ذكر موقع "تيك ديبكا" المتخصص بالشؤون الأمنية نقلاً عن مصادره الخاصة، أنه في الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع ايهود باراك، والمستشار الشخصي لرئيس الحكومة المحامي يتسحاق ملوكو في طريقهما لنيويورك للقاء المبعوث الأمريكي للمنطقة جورج ميتشل الثلاثاء الماضي، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ايان كيلي أن واشنطن مستعدة لتليين موقفها بشأن عمليات البناء في المستوطنات. وقال كيلي " إننا نعمل مع جميع الأطراف في محاولة خلق بيئة يسهل فيها استئناف المفاوضات بين إسرائيل و والفلسطينيين، كما أنني لست مستعداً لتحديد ما الذي سيحدث غداً". وعندما سأله صحفي عن ما إذا كان يعني بكلامه هذا أن الولاياتالمتحدة مستعدة للتوصل الى حل وسط مع إسرائيل يتخلله تعليق لعمليات البناء بدلاً من الإيقاف الكامل، قال المتحدث باسم الخارجية "أنا لا أقول أننا لسنا مستعدين للتوصل الى حل وسط، لكن دعونا نرى ما الذي سيحدث في لقاء باراك – ميتشل". وكان المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس قد وصف لقاءات المندوبين الأمريكيين والإسرائيليين ب "مهمة"، وقال بان البيت الأبيض متفائل بشأن إمكانية تحقيق تقدم خلالها. وقال الموقع نقلاً عن مصادره الخاصة: إن هذا التغير الدراماتيكي في الموقف الأمريكي حيال عمليات البناء في المستوطنات، جاء بسبب أربعة تطورات طرأت في المنطقة، وهي: 1. استمرار التدهور في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإيران، وابتعاد خيار الحوار معها.. 2. تأكيد السعودية والدول العربية أنها لن تقدم أية تنازلات لإسرائيل، حتى لو وافقت حكومة نتنياهو على تجميد الاستيطان، كما أنها لن تسمح للإسرائيليين بدخول أراضيها، أو حتى عبور الطائرات الإسرائيلية لأجوائها. إن هذه التنازلات كانت جزءاً هاماً جداً من مبادرة اوباما السياسية. وعندما اتضح لواشنطن انه لا يمكن زحزحة السعوديين عن موقفهم هذا، ازداد لديها اليقين بأنه لا طائل من وراء استمرار المواجهة مع إسرائيل. 3. ازدياد الأصوات في الدوائر السياسية بواشنطن التي تقول: إن اوباما وكلينتون وميتشل ليسوا عادلين في موقفهم الذي اتخذوه من إسرائيل دون استشارة أحد، وكأنه لا وجود لأي اتفاقيات معها بشأن استمرار البناء في المستوطنات. 4. الموقف العنيد لرئيس الحكومة إسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن المستوطنات، وعدم الرغبة في إبداء أي تنازل في هذا الموضوع. من جهتها نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الاثنين الماضي إشارة أولية الى نية البيت الأبيض التوصل الى حل وسط بشأن المستوطنات الإسرائيلية. وأوردت الصحيفة ثلاثة أسباب لتقديرها بفشل هذا الموقف من إدارة اوباما منذ البداية، أولاً: استغل العرب والفلسطينيون هذا الموقف واكتفوا بمتابعة ما يجري دون أن يحركوا ساكناً. السبب الثاني: هو أن موقف الإدارة الأمريكية هذا لم يكن عملياً أبداً، ولا يمكن لإسرائيل أن تنفذ مثل هذا الطلب حتى لو كان من يقف على رأس الحكومة شخص غير نتنياهو. السبب الثالث: سبق أن وافقت الحكومات العربية ومعهم الفلسطينيين أكثر من مرة في السنوات الأخيرة - أيضاً في انابوليس 2007- على أن تستمر إسرائيل في البناء بالكتل الاستيطانية الكبيرة، والتي ستبقى تحت سيادة إسرائيل ضمن مفاوضات الوضع النهائي. وذكرت المصادر الخاصة ل "تيك ديبكا" أنه عندما اتضح الأسبوع الماضي أن إدارة اوباما وحكومة نتنياهو على الطريق نحو اتفاق، وإن الضغط الذي كان على إسرائيل سيتحول الى الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات، تم تسريب كلام الرئيس الفرنسي ساركوزي لرئيس الحكومة نتنياهو عندما قال بضرورة إقالة ليبرمان من منصب وزير الخارجية وتعيين تسيبي ليفني بدلاً منه، لوسائل الإعلام. وتهدف المصادر التي سربت الخبر للعلام من وراء عملها هذا الإشارة إلى أن ليفني "زعيمة حزب كاديما" أفضل من ليبرمان في إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين، خاصة أنها مستعدة للانضمام هي وحزبها للائتلاف الحكومي.