لم يكن يخطر ببالهم أن أحلامهم ستضيع بعد أن كانوا قاب قوسين أو ادنى، وأن بحثهم عن التميز والتخصص العلمي بما يتعلق ببعض مايساعدهم على إيجاد وظيفة مناسبة والانخراط في العمل التربوي وهو ما جمعهم وجاء ببعضهم من مناطق مختلفة، وتكبدوا مشاق السفر وعناء الإقامة والتنقل بين مقر الجامعة والسكن وإنهاء البرنامج بحرص شديد، على أن يكون مكتملا للشروط المطلوبة، وبين السهر وزيارة الأهل خارج العاصمة بين الحين والآخر وارتفاع المعيشة وجدوا أنفسهم في النهاية قد دفعوا ضعفي مبلغ الرسوم مرتين، إضافة إلي الرسوم من اجل الحصول على هذه الشهادة التي رفضت وزارة التعليم العالي التصديق لهم عليها، بحجة انه غير (معترف بها)، ولم يتم اعتماده كبرنامج رغم أن الدراسة تمت في جامعة تعمل منذ سنوات ومعترف ومصرح لها من قبل الوزارة. كيف حدث هذا..؟؟ زار وتحدث ل (الرياض) عدد من طلاب الجامعة العربية المفتوحة المعنية بهذا الموضوع طارحين مشكلتهم حيث قررت الجامعة طرح الدبلوم العالي للتربية الخاصة في تخصص تخلف عقلي، وفي تخصص اضطرابات سلوكية وتوحد، وأبدى الطلاب مدى استيائهم من الواقع الذي واجهوا مرارته، فالشهادة غير معتمدة ومن جامعة داخل العاصمة، ومسجلة في الوزارة حيث يقول الطالب مساعد ثعيل المطيري: قدمت من دولة الكويت حيث أقيم للحصول على دبلوم عالي في التربية الخاصة في تخصص اضطرابات سلوكية وتوحد، وأنهيت الساعات اللازمة في المدة المحددة للبرنامج وفوجئت بعدم الاعتراف بالشهادة والتصديق عليها من قبل الوزارة، وضاعت آمالي في الحصول على وظيفة داخل بلدي. فيما يرى زميله جارالله عبدالعزيز الشايع وهو من منطقة حائل أن التأخر في عدم الاعتراف سبب له مشكله عدم الحصول على عمل وغير جميع حساباتي فلم اعد اعرف هل أتقدم بهذه الشهادة للالتحاق بقطاع التعليم أو نسيانها تماما، وكانني لم انفق جهدا ومالا في الحصول عليها، والوزارة لم تمنحنا راياً أن كنا سنحصل على الاعتراف والاعتماد أو لا حتى نعرف ماذا نقدم للتوظيف الشهادة الجامعية أم الدبلوم العالي. أما الطالبان عبدالعزيز رشود التميمي وجمعان عبيد السبيعي اللذان واصلا الدراسة يوميا من محافظة الخرج ذهابا وإيابا، فيريان أن التباطؤ من الوزارة في البت بموضوع الاعتراف بالشهادة أصابهم بالإحباط، ويقولان عندما قرانا الإعلان في الصحف عن الدبلوم اتجهنا فوراً للجامعة وسجلنا بلا تردد، فالدبلومات المماثلة التي تمنح من جامعات عربية في دول قريبة معترف بها، وهي اقل مدة من الدبلوم المقرر بالجامعة المفتوحة وعندما بدأنا الدراسة أكدت لنا الجامعة أن الاعتراف قادم وما أن ننهي الدراسة حتى تصادق وزارة التعليم العالي على شهادتنا، ولهذا استمررنا في الدراسة وتكبدنا خسائر مادية بسبب السفر اليومي للجامعة وكل ما نريدة الآن تعويضنا عن الأضرار التي لحقت بناء جراء ذلك. ويشاطرهم الرأي عادل ابراهيم التويجري - تخصص تخلف عقلي- حيث يقول إنه عند بداية الدراسة كانت الأمور تسير بشكل جيد معتقداً أن دراسته ستنتهي بنهاية الساعات المقررة، ولكن على ما يبدو أن الساعات ستطول في ظل عدم اعتماد شهادتنا من الوزارة فالجامعة قبضت الثمن ومصاريف الرحلة زادت في التردد بين التعليم العالي والجامعة، لمحاولة إنهاء الموضوع، مؤكداً دورانه وزملائه داخل دوامة مفرغة بين الجامعة ووزارة التعليم العالي دون جدوى؟ إما عبدالرحمن خلف الحربي فيقول: إن طموحة دفعه للالتحاق بالبرنامج والانضمام للكادر التربوي بوزارة التربية والتعليم لذا اتجهت قبل بداية البرنامج إليها لسؤالها عنه فأكدوا لي أن متطلبات البرنامج والتخصص موجودة مما شجعني للتسجيل وبدء الدراسة ولكن مع استمرار البرنامج أحسست بالخطر، وعرفت أن شيئاً ماسيحدث فالجامعة لم تقدم لنا ماينهي المعاناة طوال مدة الدراسة وهو تصديق الوزارة عليه وإمكانية التسجيل في الخدمة المدنية قد يكون شبه انتهى، ونحن هنا نبحث عن الحل والجواب الشافي من الجهات المعنية، ويجمع الطلاب على أن البرنامج معد من قبل أساتذة يعملون في جامعة الملك سعود ومن قام بالتدريب أساتذة مرموقين أيضا بجامعة الملك سعود وأصحاب خبرة والبعض منهم له مؤلفات في التخصص نفسه، ويؤكدون أنهم دفعوا قرابة ثمانية عشر ألف ريال عن كل واحد منهم للجامعة العربية المفتوحة رسوماً دراسية نظير الحصول على دبلوم عالي في التربية الخاصة ويطالبون الوزارة بسرعة أيجاد حل لهم أما بالاعتراف وتصديق شهاداتهم أو ألزام الجامعة بإعادة الرسوم وتعويضهم عن المصاريف التي دفعوها فثقتهم في النظام التعليمي جعلهم يلتحقون بالدراسة ويطالب المتضررون باتخاذ أجراء حازم ضد الجامعة حتى لا يتضرر طلاب آخرون ويحدث لهم مثل ما حصل لنا وتضيع أموالهم ووقتهم.