اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد استعداده للقبول بقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح شرط اعترافها باسرائيل كدولة يهودية. وقال نتانياهو في خطاب عن السياسة الخارجية في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب "اذا حصلنا على هذه الضمانات حول نزع السلاح واذا اعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية، فسنصل الى حل يقوم على دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب اسرائيل". واضاف "لكل علمه ولكل نشيده (الوطني) (...) الاراضي التي ستعطى للفلسطينيين ستكون من دون جيش ومن دون سيطرة على الاجواء الجوية ومن دون دخول سلاح ومن دون امكان نسج تحالفات مع ايران او حزب الله" اللبناني. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض تجميد اعمال الاستيطان في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، الامر الذي تطالب به الولاياتالمتحدة، في موازاة دعوته الفلسطينيين الى استئناف للمفاوضات فورا ومن دون شروط مسبقة. وقال "ادعو جيراننا الفلسطينيين والقادة الفلسطينيين الى استئناف فوري لمفاوضات السلام من دون شروط مسبقة". واضاف "لا ارغب ببناء مستوطنات جديدة او مصادرة اراض لتحقيق هذه الغاية، ولكن يجب الافساح في المجال امام سكان المستوطنات ان يعيشوا في شكل طبيعي"، رافضا وقف اعمال البناء في المستوطنات الموجودة وذلك تلبية لحاجة "النمو الطبيعي"على حد زعمه . وقال نتانياهو ان "الشرط المسبق هو ان يعترف الفلسطينيون في شكل صادق وعلني بان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي". واعتبر ان "لب النزاع كان دائما رفض العرب القبول بوجود دولة يهودية"، في اشارة خصوصا الى رفض الدول العربية العام 1947 الاعتراف بقرار الاممالمتحدة الذي نص على تقسيم فلسطين الى دولتين يهودية وعربية. واكد نتانياهو ان "عمليات الانسحاب التي قامت بها اسرائيل في الماضي لم تغير هذه الحقيقة"، في اشارة الى الهجمات التي شنها حزب الله اللبناني بعد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان العام 2000 اضافة الى هجمات حماس بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة في صيف 2005. كذلك، رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، مؤكدا ان مشكلتهم ينبغي ان تعالج "خارج حدود" الدولة العبرية. وقال ان "مشكلة اللاجئين ينبغي ان تعالج خارج حدود اسرائيل"، معتبرا ان "عودتهم (اللاجئون) تناقض استمرار اسرائيل كدولة يهودية". على صعيد اخر اكد نتانياهو ان ايران التي تملك سلاحا نوويا تشكل اكبر تهديد لاسرائيل والعالم. وقال نتانياهو ان "التهديد الاكبر لاسرائيل والشرق الاوسط والعالم اجمع هو التقاء السلاح النووي والاسلام المتطرف". واضاف "سأعمل خصوصا خلال رحلاتي المقبلة (لتشكيل) تحالف دولي ضد التسلح النووي لايران". واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة مساء الاحد ان خطاب نتانياهو "نسف كل مبادرات السلام والحل" في المنطقة. وقال ابو ردينة في تصريح لوكالة فرانس برس ان تصريحات ناتانياهو "لن تؤدي الى اي حل وعلى الادارة الاميركية ان تأخذ مسؤولياتها تجاه هذه القضية". واضاف ان كلام نتانياهو "هو تحد واضح للادارة الاميركية وللمواقف الفلسطينية والدولية والعربية والاسلامية". وتابع ابو ردينة ان "عدم اعتراف نتانياهو بالقدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين وفرض حل لقضية اللاجئين في الخارج، لن يؤدي الى سلام عادل وشامل وفق الشرعية الدولية". من جهته، اعتبر امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان نتانياهو يريد عبر خطابه ان "تكون دولة فلسطين محمية اسرائيلية (...) وكأنه يريد من الفلسطينيين ان ينضموا للحركة الصهيونية". وقال عبد ربه لوكالة فرانس برس "لقد تحدث نتانياهو عن دولة فلسطينية ثم افرغها من محتواها لانه لا يوجد وقف استيطان". واضاف ان "حديثه عن يهودية الدولة يريد به من الفلسطينيين ان ينضموا الى الحركة الصهيونية"، معتبرا انه "يفرض مسبقا حلا ليس فيه حقوق للاجئين ولا القدس عاصمة دولة فلسطين ولا اي مظهر سيادة للدولة الفلسطينية". وخلص الى القول "سماها دولة لكنه بخطابه يريدها محمية اسرائيلية". من جانبها اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان خطاب نتانياهو مساء الاحد يعكس "ايديولوجيته العنصرية والمتطرفة" وهو بمثابة "نسف لكل حقوق الشعب الفلسطيني". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة لوكالة فرانس برس ان "خطاب نتانياهو يعكس ايديولوجيته العنصرية والمتطرفة، وهو نسف لكل حقوق الشعب الفلسطيني". واعتبر ان خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي تضمن "تأكيدا على برنامج حكومته العنصري والمتطرف والهادف الى جعل الشعب الفلسطيني مجرد اداة لحماية الاحتلال وتجريده من حقوقه وثوابته".