ضمن قلق ومتاعب مناسبات الزواج ومصاريفها أمام الشباب والفتيات وأهلهم ، تأتى تكلفة بطاقات الدعوة . تلك الممارسة التي التزم العامة والخاصة بها، وتفننت المطابع ومصمموها في الجذب والإغراء والأثمان المرتفعة ، وكأنها جزء من طقوس المناسبة . لاحظتُ في السنين الأخيرة الأشكال الغريبة لتلك البطاقات . منها ما يأتي على شكل لولبي .. ! ، أو حلزوني ، وأخرى تأتى على شكل الفرمانات العثمانية المختومة ..! والتي تُقفل من جانب وتُفتح من جانب آخر ، وعليك التوخي عند محاولة الفتح لئلا تختفي معلوماتها الداخلية . وقد تجد أخرى ( بطاقة ) على شكل رقعة مطويّة تذكّرك بروايات تاريخية ، أو بعهد الفروسية في أوربا الإقطاعية . قيل إن تلك الخيارات غير الإبداعيّة من أفكار شلل شبابية ضمن العائلة، يذهبون ، أو يذهبن إلى المطبعة ويختارون الشكل والألوان ونوع الخيط القافل ( ذهبي أو عادي ) إلى آخر تلك التفاصيل التي لم يُرصد لها في ميزانية المناسبة من قِبَل آباء وأمهات يحتاجون إلى الضروري من الأشياء . . قبل مدّة تلقيتُ دعوة لزواج ، من رجل رصين وعاقل ومثقّف . ولاحظتُ أن البطاقة تحتوى على شعار بارز لشركة محركات أوربية ، ووسط الشعار حرفا امتياز الاسم ( بالإنجليزية ) لتلك الشركة . وبما أن هذا الأمر لا يعنيني فقد تركته في حينه ، إلى أن تبيّن لي لاحقا أن الحرفين اللذين " استعارهما " الداعون ، واستعاروا أيضا كامل الشعار ، هما الحرفان الأولان لاسميْ العروسين . ولكي أعطي الأب ما هو أهل له من حكمة ومعرفة أقول إنني علمتُ أن أمر البطاقات تلك جرى اختيارها بواسطة شباب وشابات العائلة ، ودون رأي الكبار أو علمهم . ووجد الناس أن همّ توزيع البطاقات همّ آخر . فمع صعوبة الوصول والوقوف قد يتعذّر وصول الدعوة . وفى العام الماضي تلقّيتُ في منزلي ثلاث دعوات مرة واحدة ، ولستُ المقصود . وكان وسيلة الإيصال سائقا أجنبيّا، ولم يُكلّف نفسه حتى الانتظار لحين قراءتي الاسم. وكان على عجل .. ! . عند ذاك ناديته – لعلّي استطيع المساعدة - بإرشاده إلى منزل المدعو ، إن كان في الجوار فقال السائق : أنت بابا فلان ؟ أجبته بالنفي ، وطلبت منه العودة إلى منزل صاحب عمله والتأكد . وأُكبروأقدّر طريقة انتهجها صديق ، وأعتقد أنها صواب . فقبل يومين تلقيتُ رسالة نصّية ( ماسيج ) عبارة عن دعوة لزواج ابنه ، وفيها كل البيانات التي يحتاجها المدعوون . أسماء الأطراف ، التاريخ ، مكان الدعوة . مثل تلك – في رأيي - تؤدّى الغرض , وتوفر الوقت والمال والبحث والقلق ودقّة التسليم . وعند الأحباب " الحاضر يعلّم الغائب " .