من خلال اللقاء الذي أجرته "الرياض" الأسبوع الماضي مع عملاق الحراسة السعودية في حقبة التسعينيات الهجرية الخلوق احمد عيد.. وأثنى فيه على مبادرة الأب القائد الملك عبدالله "رعاه الله" بتكريم قدامى رؤساء النادي الأهلي العريق واستقباله لهم بمناسبة حصول (سفير الوطن) على أول كأس لخادم الحرمين الشريفين للتفوق الرياضي.. تطرق الكابتن أحمد عيد الى جانب مهم يكشف وفاء هذا الرياضي الكبير ونبله وإنسانيته وهو اليوم يحمل عضوية اتحاد الكرة بجانب تبوئه منصب نائب رئيس لجنة الاحتراف.. حينما يتذكر الجيل الذي شارك معه في صنع انجازات مختلفة على مستوى الاندية والمنتخب، ومطالبته بحقوقهم الغائبة عن أذهان الكثيرين في هذا العصر اللاهث في التكريم ضمن جملة الاقتراحات الرائعة التي طرحها في أساليب التكريم ومن بينها اطلاق اسماء النجوم الكبار على بوابات مقرات انديتهم المتعددة.. فعندما تدلف لنادي النصر وترى أمامك لافتة تعلو ذلك الباب وكتب فيها "باب النجم ناصر كرداش رحمه الله".. حتماً ستسأل عن تاريخ هذا اللاعب الراحل.. والاقتراح الآخر الذي ساقه عضو اتحاد الكرة احمد عيد ..قيام رعاية الشباب كل عام بتكريم عشرة من نجوم الزمن الجميل وفي مقدمتهم الاسماء التي خدمت المنتخبات من خلال دعوتهم لنيل شرف المثول بين يدي خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" والسلام عليه بين شوطي مباراة كأس الملك، فمثل هذا التقدير المعنوي ولقاء الوالد القائد "أيده الله" لا يضاهيه تكريم بالنسبة لهم سيما اذا دعم بطبع كتيب تعريفي خاص بهم يحتوي على نبذة موجزة عن سيرتهم الذاتية ومشاركاتهم الرياضية بحيث يوزع على وسائل الاعلام في اسبوع التكريم. لقد تطرق النجم الخلوق الذي جمع بين مستواه المتفوق كحارس متميز في أدائه وبين التحصيل العلمي العالي.. تطرق الى زملائه من نجوم الامس الكبار أمثال سعيد غراب.. مبارك عبدالكريم.. مبارك الناصر.. زيد مطرف.. عمر رجخان.. عبدالله يحيى.. عبدالرزاق ابو داود..أحمد الدنيني.. الفصمة اخوان.. عبدالعزيز حسام الدين.. محمد الوصله.. طارق التميمي.. عبدالرحمن كتالوج.. ساعد رزق.. سعد الجوهر.. محسن بخيت.. الصاروخ.. ادريس ادم.. وحيد جوهر.. ماجد عبدالله.. يوسف خميس.. عبدالله عبدربه.. سالم مروان.. خالد سرور.. سليمان اليحيى.. سليمان ابو داود.. محمد الطعيمي وغيرهم من نجوم الزمن الجميل. وطالب بضرورة تثمين عطاءات وتضحيات أولئك النجوم الكبار سواء من الاندية أو من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. فأحمد عيد يمثل شخصية متعددة الجوانب النبيلة فهو نجم خلوق ورجل ذو وفاء فريد مع زملائه السابقين وصاحب مبادرات إنسانية، وكثيراً ما يتواصل مع رفقائه من اللاعبين السابقين في احلك ظروفهم الصحية والمادية.. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر.. حرصه قبل موعد اقلاع رحلته الى جدة بساعتين على زيارة نجم الهلال في الثمانينات ومدافعه الصلب "سالم اسماعيل" الذي أصيب بجلطة دماغية ألزمته سرير المرض.. حرص أحمد على زيارته شخصياً في بيته برفقة زملائه القدامى عبدالله آل الشيخ وسلطان مناحي وناصر بن سيف.. ورغم تعدد مسؤولياته ومناشطه أصر على التواصل مع زملاء الأمس ممن يعانون مرارة المرض ليؤكد ان الرياضة قبل ان تكون ميدان فوز وخسارة.. هي تلاقٍ اجتماعي وثقافة تفرض التواصل مع الآخرين في أحلك ظروفهم الصحية.. موقف آخر للنجم الشهم أحمد عيد رواه لي نجم الشباب السابق فهد بن منيف الملقب ب(سعدة) في ثنايا مقابلة نشرتها "الرياض" مؤخراً يذكر فيها صديقه المقرب النجم النصراوي الشهير احمد الدنيني "رحمه الله" يوم ضاقت به الدنيا وقرر السفر لمدينة جدة لمقابلة شخصية رياضية بارزة طمعاً في مساعدة مادية تفك أزمته ورافقه في رحلته (سعدة)، وهناك قابل في مكتب الشخصية الرياضية الكابتن الخلوق احمد عيد فشرح له ظروفه المادية القاسية ورغبته في المساعدة بعدما علم باعتذار الشخصية عن مقابلته - لموقف سابق - فما كان من احمد عيد الا ان قدر ظروفه وطيب خاطره بتقديم مبلغ عشرة آلاف ريال مساعدة شخصية من جيبه الخاص للكابتن الراحل احمد الدنيني الذي كان نجماً لا يدانيه نجم في تاريخ نادي النصر، حين ارتباط اسمه بالفن والابداع المهاري والهجومي والاهداف التي تركت بصمات تاريخية لا تمحى من ذاكرة البطولات النصراوية بما فيها أولها.. كأس ولي العهد عام 1392ه. انني هنا عبر هذا المقال، اسجل اعجابي الشديد بشخصية العملاق احمد عيد الذي لم تغير صروف الدهر صفاته الطيبة وخصاله الحميدة، منذ ان كان حارساً يافعاً يقف بين الخشبات الثلاث في الملاعب الترابية حتى وصل إلى مواقع متميزة في اتحاد الكرة. نتمنى ان نشاهد نماذج أخرى مثل "احمد عيد" ومن هم على شاكلته، لأن مثل هؤلاء العملاقة يمثلون مصدر فخر واعتزاز لكل منتمٍ للرياضة عامة.. ولكل عاشق لأهلي الذهب.. والمجد.. والتاريخ.. والعراقة.. و"الوفاء" على وجه الخصوص!!