يقيم في وحدات الإسكان العاجل بجدة عدد كبير من المواطنين الذي يملك معظمهم هذه الوحدات، ويقيم بهذه الوحدات حوالي 130 ألف مواطن أو أكثر بالإضافة إلى مستأجري المحلات التجارية، ويتكون الإسكان من 1936 شقة ومواقف للسيارات، كما تتوفر فيه الخدمات الضرورية. لكن مع ذلك - وللأسف الشديد - طالت أرجل العمالة السائبة والمتخلفة -التي تشكل الجنسيات الإفريقية والآسيوية أغلبها- الإسكان، وأصبح عددها يفوق عدد المواطنين. وتتسلل هذه العمالة إلى الإسكان عن طريق حراس المباني الأجانب، وبعضها عن طريق الإقامة برفقة شخص آخر من جنسيتهم مقيم بصورة نظامية، حيث يقوم باستئجار الشقة ثم ملئها بما يقارب ثلاثين شخصاً ما بين رجال ونساء. ويكثر انتشار هذه العمالة في العطل الأسبوعية، أحياناً يقفون أمام البوابات وأعينهم تتبع السكان دون حياء أو خجل، أو في ضيافة الحارس، أو يتجولون حول الإسكان بحثاً عن وظيفة لدى السكان. ولذلك طالب أهالي الإسكان بتكثيف التعاون بين الأمن العام والمديرية العامة للجوازات ووزارة العمل وعمدة الحي ومندوبي المباني، ووضع إستراتيجية لترحيل هذه العمالة المهملة التي طال ضررها جميع أفراد المجتمع، والتي تساهم أيضا في تهريب العمالة المنزلية المستقدمة نظامياً. "الرياض" التقت مواطنين مقيمين في هذا الإسكان الذين تحدثوا عن تجاربهم مع العمالة السائبة: محاولة الاعتداء على أطفال قالت أم نواف "لقد حاول أحد الوافدين من الجنسية البنغالية الاعتداء على طفلتي الصغيرة (10 سنوات) حينما عادت من المدرسة برفقة شقيقها(8 سنوات)" ،وتضيف "ترصد لهما أحد العمال البنغاليين داخل المصعد ولكن عناية الله أنقذتهما. فعندما شعرا بالخطر تعالت أصواتهما وبمجرد أن وقف المصعد بأحد الأدوار ركض الوافد البنغالي إلى سلم النجاة وهرب قبل أن يتمكن أحد من الوصول إليه". يفتحون أبواب الشقق من جانبها تحكي أم ياسر عن تجربة اقتحام شقتها: "بعد أن خرج زوجي وأبنائي إلى المدارس في الصباح الباكر بقيت أنا وضيفتي التي قدمت من مكةالمكرمة ومعها طفلتها، وبينما نحن جالستان في الصالة سمعنا صوت باب شقتنا يفتح، فظننت أن أحد أفراد الأسرة عاد لأمرٍ ما، فسألت من القادم فلم يجبني أحد، وكررت فلم يجبني أحد، فتوجهت إلى باب الشقة لأستطلع الأمر، فإذا برجل غريب يقف وسط مدخل الشقة ويحمل في يده آلة غريبة وكان يتفقد المكان بحذر وبدا وكأنه يبحث عن شيء، فأصبت بذعر شديد وتراجعت إلى داخل الشقة، ومع خوفي الشديد سألته من أنت وماذا تريد وكيف دخلت إلى هنا؟، ولكنه عاد ليخرج من باب الشقة الذي تركه مفتوحاً عند دخوله وتوجه فوراً إلى المصعد، وبدأت وضيفتي بالصراخ استنجاداً بالجيران والحراس فعاد إلى جهتنا وحاول الدخول إلى الشقة مرة أخرى، فأسرعت بإقفال الباب واتصلت بزوجي الذي طلب مني استدعاء الشرطة مباشرة، فحضروا فوراً وبدأ التحقيق وقاموا بما يجب"، و تضيف"لذلك أرجو من الجهات المختصة تكثيف حملات التفتيش والمراقبة فإن الوضع لا يحتمل،يجب إيقاف هذه العمالة السائبة وتشديد الرقابة عليهم للتأكد من أن كل عامل يعمل عند كفيله بشكل نظامي، وأنه غير متورط في أي جرم مهما كان نوعه وإعادة المخالفين إلى بلادهم فورا". يتسللون عن طريق الشرفة أم حسان السالمي سيدة مسنة تسكن في الدور الثالث ولها كذلك تجربة مخيفة حيث قالت: "كنت وعاملتي المنزلية نتناول طعام الغداء وفجأة سمعنا صوتاً في شرفة شقتي، وعندما توجهنا إلى النافذة المطلة على الساحة الخارجية شاهدنا رجلاً هيئته آسيوية يحاول الدخول للشقة، ولما شاهدنا عاد مرة أخرى من حيث تسلل"، وتضيف"لذلك أتمنى من الجهات المختصة اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه العمالة التي أصبحت هاجساً يقلق راحتنا ويهدد حياتنا". رأي الجهات الأمنية ويعرض الناطق الإعلامي لشرطة جدة العقيد مسفر بن داخل الجعيد الإجراءات المتبعة لكبح هذه الظاهرة": يجب علينا حماية أرواحنا وممتلكاتنا بتفعيل الأنظمة والتعاون مع الأمن بخصوص أي عمل مشبوه أو مخالف للأنظمة، ولاشك أن التكاتف والتعاون من قبل المواطنين والمقيمين إيجابي وفعال من حيث التبليغ عن مكان تواجد هذه العمالة غير النظامية، الذي يجب الامتناع عن التعامل معهم بأي شكل من الأشكال". وحذر العقيد الجعيد من تقديم المساعدة والعون للمتأخرين عن مغادرة البلاد، سواء بالإيواء أو التشغيل أو النقل من مدينة إلى أخرى؛ إذ إن أي من هذه الأعمال يعد مخالفة صريحة تعرّض الشخص الذي يقوم بها للعقوبة التي تشمل السجن وفرض غرامة مالية، ويواجه المقيم لذي يسهل بقاء المتأخرين الترحيل بالإضافة إلى العقوبة المقررة. موضحاً أنه سيتم التعامل مع البلاغ بكل جدية.مؤكداً: "على جميع الإخوة المواطنين والمقيمين التعاون مع مسئولي الجوازات والإبلاغ عن المخالفين عبر الرقم الموحد لاستقبال البلاغات الذي يعمل على مدار الساعة وهو 992، أو الاتصال على الرقم الذي خصص للبلاغات وهو كالتالي 02642555 أو على الرقم (999 )".