يقبع أكثر من 51 سجيناً سعودياً في إصلاحيات مملكة الأردن، وتباينت الأحكام والعقوبات التي صدرت بحق أولئك النزلاء تبعاً لاختلاف جرائمهم، فهناك من صدرت بحقهم أحكام نهائية بالسجن لفترة تتراوح ما بين سنتين إلى سبع سنوات، وهناك نسبة قليلة منهم عوقبوا بالسجن لمدة عام. ولم تقتصر جرائم السجناء السعوديين في الأردن على التزوير والقضايا الأخلاقية فحسب، فقد احتلت جريمة تهريب المخدرات الصدارة من بين تلك الجرائم بحثاً عن الثراء السريع، وركضاً وراء بريق المال بعد أن مهدت عصابات المخدرات لهم هذا الطريق، وانتظموا فيه إلى أن أطيح بهم، فهرعوا في تهريب حبوب الكبتاغون بكميات كبيرة، وكان من بينهم من اتضح أنه عضو في شبكة مروجة. الأسباب والمسببات وترجح الكثير من الاحتمالات أن الموقع الحدودي واتساع نطاق الجوار قد يلعبان دوراً رئيساً في مثل هذه الجريمة، كما أن لسن الشباب وتدني مستوى التعليم، والبطالة دور في انحراف سلوكهم. وخلال الزيارة الميدانية التي قامت بها "الرياض" لبعض الإصلاحيات في الأردن لاستقصاء المعلومات الشخصية لنزلاء مراكز الإصلاحيات والتأهيل من السعوديين الموقوفين هناك، تبين أن غالبيتهم غير موظفين، وأن أعمارهم تتراوح ما بين العشرين إلى الأربعين عاماً، كما أن مستواهم التعليمي متدن فمنهم من هو شبه أمي، ومنهم من يحمل المتوسطة، إلى جانب أن 35% منهم متزوجون ولديهم أبناء. وتكتظ تلك الإصلاحيات بأصحاب الجرائم التي تصنف على أنها كبرى، أما بالنسبة لقضايا الخلافات الشخصية فغالباً ما تنتهي بالصلح، وكثير منها قد لا يصل إلى المحكمة، حيث تلعب شؤون الرعايا السعودية دوراً فاعلاً في حسم هذه النزاعات والتدخل فيها مبكراً، فمن لحظة تبليغها بالحادثة تتابع الموقف، وتحيل معاملة طرف النزاع إلى محامي السفارة لمتابعتها. متابعة الرعايا وأكد ل "الرياض" رئيس شؤون الرعايا في سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة الأردن الشقيقة الأستاذ حسين بن ناصر السلامة على أن التوجيهات السامية الموجهة للسفارات شددت على ضرورة الاهتمام بالرعايا السعوديين في الخارج، منوهاً بالمتابعة المستمرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للتأكد من تفعيل التوجيهات السامية الكريمة، والاهتمام بالمواطن السعودي، وحل المشكلات التي تواجهه في الخارج. وأشاد السلامة بالدور الذي يقوم به السفير السعودي في عمان الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الزيد وحرصه من اللحظة الأولى في استلامه لعمله على زيارة شؤون الرعايا، والتوجيه بالاهتمام بالمواطن السعودي، وتسهيل مهامه في الخارج، وتقديم الدعم والمساندة، وتذليل كافة الصعوبات التي تعترض طريقه. ونوه السلامة بتأكيدات السفير الزيد على متابعة أوضاع السجناء السعوديين، وتسهيل السبل التي تساعدهم على الاتصال بذويهم وزيارتهم لهم، وكذلك تكليف محامين لمتابعة قضاياهم والدفاع عنهم، وتقديم الحماية الدبلوماسية لهم ما لم يكن متعارضاً مع الأنظمة الداخلية للدولة، لافتاً إلى أن شؤون الرعايا وفرت هاتفاً مباشراً دوليا وفاكساً خاصاً لتمكين الرعايا السعوديين من الاتصال بذويهم، لمتابعة مشكلتهم دون تكليفهم مشقة العناء. سهولة الإجراءات وأشار إلى أن شؤون الرعايا أسهمت في تسهيل الإجراءات التي تتعلق بجميع النزلاء، وأن الوكالات الشرعية - على سبيل المثال - أصبحت ميسرة لهم، موضحاً أنه يوجد قسم للوكالات الشرعية يهدف إلى الحد من مراجعات ذوي النزيل الطويلة، بل يقوم موظف بإنهاء إجراءات الوكالة ومقابلة السجين وذويه. وأوضح أن التوجيهات السامية الكريمة حددت مبالغ مالية للسجناء السعوديين، وأن كل نزيل سعودي يستلم مكافأته شخصياً، مبيناً أنهم يتعرفون على ظروف النزيل واحتياجاته عبر زياراتهم التفقدية عند صرف تلك المكافئات.