا بوست امس الجمعة ان الزلزال وما تلاه من مد بحري قبالة سواحل سومطرة عدلا جفرافية الشاطىء القريب من العاصمة باندا اتشيه حيث ظهرت جزر صغيرة جديدة. وأوضحت الصحيفة ان «مجموعة من الجزر الصغيرة باتت الآن قبالة ساحل باندا اتشيه لكنها كانت تابعة لسومطرة». ونشرت الصحيفة صورة لهذه الجزر الصغيرة المغطاة جزئيا بأشجار النخيل ولا وجود لأي حياة انسانية عليها. وتتألف اندونيسيا، اكبر ارخبيل في العالم، من 18 الف جزيرة وجزيرة صغيرة، منها حوالي ستة آلاف جزيرة غير مسكونة. الموت جوعاً.. تكافح فرق الاغاثة للتغلب على المصاعب التي واجهتها امس الجمعة في توزيع المعونات على منكوبي الزلزال وكارثة أمواج المد البحري العملاقة (تسونامي) في إقليم آتشيه المدمر في أندونيسيا فيما يواجه آلاف الناجين خطر الموت جوعا والامراض. وأدى ضعف التنسيق بين الحكومة والجيش وعمال المعونات إلى جانب قلة وسائل النقل إلى تأخير توزيع المعونات بينما تتدفق الاعانات الدولية والمحلية إلى الاقليم المدمر في شمال سومطرة. وأوضحت تغطية تليفزيونية تكدس الامدادات في مطار باندا آتشيه والمخازن في مدينة ميدان عاصمة إقليم شمال سومطرة المجاور. ويشكو عشرات الآلاف من المشردين من بطء توزيع المعونات بعد خمسة أيام من الزلزال العنيف. وتقول فريدة نورليف وهي أم لثلاثة أطفال «لا نعرف من أين نحصل على الطعام .. لا يخبرنا أحد كيف نحصل عليه». وأضافت «سمعنا عن حضور بعض الوزراء هنا ولكنني أنا وأولادي الثلاثة لم نحصل على طعام طوال الايام الثلاثة الماضية». وقال مسئولو الاغاثة إن الظروف السيئة أعاقت عملية توفير الطعام والماء والادوية في المنطقة وأيضا نقص الوقود. وفي باندا آتشيه عاصمة الاقليم المدمر وواحد من أكبر المناطق المتضررة بدأ الناجون من الشكوى من أمراض متعددة مثل الاسهال ومشاكل في التنفس بينما قال آخرون إنه لم تصل أدوية إلى معسكرات اللاجئين هناك. وحذر عمال الاغاثة من عدم دفن الجثث الملقاة في كل مكان على الفور فإنها يمكن أن تتسبب في انتشار الاوبئة وتعريض الناجين للخطر. وقال المسئولون الحكوميون إن العقبة الرئيسية في الاسراع بعملية تجميع عشرات الآلاف من الجثث هو نقص الموارد البشرية حيث إن عدد عمال الاغاثة أقل بكثير من عدد الجثث. وقالت مديرة لجنة الصليب الاحمر في إقليم أتشيه سانوسي ماها «إننا بحاجة إلى عشرات الآلاف من عمال الاغاثة الاضافيين». وقال عمال إغاثة آخرون إن تفشي الامراض ظهر بشكل واضح في مخيمات الايواء حيث لا يكون هناك اهتمام بعمليات النظافة. حصيلة هندية من جانب آخر وصل عدد القتلى في الهند نتيجة المد البحري الى 11736 (حصيلة جديدة6202 في ولاية تاميل نادو (جنوب شرق) و548 في منطقة بونديشيري. وفي هذه الولاية ايضا سجل سقوط 4379 قتيلا في منطقة ناغاباتينام وحدها. وفي ارخبيلي اندمان ونيكوبار الواقعين على بعد الف كلم شرق الهند القارية قتل اربعة الاف شخص على الاقل حسب الشرطة وحرس الحدود كما اعتبر الاف اخرون في عداد المفقودين. ولا يزال عدد القتلى الدقيق في هذه الجزر غير معروف. واشارت الحكومة الفدرالية الجمعة الى 712 قتيلا مؤكدا وثلاثة الاف مفقود في هذه الجزر الا ان الشرطة مع مسؤول في حرس الحدود اشارا الى امكانية سقوط عشرة الاف قتيل في جزر نيكوبار وحدها حيث دمرت قاعدة لسلاح الجو الهندي بشكل كامل. ويضم ارخبيلا اندامان ونيكوبار نحو 500 جزيرة تمتد على مسافة 800 كلم من الشمال الى الجنوب في المحيط الهندي. وكانت اخر حصيلة لقتلى الهند المؤكدين اشارت الخميس الى سقوط 11330 قتيلا. وما زال آلاف الاشخاص في المناطق الجنوبيةالشرقية من الساحل الهندي وجزيرتي اندامان ونيكوبار في خليج البنغال في عداد المفقودين حتى امس الجمعة مما يزيد المخاوف بشأن ارتفاع حصيلة