أقيم مؤخراً في مقر منظمة اليونسكو حفل مهيب بمناسبة إطلاق المكتبة الرقمية العالمية. وإذا كانت مكتبة الكونغرس تعد شريك المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة الأساسي في الإعداد لهذا المشروع وإطلاقه فإن قرابة ثلاثين مكتبة وطنية ومؤسسة تربوية وثقافية تابعة لقرابة عشرين بلدا أسهمت هي الأخرى في بلورة المشروع. ومنها مثلا بالنسبة إلى العالم العربي مؤسسات من المملكة وقطر ومصر والعراق والمغرب.وستقدم المكتبة مجانا لزائريها على شبكة الإنترنت مخطوطات وخرائط وصورا ورسوما وكتبا نادرة وأشرطة سينمائية وتسجيلات صوتية. ومن القطع النادرة التي وضعت على ذمة المكتبة الرقمية العالمية لوحات رائعة عن فن الخط العربي ورسم من جنوب إفريقيا تعود صياغته إلى آلاف السنين وأول خارطة تتحدث عن أمريكا. وقد وضعها ألماني عام 1507حسب التقويم الميلادي . وسيمكن الدخول إلى محتويات المكتبة الرقمية العالمية عبر سبع لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والبرتغالية والصينية. ويهدف المشروع أساسا إلى تحقيق ثلاثة أهداف هي تعزيز التفاهم بين الشعوب عبر الثقافة وتوفير مزيد من الوسائل التربوية والتثقيفية أمام النشء والمدرسين وعامة الناس والعمل على الحد من الجفوة الرقمية القائمة بين بلدان الشمال من جهة وبلدان الجنوب من جهة أخرى. دور البروفسور الأمريكي بلينغتون اضطلعت مكتبة الكونغرس الأمريكي التي تأسست عام 1800 بدور أساسي في تحويل المشروع إلى إنجاز. بل إن مديرها العام البروفسور جيمس بلينغتون هو الذي اقترح منذ سنوات على مدير عام اليونسكو مساعدته على بلورة المشروع. وفعلا تمكنت مجموعة من الفنيين العاملين في مكتبة الكنغرس الأمريكي من الإشراف على عملية رقمنة الوثائق التي أصبحت ملكا للمكتبة الرقمية العالمية. ويبلغ بلينغتون الثمانين من العمر وهو يدير مكتبة الكنغرس منذ عام سبعة وثمانين من القرن الماضي. وكان من قبل يدرس مادة التاريخ في جامعة هارفارد الأمريكية. وهو من الذين يعتقدون بأنه بالإمكان في المستقبل إقامة شبكة مكتبية رقمية مجانية وذلك بالتعاون بين أهم المكتبات الرقمية في العالم أي المكتبة العالمية الجديدة التي أطلقت أمس الثلاثاء ومكتبة الكنغرس ومكتبة " غوغل بوك سيرتش" والمكتبة الرقمية الأوروبية المعروفة باسم " أوروبيانا".