تشتهر منطقة جازان بألوان متنوعة من ألوان الفنون الشعبية ولوحاتها الجميلة المتميزة والرائعة وتتميز كل محافظة من محافظات المنطقة الثلاث عشرة بلون معين حيث يختلف اللون الجبلي عن اللون البري والريفي و.... وهناك رقصات جميلة أبدع فيها أبناء المنطقة مثل العرضة والضراوي والسيف والربش والصف والطارق والزامل والزيفة وهي من الرقصات التي يمارسها الناس مساء وعلى ضوء القمر وتصاحبها أهازيج شعبية جميلة يتسابق الشعراء فيها لإبراز مواهبهم الشعرية الحماسية. والمنطقة غنية بتراثها الشعبي حيث تتكئ جازان على موروث شعبي بديع وأصبح كافة أبناء الوطن الغالي يستمتعون ويتداولون ألوان التراث الشعبي بجازان إلا أن رقصة الزيَّفة هي من أبرز وأجمل الرقصات الشعبية في منطقة جازان حيث يمارسها كبار السن مساءً ويحتفون بها على ضوء القمر حيث تُقام هذه الرقصة في مكان واسع وفسيح يتسع لمئات الأشخاص من المتفرجين واللاعبين ويتبارى الشعراء الشعبيون في استعراض مواهبهم الشعرية الشعبية وترديدها بكل حماس وسط تصفيق وإعجاب الحاضرين، وقد برع عدد كبير من شعراء المنطقة في أهازيج الزيفة الذين كانوا يقضون بها أوقاتهم وأوقات فراغهم في الأماسي على ضوء القمر قبل ظهور وسائل الترفيه الحديثة، ومن أبرز شعراء الزيفة الشاعر الشعبي عبدالله السَّلامي والذي كان يعد من أبرز الشعراء الشعبيين في المنطقة رحمه الله. ويسر الخزامى أن تستعرض جزءا من أهازيج رقصة الزيفة وردود الشعراء الشعبيين عليها والتي مازال يرددها كبار السن حتى يومنا هذا وسط الاحتفاء البالغ بهذه الرقصة الجميلة والتي يستمتع بها جميع الحضور وسط زغاريد النساء العالية وتصاحب هذه الرقصة حفلات الختان والأفراح والمناسبات المتنوعة. ومن أهازيج الزِّيفة هذه الأهزوجة للشاعر الشعبي القناعي - رحمه الله -: يا حرير الهند لا لبسك الجادل ما يحاضى معك بال كم «مصاتيف» نقضوا من حضاويها ويرد اللاعبون والراقصون خلف الشاعر الشعبي هذه الأهزوجة فيقولون: البنت دخلت الملاعب ما رحبوا بها الفين من عطر الحديد روج عودها وللشاعر الشهير عبدالله السلامي هذه الأهزوجة الشعبية في رقصة الزيفة: ليلتين في الدهر لاول - قد عدا سرحان عليه مثل عبيدي ما زكيته - يا خلايق لو ركيته ما.... ويأتيه الرد عاجلاً من شاعر شعبي آخر فيقول: صاحبي نبَّه علَّيه وانا في سد الحجاوي يعلمني ما زكيته ولبسته من كل غالي ما سرابها أم سلامي قال عاندت الحضارم قد معي في القنفذة والبرك مال عادني شرسل قد اتاجر مصوع ونقل له في البضاعة فدا وتأتي الردود عاجلاً في هذه الأهزوجة الغزلية العذبة ويرد عليه شاعر شعبي آخر يحضر الرقصة فيقول: صاحبي ولعت قلبي على الدنيا كل ساعة معك بالي حتى نوم الليل ما عد سكن عيني وزنت زادت حضاوى لك وله أيضاً - هذه الأهزوجة الجميلة: تشوقني أم تحلة أم طويلة مديت أيدي سناها ماري حبوبها جيت شرق بساقي روج عودها كاذية عيبان بات الماء عليها ميَّلت في حوضها والبرك مال غَشِّيني أم شيْح يوم تاهت ردوعه وأنته يا خطر الباياضي في النَّدا اللَّي دونها أم بنوت وإميزار وغقر الدول تمشي على بابه لا تبدى من النوبة ومن طاقته وهكذا تمضي ليالي الانس وأفراح الزيفة وسط الأهازيج الشعبية والردود الحماسية المعبرة حتى ساعات الصباح الأولى.