وضع رائد التحدي وروح القصيم الحي لجسده موطئا في الدوري الممتاز؛ ليضيف إليه عدة قوى أبرزها الجماهيرية، هذه التي لفتت إليه الأنظار وأجبرت الإعلام ليتابع حركاته وسكناته، وهو - أي الرائد - صاحب الجولات في والحضور سيضل له قيمة عالية في كرة القدم السعودية. حينما نرصد تاريخ رائد التحدي فنتتبع مشواره على المدى الطويل، نجده حافلا بالإنجازات، فمنذ أن صعد إلى الممتاز موسم 1406 قبل أربع وعشرين سنة إلى هذا اليوم بلغ عدد مرات صعوده ست مرات، ليس هذا فحسب، بل بقي مشاركا في الدوري الممتاز عددا من السنوات، أي أن البقاء - إن سمي إنجازا - فإنه سينال نصيبا وافرا منه، وخلال تواجده في الممتاز أبدع كثيرا بانتصاراته على الفرق الكبار، أما بطولاته فما أكثرها تنوعت ما بين درع دوري الدرجة الأولى مرتين، وكأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى مرة واحدة، وآخر بطولاته كأس بطولة النخبة الدولية التي أقيمت في أبها. استقرار كامل يوحي واقع الرائد حاليا باستقرار يعيشه لكونه يحظى بدعم شرفي ولديه مصادر تغذية مالية جيدة خاصة مع استقطابه أعضاء شرف جدد كفهد المطوع الذي رأس النادي حاليا ووجوده في دوري المحترفين يعني بالطبع زيادة في مصادر دخله، وبوجود أعضاء متفاعلين فإن المستقبل يبشر بخير. بعد أن استقر اختيار الرائديين على فهد المطوع رئيسا دبت في النادي حركة دؤوبة، فالمال الذي كان ينقص الرائد توفر الآن، ربما أن سكن الرئيس في الرياض قد يربك العمل، لكن وجود نائب نشيط كالمهندس محمد الدغيري سيسد الفراغ وأعضاء مجلس الإدارة الذين جددوا عضويتهم أو الجدد يشهد لهم بالنجاح وهم على قدر من المسؤولية، والذي يحتاج إلى إعادة صياغة هم أعضاء الشرف الذين ليس لهم تنظيم يجعلهم يتفاعلون بشكل أكبر، وأول الخطوات الواجب اتخاذها تعيين رئيسا لهيئة أعضاء الشرف خلفا للمستقيل صالح المحيميد، ومما يجب فعله إعطاء رجال النادي الذين دعموه ماديا ومعنويا حقهم من التقدير. إضافة إلى ذلك فإن جمهور الرائد نبع من العطاء يتدفق ومن الضروري استغلال حماسهم بما يخدم النادي وهم أصحاب الوقفات المشهودة والتفاعل الكبير. الاستثمار بعد أن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الرائد يملك جماهيرية جارفة فإنه من الظلم أن يمر عليه الموسم الماضي دون أن يجد شركة راعية بمبلغ مجز، وطالما أن الخطأ وقع فمن المهم تداركه في الموسم القادم ولا يكفي أن تنتظر إدارة الرائد طلب الشركات وده، بل عليها السعي إلى الشركات مع تقديم ما يغريها لدخول الاستثمار في النادي، ولعل المؤشرات تبشر بخير بعد أن قطعت الإدارة شوطا في مجال الرعاية. اللاعبون الشباب من الطبيعي لأي ناد يريد أن يطور نفسه أن يستقطب لاعبين من خارج النادي وهذا حدث كثيرا بعد مرحلة الاحتراف لكن هذا ليس حلا سليما، إذ يمكن الجمع بين أبناء النادي الذين نشأوا فيه وبين الآخرين وذلك بأن يتم التركيز في استقطاب لاعبين محدودين، بشرط أن يكونوا بارزين لتشكل نسبتهم 30% مثلا. إن اعتماد ناد مثل الرائد بشكل كلي على الاستقطاب فيه خطورة بالغة، إذ إنه في حالة هبوطه فمن الطبيعي أن يرحل عنه لاعبوه المحترفون ليبحثوا عن فرص عمل أفضل في أندية أخرى، وعندئذ تتصحر أرض الرائد بعد أن يعود إلى لاعبيه الذين نبتوا في أرضه فلا يجدهم، وإن وجدهم فهم ضعاف لأنه لم يفسح المجال لهم ليحتكوا بغيرهم من خلال المباريات، وبالتالي يطوروا أنفسهم، ولكي أقطع الخط على من يقول إن هذا عصر الاحتراف الذي يتطلب استقطاب لاعبين من أندية ومناطق أخرى أوضح أن هذا يصلح في أندية كبرى كالهلال والاتحاد التي تدفع بجزالة مبالغ نقدية لمحترفين متميزين وتعرف أن المادة ستظل تتدفق، ومع هذا فهي لا تعتمد بشكل كلي على المستقطبين.