يداخلنا في بعض الأحيان (إحساس) بأننا نعيش في (الوقت الضائع).! إن هذا الإحساس لا يكذب أبداً، لكن بتعديل بسيط، هو أن الوقت (لا يضيع) وإنما نحن الذين (نضيّعه) .. بدليل أن غيرنا - غيري - ينجز كل الأشياء ويبقى الوقت.! في إحدى الأمسيات (الثقافية) اقتحمني زميل يحسن الظن ببعض حروفي وألواني وغرس في رأسي رأياً مدبباً نفذ إلى الطرف الآخر.. قال: (أعرفك.. أنت دائماً إنسان غامض).! وجادلته كثيراً، لكنني كنت أشعر في قرارة نفسي أنه نبش في الجرح القديم (المتجدد).. تمنيت - وقتها - أن أقول له: (أنت صح).! فماذا كان يمكن أن يفعل (مثلي) ليصبح (مثلك)؟! صحيح ان بعض العمر قد بقي، لكننا نحتاج فيه إلى قدر من (المجازفة) التي يمكن - بعدها - أن (يبقى) كل شيء أو (يضيع) كل شيء.! صدقني ان هذا الإنسان، الذي تبهرك حروفه وألوانه، يتجمّل لك وللناس.. حتى إذا عاد إلى وحدته لبس هلاهله وخلاخله وأسند ظهره إلى حيطان - لها أذان - تعرفه ويعرفها.!. شي محيّر؟.! معك حق.. (حتى أنا تراني احترت فيني).! - تظن بمن تحب - أنه إنسان له قيمة - ليتني أشاركك الظن، إذن لتغيَّر كل شيء، ولما عاد لاكتشافك (الخارق) أي معنى.! صدقني - يا صديقي المتطفّل - أنني ما ضقت باقتحامك.. ربما أنني عبست في وجهك احتجاجاً على انتهاكك لحقوق الإنسان الذي هو (أنا) لكنني كنت أضحك في داخلي منك ومن نفسي.! جادلتك - يومها - مكابرة.. دفاعاً عن النفس.. فمن ذا الذي يمكن أن يستلقي على ظهره ويحتمل - تحت عيون الدارسين - مشرط الجراح؟! إنها حلاوة الروح يا صديقي.! حينما تقف - يوماً ما - في طابور (المعزين) اهدأ واحتشم وتذكّر أن للموت (وقاراً) يا صديقي.!