"تنوي مجموعة من الشركات الألمانية بالتعاون مع شركات إيطالية وأسبانية استثمار حوالي أربعمائة مليار يورو في مشروع عملاق للطاقة الشمسية "ديزرتيك" بهدف نقل الطاقة من الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا إلى المنازل والمصانع الألمانية وأوروبا. وقال متحدث باسم شركة سيمنس للصناعات الهندسية والكهربائية الألمانية إن إنتاج الكهرباء من هذا المشروع سيبدأ خلال السنوات العشر القادمة. وقد أعربت حوالي خمس عشرة شركة ومؤسسة مالية ألمانية عن رغبتها بالاستثمار في المشروع، ومنها سيمنس ودويتشه بنك وميونيخ ري لإعادة التأمين وإيون وآر.دبليو.أي للطاقة والمرافق. يقول البروفيسور روبرت بيتس- بال من وكالة الفضاء الألمانية: "إن الشمس تشع بكثافة أكبر ولمدة أطول في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بالمقارنة مع أوروبا، وإن استغلال نسبة 2 أو 3 بالمائة منها قد يكفي لتغطية حاجة المنطقة و أوروبا من الطاقة". في الولاياتالمتحدة تراهن مؤسسة «غوغل» و«شيفرون» و«غولدمان ساكس» على أن توليد الطاقة بهذه الطريقة سيكون أرخصَ من الفحم. ويوفر مصنع أقيم على مساحة 1000 فدان الكهرباء لنحو 112500منزل في جنوب كاليفورنيا باستخدام تركيز أشعة الشمس. ويرى البعض، ومنهم فينود كوسلا، وهو مؤسس شركة الكومبيوتر «صن مايكروسيستمز»، إن الأسعار المرتفعة للغاز الطبيعي والقيود على الانبعاثات تجعل الطاقة الحرارية الشمسية أسرعَ مصادر الطاقة نمواً خلال العقد القادم. وتقدر الحكومة الأميركية أن تكلفة هذه التقنية ستكون أقلَّ من تكلفة استخراج الفحم بحلول 2020. وكان تقرير حديث صادر عن الأممالمتحدة قد قال "إن الازدياد المطرد للاستثمارات الضخمة في قطاع الطاقة المتجددة حول العالم سيساهم في إمداد العالم بربع ما يحتاجه من الطاقة النظيفة عام 2030." نحن لدينا البترول مصدر رئيس للطاقة، ونعلم بأنه محاط بصعوبات مستقبلية تتمثل في تقلب أسعاره وكلفة استخراجه واحتمالية نضوبه ودوره في إحداث التلوث البيئي واحتمالية وجود بدائل له مستقبلاً .. إلخ. كما تزداد تكاليف تشغيل محطات الكهرباء ومحطات التحلية وغيرهما عن طريق المشتقات البترولية مما يجعلنا بحاجة للتفكير في البدائل. الطاقة الشمسية قد تكون البديل المناسب، سيما والشمس تشع لدينا بكثافة أكبر ولمدة أطول من غالبية مناطق العالم. لمَ لا نبادر لنكون ضمن الرواد في هذا المجال؟ لم لا نتوجه نحو تطوير بحوث وصناعة وإنتاج الطاقة الشمسية؟ السؤال لهيئة الاستثمار، لماذا لم تأت الشركات العالمية إلينا للاستثمار في هذا المجال؟ ولمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لماذا جمدت أبحاثنا في مجال الطاقة الشمسية؟ ولوزارة التعليم العالي والجامعات لماذا لايوجد لدينا كراسي ومراكز ومعاهد ابحاث وتميز في مجال الطاقة الشمسية، علها تقدم جوانب تطبيقية مفيدة في هذا المجال