موضوع التبرع بالأعضاء موضوع بدأ الناس يقتنعون بأهميته.. إلا أننا لم نصل بعد لمرحلة حمل بطاقة التبرع ووضعها في الجيب (مع بطاقة الأحوال ورخصة القيادة في محفظة كل مواطن ومقيم) وإذا وصلنا لتلك المرحلة فهذا يعني أن جمعيات التبرع بالأعضاء قد نجحت في مسعاها وعدد الأعضاء التي يحتاجها المرضى قد تم تأمينها.. فالأعمار بيد الله.. وأعداد حوادث المرور في ازدياد.. وما ينتج عنها من وفيات ووفاة دماغية كثيرة.. تكفي لتأمين عدد وفير من الكلى والقرنيات والأكباد التي ينتظرها الكثير من المرضى.. وتستوقفني كثيراً تحقيقات (وربورتاجات) عن التبرع أو بيع الكُلى تبثها بعض القنوات الفضائية من آنٍ لآخر.. وفيها الكثير من شكاوي ومعانات من أُخذت كلاهم مقابل مبالغ بخسة.. وقد حدثني أحد الأصدقاء ان قريباً له ألم به عارض صحي فراجع أحد المستشفيات في الرياض.. وبعد فحصه وعمل أشعة قيل له هل سبق لك أن تبرعت بإحدى كليتيك أو اشتكيت من أوجاع أو التهاب في كليتك اليمنى.. فليس لديك إلا كلية واحدة.. قال لا لم يسبق لي التبرع ولم أشتكِ قط من كليتي أو جهازي البولي.. فقال له الطبيب مرة أخرى لكن هناك أثر لشق كبير وعملية قديمة في جسمك فما العملية التي أجريت لك وأين.. فقال المريض متذكراً انني قبل بضع سنين كنت في الخارج (في إحدى الدول العربية) واشتكيت من آلام في البطن لأدخل على إثره في إحدى المستشفيات هناك وقال لي الطبيب العربي إن زائدتي الدودية ملتهبة.. فأُدخلت في غرفة العمليات واستُئصلت الزائدة الدودية تحت البنج العام وشُفيت وعدت إلى المملكة.. ونسيت الموضوع.. وما تراه يادكتور على جسمي هو أثر عملية الزائدة التي استئصلتها خارج المملكة قبل بضع سنين وقد كانت كما قيل لي (منفجرة) مما اضطر الجراح لتكبير شق العملية ليصل إلى أسفل الظهر من الجهة اليمنى.. حينها قال له الطبيب الذي يُعالجه لقد استأصلوا أحد أعضائك الحيوية أثناء تخديرك.. لقد سرقوا كليتك اليمنى يا أخا العرب.. بعدما استأصلوا زائدتك الدودية الملتهبة.. استغرب المريض ما قاله الدكتور ولم يكد يصدق.. إلا انه على أي حال حمد ربه كثيراً لأن لديه كلية أُخرى تعمل بكفاءة.. وعلى الأمانة الطبية السلام.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.