قرأت في صحيفتكم الموقرة كلمة للجريدة نفسها للكاتب يوسف الكويليت وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 19/6/1430ه في عددها (14963) بعنوان (لماذا التحفظ في ممارسة الرياضة النسائية) وأحببت أن أبدي بعض الملاحظات: أولاً: في بادئ ذي بدء أحب أن أقول إنه لا يهمني ولا يعنيني في ردي هذا إن أقرت أو منعت الرياضة النسائية في المدارس فإن كانت سنة حسنة فلمن أقرها أجرها وأجر من عمل بها، وإن كانت سنة سيئة فلمن أقرها إثمها وإثم من عمل بها. إن ما يعنيني في ردي هذا هي الحجج والبراهين والأعذار والأسباب التي أوردتها وترى أنها مقنعة بأن تكون الرياضة في مدارس البنات.. فهل من المعقول أن المتغيرات في الأكل والمنزل والمدينة ووفرة المال وجميع الإشكالات المصاحبة لهذه المتغيرات سوف تحلها حصة رياضة تقر في مدرسة للبنات؟! أو هل من المنطق أن أمراض العصر من (سمنة وسكر وضغط) والأشياء المترتبة على ذلك سوف تكون هذه الحصة بمثابة الوصفة التي كان مجتمعنا ينتظرها حتى يتشافى من هذه الأمراض؟!! فلو سلمنا بما تراه أن حصة الرياضة لها سحرها العجيب جداً في ناشئة المجتمع من الفتيات لكان أثرها على الشباب أولى ولتجلى هذا الأثر ولم نشاهد في مدارس الأولاد أمراض العصر من سمنة وسكري وضغط وغير ذلك لأن الشباب يمارسون الرياضة في المدرسة وفي البيت وفي الشارع ومع هذا لم يسلموا. أما قولك عن رياضة الجدات فأعتقد لو قرأت إحداهن المقال فأتصور لسان حالها يقول: كل هذه التشققات في أقدامنا والانتفاخات في أيدينا وسياط الزمن على محيانا من الأعمال الشاقة ويأتي من يقول: انكن تمارسن الرياضة أي رياضة هذه يا بني التي تتحدث عنها؟! المطالبة في أي شيء أمر مشروع لكل فرد وكذلك الممانعة حق مشروع لكل شخص يبقى على المطالب والمعارض إذا كان الأمر يتعلق في مجتمع كامل أن يكون واحدهم حاملاً معه ما يقنع الآخرين بكلامه حتى لا تكون الذرائع أوهن من المطالب. ثانياً: أنا من قراء صحيفة الرياض لذلك حز في نفسي أن تكون هذه المؤسسة بعدتها وعتادها وثقلها الإعلامي وكونها إحدى المؤسسات التي حملت على عاتقها هموم الوطن والأمة كاملة أن تكون هذه كلمتها؟