تلجأ الكثير من الفتيات إلى استخدام العدسات اللاصقة الملونة الطبية وغيرالطبية (للزينة)، حتى أن البعض منهن أفرطن في استخدامها لدرجة وصلت حد الهوس، دون وعي بالمخاطر والأضرار التي قد تلحق بالعين نتيجة الإفراط والتقصير، حيث تهوى الكثير منهن لبس العدسات بشكل شبه يومي في الكليات والأكاديميات، والمعاهد، وكذلك المناسبات الاجتماعية، وذلك بهدف التغيير والتجديد. وترجع أسباب هوس تلك الفتيات وإقبالهن بشغف على شراء العدسات دون تردد إلى توفرها بأسعار مغرية تصل إلى 40 ريالاً، وكذلك لسهولة الحصول عليها في أغلب محلات المكياج، ولوازم الشعر. قلة العناية بالعدسات وعلى الرغم من أن العدسات اللاصقة تستدعي عناية جيدة، إلا أن الكثير من مستخدميها لا يعيرون توجيهات الاستعمال والتنظيف اليومي أي اهتمام، ويهملون تنظيفها وتعقيمها بصفة مستمرة. ويفرط الكثيرون في استخدام تلك العدسات ووضعها داخل العين لساعات تفوق العدد المحدد والموصى به من قبل الأخصائيين، حيث أن ارتداؤها بشكل مستمر لفترات طويلة يعرض العين لأخطار جسيمة، ويمكن أن يؤدى إلى مشاكل متعددة وخطيرة مثل قرحة في القرنية والتهابات في أجزاء متعددة من العين. وطرحت هذه الظاهرة ثمة تساؤلات حول خلو العدسات التجارية من الأضرار من عدمه؟، وعن المسئول عن المشكلات التي قد تلحق بالعين جراء استخدامها بشكل مفرط دون وصفة طبية، وهل جميع العدسات في المحلات مرخصة للبيع، وتنطبق عليها شروط المقاييس والجودة. سر الهوس بالعدسات وتكشف "الرياض" في موضوع "العدسات اللاصقة" سر انجذاب الفتيات بهوس إلى شراء العدسات دون وعي وإدراك بمحاذيرها، والأضرار التي ألحقتها بهن الموضة الزائفة والمضللة.. وما الأمراض التي قد تصيب العين منها؟ في البداية، أرجعت لولوة محمد من أكاديمية العلوم بالدمام أسباب اندفاعها بقوة لشراء تلك العدسات إلى توفرها في معظم الأماكن والأسواق، واقتران تسويقها بالمشاهير وممن هم تحت الأضواء!، مؤكدة على أنها لم تفكر يوماً بالأضرار التي قد تلحق بالعين جراء استخدامها دون الرجوع إلى الطبيب المختص والحصول على وصفة طبية حول استخدامها، موضحة:" أنا على خوف دائم لكثره ما سمعت عن أضرارها، وفي الوقت ذاته أرى لو أن العدسات غير صالحة للاستخدام لما تم بيعها!". وتروي سهى جابر قصة معاناتها مع عدسات(الزينة) والأضرار التي أصابت عينها بسبب المداومة على لبس العدسات اللاصقة، بقولها:"على الرغم من أنني لا أشكو من ضعف في النظر، إلا أنني كنت أشتري باستمرار العدسات الملونة للزينة". الخطر المحدق وأكدت على أنه حصل لها التهاب بعينها اليسرى نتيجة للقرحة والبكتيريا، وعند ذهابها للمستشفى أتضح أن أسباب ذلك تعود إلى لبس العدسات، منوهة بأن العناية الإلهية أنقذتها من فقدان بصرها بسبب استخدامها لتلك العدسات دون الحصول على وصفة طبية واستشارة الطبيب المختص. وتساءلت عن دور هيئة الغذاء والدواء ووزارة الصحة وهيئة المواصفات والمقاييس عن بيع هذه العدسات؟، مضيفة بمرارة: " علاج عيني كلفني خمسة آلاف ريال، أمضيت قرابة الستة أشهر للعلاج، والله أني ندمت أشد الندم لأني تهاونت بعيني التي لم أشعر بقيمتها إلا بعد معاناتي مع مدة علاج بسبب شراء عدسات رخيصة الثمن عالية الضرر"!!. تجارة العيون..! وتوافقها الرأي نوال العتيبي، وقالت: أصيبت شقيقتي بتقرحات في عينها، وأثرت تلك العدسات على أنسجة عينها بشكل كبير، مؤكدة على ضرورة الحد من بيعها، وحصرها على محلات محدودة تلتزم بالشروط الصحية اللازمة التي تحددها وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة. وأعربت عن أسفها الشديد على تباين وتفاوت أسعار العدسات اللاصقة من محل لآخر سعياً لكسب المادة بأي وسيلة دون استشعار للمخاطر الصحية التي قد تلحق بالمستهلك، لافتة إلى أن هناك محلات تبيع العدسات بسعر خمسين ريال، وأخرى تبيع العدسات نفسها بمائة وعشرين ريال، متسائلة أين الجهات الرقابية؟! من جهته، أكد ل(الرياض) أخصائي العيون حمدي حسن على أن هناك خطورة كبيرة تصيب العينين عند استخدام الماركات المقلدة(التجارية) من العدسات الطبية اللاصقة الملونة، وأن الاستخدام العشوائي للعدسات دون استشارة طبيب أو أخصائي عيون أو مصحح نظر يؤدي لمشاكل كبيرة وأمراض شديدة على العين. وأوضح أن لكل عين مقاسات وأبعاداً معينة، وأن البعض منها لديها انحرافات وقصور في النظر، وأحجام مختلفة لمساحة العدسة، والبعض الآخر تتمتع بحساسية عاليه جداً، داعياً إلى أخذها بعين الاعتبار. وقال على الرغم من أن العين تعتبر أكثر أعضاء الجسم حساسية ودقه، إلا أنه من مما يؤسف له أن جميع ما يباع في المحلات لا يتم وصفها بشكل صحي، مشيراً إلى أن من أبرز المشاكل التي ممكن أن تصيب العين التهابات قرنية العين، متوقعاً أن تؤدي لخراج وقرحة شديدة ونزف بالعين، إضافة تلف لأنسجة العين.