أحتفظ بشجة في راسي وهي جزء من سجل حافل لتشجيع مبكر للمجنونة (كرة القدم) ! ماكان يمكن ان أموت يومها لأن في العمر بقية ! سقطتُ من اعلى سور الملعب حينما كنت احب الاماكن المرتفعة قبل ان تاتي تلك السقطة الجسدية واعقبتها سقطات اخرى( معنوية ) على مر ايام العمر الفارطة أظنني اليوم احسن حالا هذه الذاكرة تبهرني الى حد أن "كل شي فيني يذكرني بشي" ويضحكني ويهزني بفرح طفولي له ارتباط وثيق: "كل شي فيني يذكرني بشي حتى صوتي وضحكتي لك فيها شي لوتغيب الدنيا عمرك ماتغيب شوف حالي آه من تطري علي ياسلام ..:كلام جميل ..ولحن بسيط اجمل ..فحينما يلامس العمل الفني احساسنا فانه ينبش( في الداخل) عن حدث رائع ومبهر *** تتدفق اشياؤنا .. لاتعبأ بهذه الحواجز التي تحاول اعتقال (البهجة) بمصادرة التعبير عنها! اشياء تذكرنا بأشياء نحذف ونضيف ..فلا يبقى الا ماهو جدير بالبقاء لمن يحب الحياة . صغيرة لكنها مهمة ، هذه(التفاصيل) تنمو وتتمدد.. وتاخذ مساحة ماكان لها ان تحتلها لولا حب الحياة فالحياة في مجملها ( ذاكرة ) لاتخطئ الاشياء الاثيرة هي تحليق اثيري يحرر الانسان من رواسبه التي تجذبه الى القاع ، وتنطلق به الى جزر احلام لم يألفها .. انها تشبه اول قفزة بالمظلة ..إما ان (تقفزها) واما ان تنظر الى القافزين من تحت ! عصيبة هذه المواجهة .. افعلها.. ولاتخف فالموت لا يأتي الا في موعده .! تلك متعة حقيقية لايفصلنا عنها الا الخوف مما لانعرف . استطعت ان انتزع نفسي المتطلعة دوما الى (الحراك) من أسْر الرتابة القاسية ... نحتاج الى اصابات طفيفة .. تماما مثلما يتحسس المتسابق الظافر بالفوز آلام (التواءات ) كاحل القدمين .. ومثلما يتامل متسلق الاشجار خدوش يديه وساقيه، وينفض عن راسه الاشعث اشواك الشجر المدببة. *** سحت في ساحات (الغيرة) من خلال كلمات الاغنيات ، فلم تثبت في رأسي الا هذه الكلمات الجميلة : ياماشي الليل فين رايح تزل حارتنا بالعاني تراك ( مقروع) بالموجب في هادي الحارة خلاني و (مقروع) تعني ممنوع .. وهي نقطة نظام في أعراف الحارة الموجبة للالتزام .. وشوف اسمع ترى زادت دخولك في نواحينا ترى اخلاقنا ضاقت وتكفى لاتعادينا ياسلام .. يعني ( بالعربي) انتبه .. سامحناك في الاولى .. والثانية ..لكن لا (تمصخها) و (خلينا احباب ) واقفل هذا الباب .! انه عرف قديم يحظر التجول في غير اوقات الدوام.! عجيبة .. هذه الذائقة الشعبية . واعجب منها هذا التنبيه ..فيه ضبط نفس وتسامح وتذكير بالمحاذير ..يبقي باب العشم مفتوحا قبل ان تقع (الفاس في الراس) الذي قال إن ( حبّيبة زمان) دمهم فاير . فهمَ شيئا وغابت عنه اشياء.!