تدافعت قوافل المصطافين الى منطقة عسير وعاشت مدينة أبها منذ مطلع الأسبوع الحالي حركة لم تهدأ من استقبال ضيوفها وزوارها الذين قدموا من مختلف المناطق، وبعض دول الخليج ليتمتعوا بجمال الطبيعة وسحرها الجذاب، فضلا عن توفر المقومات السياحية الطبيعية والإمكانات التي وفرتها الجهات المختصة القائمة على السياحة في المنطقة، بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية. وبدت المنتزهات في كل من السودة والحبلة وأبها الجديدة ودلغان ومنتزه الأمير سلطان بالفرعاء تشهد تدفق المصطافين الذين قدموا للاستمتاع بتلك الأجواء الطبيعية، وهو كما يقول المصطافون، (ان أبها ليست مدينة جميلة في الصيف فحسب، بل إنها أجمل أيضا في الشتاء حينما يغطي البرد أجزاء من الأشجار والغابات). فعاليات منوعة وتميزت فعاليات أبها هذا العام بعد أن أعلنها أمير منطقة عسير بأنشطة وبرامج وصفها الأستاذ عبدالله بن إبراهيم مطاعن أمين عام مجلس التنمية السياحية في عسير أنها شاملة لكل الفئات والمستويات، وقال إن ما أدى إلى اهتمام السياح والزوار بفعاليات أبها كل عام هو تنوع البرامج، ومن أبرزها مهرجان الأسرة والطفل الذي يضم برامج ترفيهية وتثقيفية منوعة والبرامج النسائية ومهرجان أبها الرياضي والمعارض الفنية التشكيلية والأمسيات الشعرية وعروض الضوء والصوت ومهرجان أبها للتسوق والطيران الشراعي وبرامج تسلق الجبال وبرامج الفروسية، الى جانب العديد من المحاضرات والندوات والمعارض والبرامج والمسابقات المتخصصة التي تشارك فيها أكثر من 200 جهة حكومية وخاصة،وعروض الزواحف والثعابين. وأضاف ان المصطافين يلتقون على ضفاف بحيرة السد بأبها، ليستمتعوا ببرنامج الصوت والضوء عبر أضواء الليزر والألعاب النارية المبهرة وانعكاساتها على مياه البحيرة وسط ملاعب الأطفال ومواقع جلوس العائلات والمطاعم والبرامج الترفيهية الأخرى التي وفرت للزوار، مثل عروض الدلافين وألعاب المهارات الرياضية، وهذا ما يعتبره القائمون على الفعاليات في المنطقة مؤشرات إيجابية ومشجعة على الاستمرار في البرامج. وأشار إلى أن البرامج السياحية التي صممت هذا العام جاءت منسجمة مع أجواء عسير بكل تقلباتها المناخية التي تمر بها المنطقة، موضحاً ان عدد الزوار في منطقة عسير يشكل نموا متزايدا في السنوات الأخيرة وهو ما يلاحظ كل عام من هذا التزايد، حيث يتوقع أن أعداد زوار عسير لهذا العام يزيد على المليون زائر. ومن جانبه اوضح أمين منطقة عسير الأستاذ حمدان بن فارس العصيمي انه تمت تهيئة العديد من الطرق المؤدية الى منتزهات المنطقة ومنها السودة والفرعا ودلغان، إضافة الى أعمال الصيانة لأكثر من ستين حديقة والعمل على زيادة المسطحات الخضراء وإعادة تهيئة دورات المياه. وتناول العصيمي جهود الأمانة فى إعادة تأهيل وسط المدينة بتنفيذ أعمال السفلتة والدهان والرصف والإنارة التي شملت عددا من الأحياء، إضافة الى إعادة تنظيم مواقف السيارات داخل المدينة وفى المواقع المزدحمة. وتطرق الأمين الى نشاطات إدارة صحة البيئة عبر القيام بجولات منتظمة على جميع الأنشطة ذات العلاقة بصحة الإنسان للتأكد من سلامة مايعرض فيها