القتلى. وذكر التلفزيون الهندي أن ثلاثة زلازل متوسطة القوة وقعت صباح الجمعة بالقرب من جزيرة نيكوبار الكبري بيد انه لم ترد أنباء عن حدوث مزيد من الخسائر في الارواح أو الممتلكات. أما الخبر السار الوحيد فقد حملته الاسهم التي أطلقت على مروحية تابعة لحرس خفر السواحل والتي كانت تبحث عن ناجين. إذ ان الهجوم عليها يعني أن أفراد قبليين معرضين لخطر الموت في جزيرتي اندامان ونيكوبار كانوا على قيد الحياة. وكانت هنالك مخاوف من احتمال أن تكون القبائل البدائية في جزيرة اندامان والذين ظلوا يقاتلون المستوطنين الاجانب على مدى عقود طويلة فضلا عن المستعمرين البريطانيين والحكومة الهندية للمحافظة على خصوصيتهم قد أبيدت وصارت اثرا بعد عين من جراء أمواج تسونامي المميتة. من جهة أخرى أعلنت سريلانكا امس الجمعة يوم حداد رسمي في الوقت الذي ذكرت فيه الحكومة أن محصلة قتلى كارثة أمواج المد البحري العاتية شارفت على 30 ألف شخص بينما ما زال هناك خمسة آلاف شخص تقريبا في عداد المفقودين. وزينت معظم المنازل والطرق والسيارات بالاعلام البيضاء فيما بثت محطات الاذاعة موسيقات حزينة وألغيت جميع احتفالات العام الجديد في الوقت الذي أقام فيه غالبية المواطنين تجمعات دينية حدادا على أرواح ضحايا الكارثة. وأفادت وحدة إدارة الازمة في مكتب رئيس سريلانكا بأن حصيلة القتلى بلغت امس الجمعة 28,475 شخصا بينما ما زال هناك 4,872 شخصا في عداد المفقودين كما يوجد 104 قتيلا أجنبيا و85 آخرين في عداد المفقودين. وذكر مسئولون أن عدد القتلى سيتجاوز ثلاثين ألف شخص نظرا لوجود عدد كبير من المفقودين. وقال عمال الانقاذ إنه من غير المرجح العثور على مزيد من الناجين تحت الانقاض. وفي تايلاند اقتربت محصلة القتلى في إقليم (فانج نجا) جنوب البلاد من 3700 مما يرفع إجمالي عدد القتلى في البلاد إلى أكثر من 4500 في أعقاب كارثة أمواج المد العاتية (تسونامي) الناجمة عن زلزال الاحد الماضي. وقال مكتب حاكم إقليم فانج نجا لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) إن المسئولين أكدوا مقتل 3689 شخصا حتى الان في الاقاليم الجنوبية الاكثر تضررا. ومازالت الارقام الرسمية للحكومة المركزية تشير إلى محصلة قتلى تصل إلى 2404 من بينهم 1683 في إقليم فانج نجا و821 من الاقاليم المتضررة الخمسة الاخرى. وقال مساعد حاكم إقليم فانج نجا هيتون واشاي إن الارقام المحلية الجديدة تشمل 2027 أجنبيا غالبيتهم من البلدان الغربية على ما يبدو. وهذا الرقم يتفق مع التوقعات حيث إن الاقليم موقع للكثير من المنتجعات السياحية الفارهة التي يكثر بها الاوروبيون بصفة الخاصة خلال موسم عطلة نهاية العام. وفيما يلي حصيلة القتلى في الدول الأخرى: - بورما (ميانمار): تسعون قتيلا على الاقل حسب منظمات إنسانية دولية في رانغون توقعت ان تكون الحصيلة النهائية «اكبر من ذلك بكثير». وادى المد الى تدمير 17 قرية باكملها. - المالديف: 75 قتيلا على الاقل و42 مفقوداً حسب السلطات. وقد دمرت الامواج العاتية كليا البنى التحتية في 13 من الجزر الاهلة الصغيرة ال 202 واتت على 29 من اصل 85 منتجعا سياحياً كان كل منها قائماً على جزيرة، كما ادت الى تشريد حوالي 12 ألف شخص. - ماليزيا: 66 قتيلاً على الاقل و183 جريحا حسب الشرطة وعدد كبير من المفقودين خصوصا في جزيرة بينانغ السياحية الاكثر تضرراً وفي ولاية كيدا المجاورة. ولم يشر الى مقتل سياح اجانب في بينانغ. - بنغلاديش: قتل اب وابنه في غرق سفينة سياحية (مسؤولون محليون). - افريقيا: وصل المد البحري الى الساحل الشرقي لافريقيا. ففي الصومال قتل 132 شخصا على الاقل وشرد نحو خمسين ألف شخص بحسب آخر حصيلة رسمية. وفي تنزانيا، مات عشرة اشخاص على الاقل غرقا. وفي كينيا غرق رجل قرب مومباسا.