كرة القدم في تكوينها العام والشامل هي متعة وفن وأخلاق وصفات أخرى جسمانية وثقافة التعامل في ممارسة هذه اللعبة الجميلة الممتعة لكل المشاهدين والتي تجد فيها الفرح والترح حتى أصبحت في هذا العصر صناعة وتجارة رابحة في ميادين بعض الدول التي تتسابق لشراء بعض النجوم بملايين الدولارات التي قد لا يصدقها عقل عاقل في الدول الفقيرة جداً. وفي مسيرة حياتي الرياضية التي قاربت الستين عاماً لاعباً ثم حكماً ومدرباً ومحاضراً ثم كاتباً في هذه الجريدة الغراء لم أشاهد مثل أخلاق اللاعب الياباني في تعامله مع قرارات الحكم مهما كانت وقد قدر لي ان أدير بعض مبارياتهم الرجالية والنسائية في هونغ كونغ عام 1401ه ووجدت فارق التربية وحسن العطاء الميداني الذي يتسم بعدم إيذاء الخصم وقد شاهدت آخر مباراة لهم ضد أسترالياً في تصفيات كأس العالم ورغم تأخرهم بهدفين لهدف واحد ورغم بعض قرارات الحكم الخاطئة إلاّ أنهم لم يظهروا بالقول أو الفعل اعتراضات ولم يقوموا بحركات تنم عن عدم الرضا. وكذلك الجماهير اليابانية التي تتنقل مع منتخب بلادها لم يسجل عليها مخالفات داخل المدرجات أو في الشوارع وقد شاهدنا تلك الجماهير في نهائيات آسيا قبل سنوات في قطر وهي تحمل بقايا المأكولات التي كانت معها إلى صنايق النفايات وتضعها داخلها ولم تتركها في المدرجات أو ترميها في الطرقات. ماذا يمكن ان نطلق على هذه المظاهر. بكل بساطة إنها التربية المنزلية والمدرسية والمكتسبات الاجتماعية والرقابة الذاتية الراقية التي يتمتع بها اليابانيون. ركزوا على بعض اللاعبين العرب وهو يرتكب أقسى الممارسات الضارة بالخصم وبعد ان يطلق الحكم الصافرة لإعطائه العقوبة القانونية والإدارية تراه يمارس كل أساليب الاعتراضات الفعلية والقولية وربما لا يخرج من الملعب إلاّ عن طريق زملائه اللاعبين. إنها جملة من النقوصات في التربية المنزلية والمدرسية وقلة في الثقافة الرياضية وحسن التعامل مع الأحداث الجارية والطارئة. *أستاذ محاضر في قانون كرة القدم