ومطابقتها للشروط الصحية. أهم المعالم السياحية يعتبر سد أبها من أهم المعالم السياحية اذ يحتجز وراءه بحيرة كبيرة من مياه الأمطار تبلغ حوالي ( 2ر13 ) مليون متر مكعب وتجتذب هذه البحيرة الكثير من السواح للتمتع بمنظرها الجميل. وقد أقيم على أطراف بحيرة السد مشروع منتجع أبها الجديدة السياحي والذي يعتبر من اكبر المشاريع السياحية حيث يضم فندق قصر أبها والذي يعتبر تحفة معمارية مزجت فيه الأصالة والحداثة ويضم بين جنباته 150 غرفة وجناحا من الدرجة الممتازة وقد صمم وجهز بأرقى المواصفات العالمية . كما يوجد الى جواره وحدات سكنية من الفلل والشقق المفروشة والموتيلات وقرية من الحدائق والألعاب المائية ومركزاً للعروض ، كذلك مشروع عربات البحيرة المعلقة والتي يتكون إجمالي العربات المعلقة حوالي 22 عربة متحركة موزعة في جميع الأماكن السياحية وعربات البحيرة المعلقة تطوف بمرتاديها من أبها الجديدة حتى جبل ذرة الذي يوجد في قمته عدة مطاعم مروراً بجبل ابوخيال. ومن أهم معالمها مركز الملك فهد الثقافي والذي يعتبر من أهم المراكز الحضارية والثقافية وفيه قرية المفتاحة التشكيلية والتي يؤمها الفنانون التشكيليون من مختلف أنحاء العالم ويحتوي المركز على صالات للعرض وعدد من المراسم ومتحف اثري والعديد من المحلات التي تبيع المصوغات القديمة والفضيات والعسل، وكذلك يوجد في المركز جماعة المفتاحة للتصوير الضوئي ويضم المركز أيضا مقر جماعة الثقافة والفنون ومقر المركز الإعلامي ومسرح المفتاحة الذي يعد من اكبر المسارح المغطاة بسعة 3400 كرسي ومجهز بأحدث ما وصلت إلية التكنلوجيا ، وعلى الجانب الآخر وبمقربة من منتزه السودة تقع مجموعة من القرى التي تشكل مواقع سياحية متميزة وهي مواقع بكر لم تستغل سياحياً بالشكل المطلوب، مثل قرى باحة ربيعة، والتي تضم منتزه (المحتطبة) الذي يتميز بوجود شلالات طبيعية، ومجموعة من البحيرات التي تكونت نتيجة الجريان الدائم للمياه وكذلك هطول الأمطار. ومن المنتزهات التي تحيط بمدينة أبها منتزه الحبلة الشهير، والذي يبعد عن مدينة أبها حوالي (52كلم)، وهو عبارة عن قرية في هوة سحيقة تحيط بها الجروف الصخرية الحادة من كل جانب، وقد كان أهل القرية سابقاً يصعدون هذه الجروف باستخدام الحبال، وقد نقل سكانها إلى قرية الملك فيصل الخيرية، ويقع منتزه الحبلة على جزأين جزء فوق الجروف الصخرية وجزء في القرية التي تضم مزروعات شتى كان سكان القرية يزرعونها في السابق، وتمت المحافظة على الشكل العام للمنازل في القرية، كما يستطيع الزوار التنقل بين جانبي المنتزه عبر العربات المعلقة والتي كانت أول مشروع من نوعه في السعودية.وبالاتجاه شمالاً من مدينة أبها يمر المسافر بمنطقة بللحمر وبللسمر في الطريق المسمى بالطريق السياحي وصولا الى تنومة ومحافظة النماص وبلقرن التي تتميز تلك المناطق بمناظرها الساحرة، وإذا أراد عابر ذلك الطريق زيارة الى أحضان التاريخ فلا بد من زيارة قصر المقر الأسطوري الذي يعتبر شرفة على تاريخ العالم الإسلامي، وهو يقع في محافظة النماص غربا وهو من الطراز الأندلسي في القرن الواحد والعشرين، على ارتفاع 2400 متر عن سطح البحر.