د. على العباس: قد تتسبب بتلف القرنية إذا تأخر المريض عن الكشف مباشرة معاناة فتياتنا من العدسات اللاصقة التي تلبس للزينة وملها من مضاعفات على العين , فقد التقينا بإحدى الأمهات م. ح بعدما تعرضت ابنتها للضرر بإحدى عينيها أ حيث تقول : ناشد من خلال تلك الصرخة الجميع " الأمهات و الآباء و المعلمات في المدارس و الكليات " كي يحذروا البنات و يثقفهن من مخاطر العدسات اللاصقة التي تعود عليهن بالخسران المبين . فروت قصتها ( ابنتي و العدسة ) : " لقد كانت تبكي وتصيح من شدة الألم , ولما اقتربت منها لاحظت في احدى عينيها احمراراً شديدً وسرعان ما انتفخت عينها اليسرى وبعد دقائق معدودة تبعتها العين اليمنى , و أنا بحالة ذهول تام متسائلة إياها بإلحاح شديد : ما الذي أصابك ؟ وتضيف الأم أن ابنتها أجاينها : لقد أزلت العدسة , فشعرت بالألم !! " . و بعد ذلك هرع والدها بها إلى المستشفى قسم الطوارئ الذي اكتفى بوضع لاصق على العين اليسرى وصرفت لها الطبيبة المناوبة بعض المسكنات لحين مراجعتها صباحاً لعيادة العيون , و في اليوم التالي تم مراجعة عيادة العيون , و اجراء لها الفحص من قبل استشاري وطبيب عيون وقد قرر امر بتنويمها لأنها بحاجة لإشراف طبي مباشر وعلاج مكثف . ثم أردفت الأم قائلة : " أن الطبيب أوصى زوجي بأن خطر لبس العدسات اللاصقة دون وعي وخاصة الطبية أما للزينة فسلبياتها لا تحصى ، وقد يتم تناوب لبسها لأكثر من فتاة و لأكثر من عشرين دقيقة لها نتائج سيئة جدا إضافة لكونها عرضة للتلوث البكتيري مما يسبب مضاعفات كبيرة جداً فلا داعي للبسها " كما أن المستشفى يستقبل حالات كثيرة ومؤسفة جراء لبس تلك العدسات وخاصة بالمناسبات بهدف التباهي الأمر الذي ينذر عند تأخر العلاج مع المدة التي ظلت العدسة بالعين تؤدي لالتهابات بكتيرية خطيرة قد تؤدي لتلف القرنية " . وتضيف : لقد استمرت ابنتي بالتنويم لمدة خمسة أيام و احمد لله انها بدأت تتماثل للشفاء , و اشكر جهود أطباء العيون بمستشفى الملك فهد والذين لهم الفضل بعد الله في تدارك عيني ابنتي كما انني أوصي جميع الأمهات والآباء والمدارس والكليات بتحذير البنات من مخاطر تلك العدسات التي تتلف أهم نعمة للإنسان و هي نعمة البصر , فلا داعٍ للتقليد و التباهي , و قد خلقهن الله بأحسن تقويم . فما عانته أسرة بكاملها من حالة هلع جراء ما شاهدوه من سوء حالة البنت حيث كانت لم تستطع أن تفتح عينيها من شدة الألم ووصلت للمستشفي تُقَاد و الحمد لله أن تماثلت للشفاء . من جانبها أكدت الدكتورة / سعاد شبانة أخصائية عيون أن معظم الحالات تأتي في فترة الصيف بعد الأعياد و المناسبات , فأضرار العدسات اللاصقة كثيرة , فقد تسبب نوعاً من أنواع الحساسية , أو نوع من أنواع الالتهابات ( فيروسي بكتيري فطري ) و التهاب الفطريات من أخطر الالتهابات بالنسبة للقرينة . و عندما يكون هناك التهاب في العين و وضعت العدسة عليها , و العدسة لا تشعرك بذلك الالتهاب لأنه تحت العدسة , فحين تنزع العدسة نجد قرحة , فإذا حصل التهاب تحدث أنواع من القرحات الخطيرة " و من ضمن الحالات التي تم الكشف عليها قريبا معلمة وجد الالتهاب محاط بجميع القرينة , و القرينة كلها اعصاب , و نتيجة لذلك سبب لها عتامة مستديمة . و البعض الآخر سوء استخدام حيث يضع العدسة و ينام بها و هذا خطأ , و هناك نوع من العدسات يستطيع الإنسان ان ينام بها , و لكن هنا في المنطقة لا ينفع لأن الجو لا يساعد إلى جانب التلوثات الكثيرة . أفضل اختيار النوعيات الجيدة من العدسات من أماكن طبية معتمدة مع مراعاة فترة الصلاحية , و عدم النوم بها . كما أن العدسات اللاصقة الطبية جيدة لأنها تحل الكثير من المشاكل الطبية . وأضاف أخصائي العيون / محمد صلاح بعض النقاط التي يجب مراعاتها حيث قال : " لابد أن يكون الشراء من الأماكن المصرحة طبياً , و عدم تناقل العدسة من شخص لآخر , و الاهتمام بنظافتها مع مراعاة الظروف الجوية كالغبار , و الحرارة . على ان تكون العدسات من النوعيات الجيدة , و في المرتبة الأولى النوع الانجليزي يليه الأمريكي ثم الكوري , و الابتعاد عن الأنواع الرخيصة و المقلدة . كما وضح ان لكل عدسات مدة محددة فمثلاً هناك عدسة اليوم الواحد , و الثلاثة أشهر و ما إلى ذلك , و لكن نبه ألا تترك في العين أكثر من ثمان ساعات متواصلة أياً كانت مدتها , فلابد من خلعها لكي ترتاح العين " كما أكد الدكتور علي العباس الحازمي أخصائي العيون بمستشفى الملك فهد بجازان : أن بقاء تلك العدسات لساعات طويلة تسبب حساسية والتهابات قد تصل لتلف القرنية , وأضاف قائلاً : لقد تمت إحالة إحدى الحالات لمستشفى الملك خالد للعيون نظراً لتأخر مراجعتها للمستشفى حيث يلزمها زراعة قرنية , وحذر من لبس العدسات باستعارتها من زميلات أو تبادل لبسها , كما نبه لوجود أصناف رديئة جداً تغري بشرائها لزهادة ثمنها, كما أنه أكد أنه لا توجد حاجة بالأساس للبسها, عدا العدسات الطبية التي يتم تركيبها بإشراف طبيب متخصص وتدعو الضرورة إليها , ويتم تنظيم مواعيد محددة للمريض بعد العملية للتأكد من عدم حدوث مضاعفات , أما تلك التي تستخدم لغرض الترف والتماشي مع اللبس فلاحاجة بالأساس لاستخدامها لأن أضرارها كبيرة جداُ 1