تداول العديد من المستهلكين في الآونة الأخيرة رسائل الكترونية تفيد بالتحذير من استخدام العبوات البلاستيكية الخاصة بالمشروبات والعصائر والألبان في استعمالات حفظ العصائر أو الماء المبرد في الثلاجات المنزلية لاحتوائها على مادة "الديوكسين" السامة والمسرطنة والتي تتسلل إلى العصائر أو المياه بعد استخدامها للمرة الثانية، وكذلك التحذير من استخدامات عبوات تغليف اللحوم البلاستيكية أو تلك المصنعة من مادة" FOAM" والمادة الشفافة لحفظ اللحوم ووجبات الطعام الجاهزة وذلك لاحتوائها نفس المادة المسرطنة للبشر"حسب ما جاء في الرسائل". وجاء في رسائل التحذير الواسعة الانتشار ولتدعيم تلك الآراء أن المواد الأولية التي تدخل في تصنيع العبوات البلاستيكية تحتوي على مادة ال "DEHA" المسرطنة، بالإضافة إلى ما يكتب على قاعدة العبوات البلاستيكية وسط مثلث صغير شفاف أطرافه من ثلاثة أسهم متواصلة كتب في وسطها رقم "1" أو "2" أو "3" حتى الرقم "6" ما فسروه على جواز استعمال تلك العبوات لمرة واحدة أو اثنتين أو حسب ما هو مذكور على قعر العلبة الخارجي بشكل آمن وإلا يعرض مستخدمها نفسه ومن حوله لأخطار مهولة على الصحة، حتى أن مستخدمي تلك العبوات يقومون بغسلها وتنظيفها بالماء والصابون ما يزيد من احتمالات تحلل المواد المسرطنة الموجودة في تركيبة تكل العبوات "حسب مايروج". و وسط هذا اللغط والحرص على الصحة العامة وللتأكد من صحة هذه الادعاءات من عدمها قمنا بالتواصل والاطلاع على المؤسسات البحثية والمعنية بصحة وسلامة المستهلك حول العالم، فتوصلنا إلى معلومات تؤكدها "هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، و هيئة الصناعات البلاستيكية في الولاياتالمتحدةالأمريكية HYPERLINK "http://www.plasticindustry.org" www.plasticindustry.org والمعنية بوضع المواصفات العالمية لتصنيع العبوات التي تستخدم في مجال صناعات الغذاء والدواء وتحديد مقاييس ومعايير وطبيعة المواد المسموح استخدامها في المواد الأولية في تصنيع تلك العبوات وكل ما له علاقة بالمواد الغذائية، فكان أن أكد الباحثون في هذا المجال أن العبوات البلاستيكية لايدخل في صناعتها أي من المواد الضارة بالصحة وخاصة منها مادة "الديوكسين" المدعى عليها، وحول تسلل تلك المادة إلى محتويات العبوات من عصائر أو مياه عند تجمدها في الثلاجات أو حتى اللحوم بأنواعها حيث من الممكن أن تتولد تلك المادة فقط عند رجات حرارة تصل إلى "700" فهرنهايت أي ما يعادل "371" درجة مئوية، وعند تلك الدرجة هناك ما يهدد صحة الإنسان من جراء استخدامه محتويات العبوات البلاستيكية. ومن الرموز المستخدمة على قاعدة العبوات الخلفية الرموز التالية: (PETE) وتعني مادة البولي اثلين تريفثاليت، (HDPE) مادة عالية الكثافة من البولي اثلين، PVC مادة البولي فينيل كلورايد، (LDPE البولي ثيلين قليل الكثافة، (PP) مادة البولي بروبيلين، (PS) البولي ستيرين، والمواد المذكورة هي مواد كيمياوية أولية تدخل في صناعة العبوات والمنتجات البلاستيكية الصالحة للاستخدامات المتنوعة في تغليف المواد الغذائية. وعن مدلول الإشارات الموجودة على قاعدة العبوات الخارجية وسط المثلث فهي عبارة عن رموز تشير إلى نوعية المواد الداخلة في تصنيع تلك العبوات وهي مرتبة من واحد حتى رقم سبعة والتي عادة ما يشار إليها بعبارة "other" وهي مواصفات يطلبها عميل لاستخدامات مختلفة عن التصنيف السابق والتي تناسب في الغالب الأحجام المطلوبة عند حدود معينة عندها تختلف الإشارات الموجودة على العلب والعبوات، وتفيد بالتالي للمعنيين بإعادة تدوير تلك العبوات وإعادة تصنيعها حسب المواد الأولية التي تدخل في تصنيعها، على عكس ما يردد البعض في أن تلك الأرقام للتوعية باستخدام تلك العبوات مرة واحدة أو اثنتين حسب المذكور على قاعدتها. ورغم ما توصلنا إليه فالموضوع أمام الجهات المعنية بصحة وسلامة المستهلك للوقوف على حقائق الأمور والتصدي لأي من الأقاويل التي لاتعتمد على دليل علمي أو سند بحثي موثوق به؟ وما أوردناه هنا في هذا المقام هو إشارة للمعنيين للوقوف على حقيقة الأمر.