لم تكن ردة الفعل التي خرج بها عضو شرف نادي الاتحاد منصور البلوي على بيان لجنة الاحتراف بخصوص مديونيات نادي الاتحاد التي سمتها اللجنة (قضايا ومطالبات) مستغربة، رغم الحدة التي كانت عليها تصريحاته، والتصعيد العالي في طريقة التخاطب مع اللجنة، لاسيما بعد أن اتهم البلوي رئيسها الدكتور صالح بن ناصر بأن له مواقف "مشهورة ومشهودة" في الوقوف ضد نادي الاتحاد، مستشهدا بقضية الاتحاد مع لاعبه أحمد الدوخي، وطريقة تعاطي اللجنة معها، فضلا عن الأسلوب الساخر في توصيف علاقة الدكتور صالح بن ناصر مع الاتحاد في إحدى مداخلاته التلفزيونية. واللافت أكثر في طريقة التعاطي بين البلوي واللجنة أنه صار يحاسبها على طريقة تعاطيها مع الاتحاد، في إشارة واضحة بأن اللجنة تقف ضد ناديه، وكأنها خصم لها، لا على أنها حكم يقف على مسافة واحدة بين جميع الأندية. ردة الفعل تلك ما كانت لتكون لولا أن اللجنة قد خلقت المناخ الملائم لها، وجهزت الأرضية التي تنبعث منها، حينما أعطت البلوي صبغة رسمية من خلال تجاوبها مع تصريحاته، إلى درجة أن البيان - وبحسب اللجنة - إنما خرج ردة فعل على تصريحات البلوي الصحفية والمتلفزة، وبناء على رغبته، ولأن البلوي لا يمثل الرأي الرسمي الاتحادي، فليس بإمكان اتحاد الكرة قانونيا ومنطقيا ان يدين نادي الاتحاد على أية ردة فعل مهما كان نوعها قد تصدر من البلوي، حتى وإن وصلت حد التشكيك في نزاهة أعضائه وسلامة مواقفهم، كما فعل مع ابن ناصر؛ لأن لجنة الاحتراف هي التي سمحت لنفسها بتجاوز القوانين والأعراف بتخاطبها مع من لا صبغة رسمية له، إلى حد أنها تعاملت معه وكأنه رئيس النادي، بل هي فعلت ذلك باعتبار أنها لم توجه خطابها لرئيس النادي الجديد الدكتور خالد المرزوقي، بل تجاوزته بأسلوب لا يحمل أبسط أبجديات العمل الإداري، إذ إن مثل تلك المخاطبات التي تتم عادة بين الجهات الرسمية كما في حالة (الاتحاد واللجنة)، لا يمكن أن تتم إلا من خلال رئيسيهما، لا بين رئيس اللجنة وعضو شرف. وإذا ما تجاوزنا السقطة الكبيرة للجنة الاحتراف، التي التقطها البلوي جيدا، ليرد الكرة سريعا في ملعب الدكتور ابن ناصر، فكيف لنا ان تجاوز قبول المرزوقي بهكذا حال، سواء من لجنة الاحتراف، أو من البلوي نفسه، حيث بدا حاله كحال الأطرش في الزفة، إذ لم يكن مقبولا بأن يرضى من حيث المبدأ بأن تتم عملية الفعل وردة الفعل من اللجنة والبلوي، وكأن ليس في الاتحاد جهة رسمية يمكن التخاطب معها، إلا أن يكون الدكتور المرزوقي يقبل بهذا الحال، فهنا تكون المصيبة أعظم!.