** حقيقة.. ** كم نحن سعداء بالانتماء إلى وطن تتفوق فيه القيم الإنسانية والأخلاقية على كل مكاسب الدنيا ومغانمها.. ** وحقيقة.. ** فإن من الشرف لنا أن نكون مواطنين مدينين بالولاء والمحبة والاعتزاز لملك يُعظّم تلك القيم الإنسانية الخالدة فينا.. ** وحقيقة.. ** فإن منح مواطن شريف ارفع وسام في الدولة يعتبر تقديراً لأكبر تضحية منه..وتجسيداً للاقتداء والتأسي بما يريد ولي الأمر ويؤمن به..إنما يشكل تكريماً حقيقياً لكل مواطن نحا نحو الشيخ (حمود بن نايل السويدي الشمري) الذي عفا عن قاتل ابنه فور وقوع المأساة.. ** فقد هزتني كمواطن كلمات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله..وهو يتحدث إلى هذا المواطن الشريف وبعض أفراد أسرته..بشعور الإنسان المؤمن بقضاء الله وقدره..وبإحساس الإنسان المدرك لعظم التضحية من قبل إنسان فقد ابنه..فلذة كبده في لحظة غضب شيطانية.. ** قال الملك: ** "إن ما فعلتموه يرفعنا ويرفع الشعب السعودي كله..ويرفعكم عند الرب عز وجل لأن هذا عمل أخلاقي وبطولي وإنساني..وعملك هذا إن شاء الله كل مسلم يصير عليه ويحذو حذوكم فيه.".. ** أجل.. ** كم هو عظيم..ورائع..ومجيد..أن يتسامح الإنسان..ويعفو..ويرتفع فوق الآلام.. ** وكم هو عظيم..وكريم..أن تطغى القيمة الإنسانية والأخلاقية على المكاسب المادية الرخيصة لتؤصل لمبادئ التسامح..والعفو..وكبح جماح الألم وغضب النفس.. ** فالملك بهذا التكريم لهذا المواطن الشريف وأسرته..إنما أراد أن يرسخ مبدأ القدوة القائمة على الإيمان بقضاء الله وقدره أولاً..ثم بالعفو عند المقدرة..وضبط مشاعر الإنسان المصدومة في اللحظات الصعبة ثانياً.. ** والملك أراد بهذا الحديث الأبوي..الإنساني..الأخلاقي أن يرفع من قدر التضحية.. والتسامي.. والقوة..والصبر..والإيمان لدى الإنسان..وكلها خصائص نحمد الله أنها تميز مجتمعنا.. ومواطننا.. وتشعرنا بأننا نعيش أماناً من نوع آخر..أماناً فرضته مشاعر الإيمان الصادق..والوعي المتزايد..والتسامح النادر في عصر الثارات..وإهدار الأرواح..ونزف الدماء..وتدهور القيم والأخلاقيات.. ** وبالتأكيد.. ** فإن كل مواطن فينا..يفخر بأن الشيخ ( حمود الشمري) هو أخوه..هو ابن جلدته..هو شريكه في وطنه..وطن الخير والمحبة والوفاء..وطن الملك الإنسان الذي ملأ قلوبنا بالحب..وطهرها من الكراهية..وأسلمها لحالة من السماحة والتآخي والمودة..والحمد لله.. *** ضمير مستتر: ** ( كم من إنسان عظيم..كسب الآخرة..وضحى بمكاسب الدنيا..إعلاء للقيم الإنسانية الخالدة).