استبشر الكثير من الرياضيين بدخول العديد من الشركات العملاقة للاستثمار في الوسط الرياضي ورعاية الكثير من الأندية المسابقات المحلية، وفتح ذلك أبواب عدة لإيجاد دخل كبير يفي بالكثير من الالتزامات المالية التي كانت تعاني منها الأندية وتقف حجر عثرة في تقدمها وإتمام صفقاتها المحلية والخارجية، وأحدث دخول شركة الاتصالات وشركة (موبايلي) وشركة "زين" للاستثمار في الوسط الرياضي نقلة كبرى، وأصبحت الأندية تبرم صفقاتها بالملايين نتيجة الدخل الكبير الذي تحصل عليه، ولكن ما يجلب الخوف أن هذا الاستثمار يتعرض بين فترة وأخرى الى هزات، تجعل أجواء عدم الارتياح تخيم على الأندية من جهة والمستثمر من جهة أخرى، والسبب أنه لايوجد حماية أو خطوات واضحة يمكن أن تسير عليها الأندية وكذلك المستثمر، بدليل توقيع عقود رعاية واستثمار، وفجأة يتم توقيع عقود مع أطراف أخرى دون أن يكون لأصحاب الأولوية في التوقيع رأي او كلمة في ذلك. وهذا لا تتحمله الشركات التي تستحق الإشادة والتقدير على إسهاماتها الجليلة في دعم الرياضة ومحاولة الرقي بها من خلال ضخ مئات الملايين، انما تتحمله رعاية الشباب وهيئة دوري المحترفين التي يبدو أنهما لم تحسبا حتى الآن خطواتهما جيداً، وقد يكون لعدم اشراك المستشارين القانونيين في الكثير من الحالات دور في تداخل الرعاية ووضع الأندية والشركات في مواقف لاتحسد عليها، في ظل اصرار الجميع على حفاظ حقوقهم، والا تذهب بسبب اتخاذ أطراف معينة لقرارات لاعلاقة للأندية والشركات بها. لا أحد يلوم "موبايلي" وشركة الاتصالات السعودية وشركة "زين" والأندية التي وقعت عقوداً شراكة عندما تتذمر من مثل هذه الخطوات فهم مسؤولون أمام المساهم بالنسبة لهذه الشركات كما هي مسؤولية الأندية أمام الجماهير، انما المسؤولية تقع على من يسمح بإبرام العقود وتداخلها وخلق بلبلة في أجواء الاستثمار نتيجة غياب الدور القانوني في ذلك أو لأن من يتخذ بعض القرارات يظن أن وقوع الأندية تحت مظلة رعاية الشباب يعني الزامها واقتناعها بأي قرارات، دون أن تطالب بحقوقها مثلما هي حال الشركات المتضررة التي يريد المتابع الرياضي ان يكون دخولها للوسط الرياضي تشجيع لها وفائدة مشتركة وشراكة دائمة، وليس مثلما يحدث الآن من تذمر نتيجة بعض القرارات التي ربما لم تتم دراستها بالصورة التي تضمن رضى الجميع. ونتمنى أن يكون ما حدث سحابة صيف سرعان ما تتجاوزها الاندية والشركات ورعاية الشباب وهيئة دوري المحترفين الى حلول واتفاقيات مناسبة تضمن للاندية دخلاً مناسباً وتشجع الشركات على مواصلة الاستثمار والمشاركة في دفع عجلة الرياضة الى الأمام. ولعل ما حدث فرصة لأن يكون تجربة يستفيد منها الجميع بعيداً عن تكرار الاخطاء، ومضاعفة أزمات الاندية، وتنفير الشركات في الاستثمار، ثم تصوروا لو انسحبت (موبايلي) والاتصالات السعودية و"زين" نتيجة أخطاء يكررها اتحاد الكرة ورعاية الشباب، كيف سيكون وضع أندية الأضواء؟، ومن أين تصرف إدارتها قيمة عقود اللاعبين والمدربين والمعسكرات؟، اعتقد انه سيكون صعباً للغاية، لذلك لابد أن يقف استثمارنا الرياضي على أرضية صلبة وقرارات لاتتداخل مع قرارات اتخذت سابقاً.