لا يقتصر مفهوم الخيانة على العلاقات الزوجية، بل توجد في مكان العمل وبين الأصدقاء، ما يؤدي إلى تفكك العائلات والمجتمعات، ولكن لماذا توجد هذه الظاهرة في المجتمع ؟ خيانة الأصدقاء من وجهة نظر مدرس اللغة العربية الأستاذ سلمان عبدالعزيز"لا يقتصر مفهوم الخيانة على الزوج والزوجة، فهو موجود في مكان العمل مثلاً. فقد تعرضت للخيانة من أعز الأصدقاء حينما طرح على مشاركته بمشروع تجاري ولم أرفض ورحبت كثيراً بهذه الخطوة الجيدة، ومن حسن ظني به لم يكن بيني وبينه أية أوراق تثبت ذلك غير وصل من البنك يفيد أنه استلم مني مبلغا من المال فقط"، ويضيف"حينما طلبت المبلغ منه أفادني انه خسر في الأسهم ولم يبق من مالي سوى القليل وسألني (هل تريده أم تبقيه حتى يتحسن السوق ؟)، وقع كلامه علي مثل الصاعقة وأحرق قلبي فهذا صديقي المخلص قد خانني واكتشفته ببعض من المال، فهذه اكبر خيانة من اقرب صديق لى". كما قال "ومن ناحية الخيانة الزوجية،فهى موجودة منذ زمن وستستمر طالما هناك بشر يتزاوجون، وليس شرطاً أن تكون الخيانة في العرض، ولكن في الكذب أيضاً في الأمور المالية والشخصية، ومن الممكن استمرار زوجين في حياة مشتركة سعيدة من دون خيانة". عكس المرأة ويقول فيصل العسكر"لا أتخيل أن هناك مجتمعات خالية من الخيانات والخداع والكذب خصوصاً وان الإنسان ضعيف أحياناً، وبعض المجتمعات تغض النظر عن خيانة الرجال بعكس المرأة التي يرفض المجتمع رفضاً قاطعاً خروجها عن الخضوع لزوجها والإخلاص له". وأضاف"من وجهة نظري، أصبحت الخيانة في الوقت الحالي ظاهرة متفشية في المجتمعات وأصبح الحديث عن خيانة الشريك أو الصديق من الأمور العادية جداً" . جسد بلا روح السيدة سعاد ع. ش واحدة من المصابات بلوعة الخيانة من الزوج والصديقات تقول"تعلمت من الحياة أن أتقبل من الآخرين كل شيء ما عدا اثنين (الاحتقار والخيانة)، والمثل يقول (من أمنك على شيء لا تخنه)، قد لا أغفر أحياناً، ولكن طبعي عفوي وصريح أثق بالناس وأؤمن بأن الخير يفترض والشر يبرهن عنه " وتحدثت عن تجربه لها مع زوجها"فبعد أن كان شحيحاً علي وأولادي الأربعة أصبح يغدق علينا المال ولا يتوانى في توفير جميع المتطلبات، وذات يوم اكتشفت انه يحضر امرأة أخرى إلى البيت فور خروجي من المنزل" ، وتضيف"بعد ذلك قررت ترك المنزل، ثم استقريت عند أهلي سنة كاملة يتردد خلالها علي محاولاً شراء ودي وتقديم الاعتذار المقرون بما أريد ليضمن عودتي. بعدها وافقت لكني عدت إليه جسداً بلا روح، فقد كسر بتصرفه كل أحساس جميل كنت اشعر به اتجاهه". خيانة الزملاء تقول السيدة هيفاء عن تجربتها"تعرضت للخيانة من زميلة لي في العمل، فقد كانت تقوم بسرقة أفكار طرحتها لتطوير مجال العمل وتنسب هذه الأفكار إلى نفسها، إضافة إلى ذلك كانت تنقل صورة سيئة عني إلى الإدارة حتى فوجئت في يوم من الأيام بقرار فصلي عن العمل، وكانت هي وراء كل هذا". حساب الغير الأخصائية الاجتماعية منال بنت عبد الرحمن الهاجر قدمت تفسيراً لأسباب الخيانة، حيث قالت:"لاشك أن تعامل الناس بين بعضهم في الوقت الحالي يعتريه كذب وعدم وفاء بالوعود، وذلك موجود في أي شكل من أشكال الصداقة أو العلاقات الزوجية. ومن الأسباب الرئيسية للخيانة نجد القلق والخوف أو الحسد والفوارق الاجتماعية، وتلك تؤدي إلى الكذب والخداع وهذه بدورها تؤدي إلى قطع العلاقة بهدف تحاشي الخيانة، فالناس يختارون الطلاق بسبب عدم قدرتهم على العيش في ظل خيانة تلاحقهم"، وتضيف الهاجر"من ناحية أخرى اعتبر الرجل اقل إخلاصا لأنه يستطيع التمييز بين الحاجة والمشاعر، بينما تنظر المرأة أحياناً إلى المشاعر فقط". كما قالت:"في الوقت الحالي يعيش الجميع إغراءات السوق، بمعنى أن قوة التنافس في مجتمعنا السعودي اليوم لإثبات الذات والوصول إلى مراكز القرار تزيد من نسبة الكذب بين الأصدقاء في العمل، فتربيتنا اليوم تفرض علينا السعي للوصول إلى أعلى السلم الاجتماعي، حتى على حساب الصداقة والقرابة". الشعور بالمسؤولية ومن وجهة نظر الاستاذ في جامعة الملك خالد بأبها الدكتور عبد الكريم بكار عن أسباب الخيانة قال"حين يحدث تقدم حضاري، فإن وعي الناس ينفتح على آفاق للمتعة الشخصية لم تكن مدركة من قبل، وإذا لم يحدث تقدم خلقي كاف على صعيد الإلتزام والشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة فإن وقوع الخيانة الزوجية يصبح أمرا قريب المنال". ويضيف د.بكار: "معظم الخيانات تقع من قبل الرجال وليس النساء، ولكن إذا تفشت هذه الظاهرة بشكل كبير لا قدر الله فإنها ستكون كارثة حقيقة على الأسرة". كما أضاف"في الوقت الحالى، حدث نوع من القطيعة داخل الأسرة بسبب ضعف التواصل والحوار، لذلك لابد من تنشيط التواصل بين الزوجين وجميع أفراد الأسرة". وأضاف الدكتور"كما أن الوضع المادي المريح يشجع على السفر، وخلال السفر يسهل الوقوع في الخيانة الزوجية وهذا يتطلب من المرأة الوعي بمتطلبات هذه المرحلة والبحث عن الأسباب التي تجعلها أكثر تألقا في نظر زوجها". وفي نهاية حديثه قال د.بكار: "لابد للقضاء من أن يطور آلياته ويسرع في إجراءاته لمتابعة المظاهر السلوكية المنحرفة على صعيد الأسرة والعلاقة الزوجية على نحو خاص".