كشفت مصادر اسرائيلية امس عن ما اسمته "اختراقا" في الموقف الاميركي ازاء قضية الاستيطان، مدعية اعطاء الاميركيين موافقة لاسرائيل على مواصلة البناء في 2500 وحدة جديدة ضمن 700 مبنى في مستوطنات الضفة الغربية. وذكرت صحيفة "معاريف" امس ان هذا "الاختراق" تحقق خلال الزيارة الاخيرة لوزير الحرب ايهود باراك الى لندن، ولقائه المبعوث الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشيل، حيث تمكن من اقناع الاميركيين بالسماح لاسرائيل بمواصلة العمل في المباني التي شرع باقامتها". ووفق المصادر فان باراك ابلغ المطبخ السياسي الاسرائيلي الثلاثاء بما اتفق عليه مع ميتشل في لندن التي توجه اليها حاملا معطيات عن البناء القائم في المستوطنات، حيث وضع المبعوث الاميركي في "صورة الوضع القائم". واتفق باراك وميتشل- حسب المصادر الاسرائيلية- على أن تجميد البناء في المستوطنات سيتم فقط في اطار مفاوضات اقليمية، تشارك فيها سوريا ولبنان ايضا. واضافت المصادر" بتعبير آخر، قبل الاميركيون الموقف الذي لن تكون اسرائيل بموجبه مطالبة بتجميد البناء في المستوطنات كخطوة مسبقة، بل فقط عندما تتحرك المسيرة السياسية الشاملة، بما في ذلك دور الدول العربية والسلطة الفلسطينية. منظر جوي لأعمال البناء في مستعمرة جبل أبوغنيم قرب القدس(إ ب أ) وكان باراك وميتشل اعلنا في بيانهما المشترك عقب اللقاء "أن الولاياتالمتحدة واسرائيل ملتزمتان بالتقدم نحو مسيرة سلام اقليمي شامل..لاسرائيل والولاياتالمتحدة هدف مشترك وهو الوصول الى محادثات سلام مع السلطة الفلسطينية، سوريا ولبنان". ويأتي هذا الموقف الاميركي اذا ما تأكد مناقضا للمواقف السابقة والتي طالبت اسرائيل بالحاح من اجل وقف نشاطاتها الاستيطانية كما تأتي بعد يومين فقد من الدعوة التي وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى ادارة اوباما من اجل الضغط على اسرائيل لتجميد الاستيطان لتهيئة الاجواء لاستئناف المفاوضات السلمية. وتعقيباً على ذلك ، قال مصدر سياسي اسرائيلي كبير " ان تحركاً ذا مغزى كهذا، تضطر فيه اسرائيل الى تجميد الاستيطان، يمكنه أن يكون في اطار مؤتمر دولي بمبادرة الرئيس باراك اوباما، وتظهر فيه الدول العربية التزامها بالمسيرة وتشرع في خطوات تطبيع مع اسرائيل".ونقل عن اوساط قريبة من وزير الحرب الاسرائيلي القول "ان التوتر بين البيت الابيض وتل ابيب قد انخفض نسبياً". وحسب هذه المصادر، فقد تقدم الاميركيون بخطوات نحو اسرائيل والاجواء اليوم هي اكثر ايجابية.