من الملاحظ أن الفرد السعودي وخاصة عبر الانترنت يمارس بكل قوة جلد ذاته سواء كان ذلك اجتماعيا او سياسيا او اقتصاديا ... الى درجة ان بعضنا بات يستمتع الى حد النخاع بقراءة طرفة (نكتة )شعبية تتهكم فيها النساء على الرجال او يتهكم فيها الرجال على النساء.. ويتعمقون في كشف مساوئ الاخر وكأن رجالنا او نساءنا لامزايا فيهم... تنسى نساؤنا شهامة رجالنا وكرمهم واخلاقهم ومخافتهم الله في اهلهم وغير ذلك كثير .. في المقابل يتجاهل رجالنا التحولات الاجتماعية عند نسائنا وارتفاع تعليمهن وثقافتهن وحسن عشرتهن للرجل واخلاقهن وجمالهن الشكلي والروحي ويركزون على الجوانب السلبية عبر مقارنات مع نساء عربيات او اجنبيات من حيث الشكل او الاناقة وخلاف ذلك... ويتطور الامر لنجد ان جلد الذات ارتفع اكثر في مقارنات مع مجتمعات اخرى في كافة مسارات الحياة.... حقيقة اشفق كثيرا على مجتمعنا من جلدنا المبالغ فيه لذواتنا... لا اعرف السر بل اشعر بمرارة وانا اتابع ذلك خاصة وانه وعبر تلك المواقع الالكترونية نجد جيراننا الخليجيين مثلا لايمارسون ذلك الجلد ... لم تنعت نساؤهم الرجال بالوحشية الى حد التصحر ولم ينعت رجالهم نساءهم بما يسيء لهن بل بقي باب الود مفتوحا على مصراعيه وان اختلفوا بقيت لغة الاختلاف خالية من كل اساليب الجلد تلك... حقيقه اتمنى ان نعيد تقديرنا لانفسنا وان تعيد نساؤنا تقديرهن للرجل وكذلك تقدير الرجل للنساء في حاجة لاعادة نظر... لانريد ان تتحول ساحات الانترنت الى مواقع حروب وصراع بين اعضاء مجتمعنا رجاله ونسائه... لان الملاحظ ان تلك الحالة من الصدام بدات تنتقل الى بعض مواقع الصحف التي تبحث عن القارئ وان كان بشكل خاطئ... نعم تلك الصدامات وممارسة النقد السلبي لكل نوع من الطرف الاخر تشد بعض القراء وتستثير البعض الاخر للرد ولكن ايضا هناك مواضيع اجمل وتشد الاغلبية وتفيد ايضا ولاتسبب صراعا اجتماعيا مفتعلا مع مرور الوقت قد يصدقه البعض خاصة وان اشعال الفتيل ياتي منا وتحريك استمرار الاشتعال ياتي من غير مجتمعنا ممن يستمتع او يستفيد من تلك الفجوة الاجتماعية لاي سبب اجتماعي سياسي اقتصادي..المهم ان نستمر في جلد ذواتنا الى حد اسالة الدماء... نقد الرجل السعودي او المرأة السعودية اصبح وسيلة تنكيت للاسف وكأن العيوب لاتوجد الا فيهم وغيرهم مجموعة ملائكة نريد ان يقتدي بهم رجالنا ونساؤنا ... مع ان الواقع الفعلي يشهد لرجالنا بالخير وعبر اكثر من موقف وكذلك الواقع يشهد لنسائنا ايضا بالخير في اكثر من موقف... اعتقد ان على الجميع اعادة النظر في عملية جلد ذواتنا من خلال اعادة نظرنا لواقعنا عموما والذي في حقيقته افضل من غيرنا .... بصراحة اعتب على بعض صحفنا التي تسمح بنشر ذلك وايضا اعتب على مواقع الانترنت السعودية على وجه الخصوص التي تحولت الى ساحات واسعة من جلد المواطن السعودي لذاته عبر طرح اجتماعي او اداري او اقتصادي...ويمتد العتب لتلك الفضائيات الهابطة التي تصنف المواطن السعودي باقل المستويات عبر ماتنشره في شريط الرسائل والذي اشك في مصداقيته بسبب نوع ماينشر فيه ...