يتحسس كثير من الناس في مجتمعاتنا العربية من مراكز الشرطة والدخول إليها لأي سبب كان.. منذ عدة أيام مررت بتجربة شخصية هددت حياتي من قبل شخص منحرف التفكير والتربية.. من مواطني بلدي، فكان التفكير الصحيح لما لدي من ثقافة التعامل الاجتماعي ان ألجأ إلى القانون ممثلاً برجال الشرطة أو محام للاستشارة ورغم انني اخترت الشرطة بالتحديد الا انني اتصلت بأحد الاصدقاء المحامين السعوديين فكان تأييده المطلق اللجوء إلى الشرطة، تذكرت مقولة أو رأياً لاستاذنا الكبير تركي السديري رئيس تحرير «الرياض» قبل أكثر من عشرين عاماً حينما قال - في لقاء تلفزيوني اتذكره جيداً لدرجة انني اتذكر التوقيت - ان رجال الأمن في المملكة يتعاملون مع ابسط الموضوعات بجدية تامة تصل إلى الصرامة للوصول إلى حقيقة أي أمر. في مركز شرطة حي المربع وفي مبناهم الجديد في مدينة الرياض بدأت مهمة البحث عن أمان افتقدته لمدة 48 ساعة من التهديد المتواصل لحياتي من شخص قيل لي انه معتوه ومنحرف اخلاقياً رغم شهادته الجامعية. وهنا الخطورة بعينها حينما يأتيك تهديد مثل هذا وبمفردات تعبر عن سلوك وقح من شخص يتعامل معه المجتمع المدني بأنه «متعلم» رغم انه في هذه الحالة لم يتعلم لأن من لم يتعلم الأدب في طفولته بين الوالدين تحديداً كأنه لم يتعلم شيئاً حتى لو وصل في يوم من الايام على رأس سلطة بلده. بابتسامة جميلة ومريحة استقبلني ملازم أول سلطان اليامي بمركز شرطة المربع شعرت براحة واطمئنان حيث طلب مني الجلوس في مقعد من الجهة اليمنى لمكتبه وطلب لي قارورة ماء واستأذن مني قليلاً للتوقيع على بعض الأوراق شعرت واحسست بترمومتر الاطمئنان يملك كل جوانحي. اكثر من ساعة جلست الى الملازم أول سلطان اليامي وتذكرت الآية الكريمة (وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)، بمنتهى المسؤولية يناقش المراجعين، تسبقة ابتسامة تنم عن تواضعه وحسن معاملته، يسأل عن التفاصيل الصغيرة، ثمن يضع خطوطاً معينة تحت بعض المفرادت، يسجل كل ما تقوله ويطمأن على سير المعاملة. سلطان اليامي اعصاب هادئة وسط مجموعة من زملائه الملازمين في الغرف المجاورة له مثل الملازم أول فيصل فليحان يقدمون للمجتمع وللمواطنين نظاما متكاملا برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وباهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصولاً لأمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. * مواطن سوداني بالرياض