"لم أكن أعلم عن وجود مهرجان سينمائي للأفلام في منطقة الخليج، صنعت فيلماً طويلاً لأحاكي نوعية الأفلام التي أحب فقط" بهذه الكلمات يحكي لنا المخرج السعودي وليد عثمان، الطالب في جامعة الملك عبدالعزيز في قسم الجيلوجيا حكايته التي توجته فائزاً عن فيلم "الانتقام" بجائزة المركز الثاني ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الخليج السينمائي. ويستطرد وليد في الحديث قائلاً "لم أتوقع الفوز أبداً، كان خبر قبول فيلمي في المسابقة الرسمية في المهرجان بحد ذاته فوزاً لي". ينتمي فيلم "الانتقام" لأفلام الحركة والإثارة، عن حكاية لأربعة إخوة يتورطون في العديد من المشاكل بعد وفاة والدهم لينتهي بهم المطاف إلى قتل بعضهم البعض. صور الفيلم وأنتج بإمكانيات متواضعة، كما يحكي لنا مخرج العمل الذي ساعده في المونتاج والإخراج والتصوير زميله فواز قادري بكاميرا منزلية "أخذ الفيلم من وقتنا سنة ونصف السنة وكلفنا طوال هذه المدة ما يقارب الخمسين ألف ريال ذهب معظمها لوحدات المونتاج وتكاليف المواقع والمؤثرات". ويذكر وليد أن جميع الممثلين الذين ظهروا في الفيلم كانوا من أصدقاء الحارة الذين عملوا بدون مقابل. كذلك كانت العائلة في حكاية وليد عثمان، داعمة ومساندة، واستشارية أحياناً، مثل والده المشاهد النهم للسينما العالمية الذي لم يبخل على ولده بتقديم العديد من الاستشارات والنصائح فيما يتعلق بالفكرة والحوارات في فيلمه، ويضيف وليد ضاحكاً "مع كل الدعم الذي قدمه إلي والدي إلا أنه مازال ينصحني بالابتعاد عن الوسط الفني لما يحتويه من شبهات محرمة!". بدأ وليد ممارسة صنع الأفلام قبل أربع سنوات من الآن "كانت تجارب صغيرة للأهل والأصدقاء" كما يصفها لنا، "وفكرت جدياً بعمل فيلم طويل لحبي في محاكاة أفلام الإثارة والمطاردات البوليسية الأمريكية". كانت البداية من خلال تأليف السيناريو الذي أخذ من وقت وليد ستة أشهر، استشار فيه العديد من الأصدقاء والأساتذة، ويذكر هنا وليد على وجه الخصوص مساهمة الأستاذ محمد بخش في فيلمه على صعيد الفكرة والمضمون. "راعيت في السيناريو عدم وجود أي عناصر نسائية لصعوبة توفرها في السعودية" كما يصف لنا وليد أبرز المصاعب التي واجهته قبل البدء في تصوير فيلمه، ويضيف "هناك الكثير من الممثلين الذين قرروا عدم الالتزام في الفيلم والاستمرار فيه عند قرب الانتهاء من التصوير، وتم حذف العديد من المشاهد وضياعها نظراً لقلة الخبرة". وعن سبب فوزه بالجائزة مقارنة بأفلام لمخرجين كبار يقول وليد "أعتقد أنها مراعاة لصغر سني وكون الفيلم مميزاً جداً في ظل الإمكانيات التي صورت بها", لكن السبب التي جعل لجنة التحكيم تكريم فيلم وليد هو "لمناخاته السينمائية في فيلم حركي شبابي" وفقاً لما جاء في بيان لجنة التحكيم. وعن خطواته القادمة بعد الفوز، يفكر وليد حالياً باختراق عالم الفيلم القصير، في خطوة قد يراها بعض صناع الأفلام في منطقة الخليج بأنها خطوة إلى الوراء، لكنه يبرر ذلك ب"فيلمي الطويل القادم يجب أن يكون على مستوى عالي من الاحترافية، وإلى ذلك الوقت سأنشغل بعمل أفلام قصيرة لتطوير إمكانياتي".