أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد متحدثاً أمام آلاف من آنصاره تجمعوا في وسط طهران للاحتفال بفوزه بولاية رئاسية ثانية، أن الانتخابات الايرانية هي "الأنظف" نافياً حصول أي تزوير. وحيا أحمدي نجاد الشعب الإيراني في كلمة ألقاها امام انصاره الذين رفعوا اعلاماً ايرانية. ودافع عن نتائج الانتخابات التي جرت الجمعة بعدما أعلن خصمه الرئيسي فيها مير حسين موسوي انه قدم طلباً رسمياً لالغاء نتائجها بسبب "المخالفات" التي تخللتها. وقال أحمدي نجاد امام حشود بينها أعداد من عناصر الحرس الثوري (الجيش العقائدي التابع للنظام الايراني) وميليشيا الباسيج الاسلامية "إن الانتخابات في ايران هي الأنظف"، بحسبما أفاد صحافي فرانس برس. وانتقد "الديموقراطيات الليبرالية" بالمقارنة مع ايران حيث "يقوم كل شيء على القيم الاخلاقية". وقال انه في الغرب "يتم ضم السارقين ومثليي الجنس وكل الأشخاص غير الطاهرين الى الناخبين لكسب بعض الأصوات". وتابع "هنا القرارات على جميع المستويات تعود للشعب". وكان أحمدي نجاد اتهم اثناء الحملة الانتخابية رئيس مجلس صيانة الدستور الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني بالفساد واعتبره منظم حملة موسوي. وقدم موسوي الأحد طعناً رسمياً الى مجلس صيانة الدستور طالبا الغاء نتائج الانتخابات بسبب "مخالفات" تخللتها، كما اعتبر المرشح الاصلاحي مهدي كروبي ان نتائج الانتخابات "غير شرعية وغير مقبولة". وفي مواجهة هذه التهم، أكد أحمدي نجاد لحشود أنصاره انه "لم تحصل أي مخالفات" في انتخابه. واتهم خصومه بالارتباط بالخارج وقال "إن بعض الأشخاص في داخل البلاد وخارجها اتفقت على القول ان الانتخابات مزورة". وعرض أخيراً المبادئ التي ستتبعها حكومته المقبلة معدداً "الطهارة والعدالة ومكافحة الطغيان والفساد". ولجأ الرئيس مجدداً الى خطابه الشعبوي مؤكداً انه ان توجه مرة جديدة في ايلول/سبتمبر الى الجمعية العامة للامم المتحدة فسوف "يطلب من القوى التي تتجرأ على تهديدنا ان ترفع يدها حتى تقطعها الأمة الايرانية". وجرت صدامات جديدة أمس في طهران بين حوالى مئتين من أنصار موسوي والشرطة استخدمت فيها قنابل مسيلة للدموع، على ما أفاد صحافي وكالة فرانس برس. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة والي عصر احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد "الموت للدكتاتور" ورشقوا الشرطة بالحجارة. وردت قوات الأمن مطلقة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وقال صحافي فرانس برس ان الشرطيين اقتحموا محلات تجارية لجأ اليها بعض المحتجين واقتادوا عددا منهم. وقال مساعد قائد الشرطة أحمد رضا رادان في تصريح للتلفزيون الرسمي ان الشرطة "استخدمت الغازات المسيلة للدموع في بعض القطاعات لوضع حد للصدامات والوضع تحت السيطرة". وانتشرت الشرطة بكثافة أمس في شوارع طهران وتحديدا في محيط وزارة الداخلية غداة حصول مواجهات عنيفة، وفق ما قال صحافي فرانس برس، وأثار الإعلان الرسمي عن فوز أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية اضطرابات اذ نزل أنصار موسوي الى الشوارع في قلب طهران فيما صدرت اتهامات بتزوير نتائج الانتخابات. ولم يسبق للعاصمة أن شهدت اعمال عنف كهذه منذ الإضرابات الطلابية في تموز/يوليو 1999. وشنت السلطات الإيرانية حملة ملاحقات بحق قيادات إصلاحية امس غداة إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية وحوادث شغب عمت شوارع طهران احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي أكد خصمه الرئيسي انها شهدت تجاوزات.