د. البدر: المملكة زادت من إنفاقها في مجال التقنية حتى مع ظروف الأزمة المالية العالمية

أكد أهمية وضع إستراتيجية عمل قائمة على الاستفادة من نظم التقنية الحديثة

السعودية زادت من إنفاقها في مجال التقنية حتى مع ظروف الأزمة المالية العالمية، ونحن متفائلون جداً
الدكتور بدر البدر، مدير شركة سيسكو في السعودية، شخصية معروفة لها حضورها في عالم التقنية ليس لكونه مديراً لشركة من أكبر شركات العالم في مجال صناعة الشبكات التي تستحوذ على أكثر من 70% من البنية التحتية لشبكة الانترنت حول العالم، ولكن لأنه شخصية حاضرة اجتماعيا أيضاً، تجد في أعماله حرصاً كبيراً على الاستفادة من قدرات الشركة الفنية والتقنية وأيضاً الخدمات المصاحبة لتقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية وتقديمها لبلادة ومجتمعه، هذا المجهود الكبير الذي يقوم به الدكتور البدر من منبع احترافي في العمل من خلاله يمكن بناء شراكة بين الشركة التي تسعى للمكسب وبين أطراف المجتمع السعودي المختلفة الهادفة إلى الاستفادة من التقنية في بناء صرح حضاري متين، لا يمكن أن يتحقق إلا بمجهود كبير وتعاون ناجح يقوم عليه رجالات لديهم الخبرة والنشاط والاحترافية لتحقيق هذه الأهداف.
لقد تسنى لنا أن نلتقي الدكتور بدر البدر لنطلع على آرائه حول التقنية وتطورها وكيفية الاستفادة منها لمصلحة قطاعنا الحكومي والمستفيدين، وأيضا الاطلاع على احدث التقنيات التي تطرحها الشركة للسوق السعودي، واليكم الحوار.
• نود أولا أن نشكرك على إجراء هذا الحوار، وثانيا نسأل عن أسباب قيام سيسكو بإقامة معرض تقني خاص بها مع شركائها في السعودية بشكل سنوي وبهذا الحجم والذي أطلق عليه اسم سيسكو اكسبو 2009م ؟
- هناك أسباب عديدة تجعل من هذا المؤتمر في غاية الأهمية وبخاصة للمختصين في مجال الشبكات والحلول المرافقة فقد سمعت من عدة جهات ومختصين أنهم ينتظرن هذا المؤتمر بفارغ الصبر سنوياً وذلك لأنه من أكبر التجمعات سواء من حيث عدد الأشخاص المشاركين حيث سجل في المؤتمر ثلاث آلاف شخص كتسجيل مستبق خلاف الأشخاص الذين سجلوا في المؤتمر في يومي الافتتاح، وبهذا يصل العدد إلى أكثر من ذلك بكثير، وهناك مشاركة نسائية كبيرة أيضاً في القسم المخصص لهن، كما تميز المؤتمر لهذا بعدد كبير من المحاضرات المتخصصة وورش العمل يقدمها خبراء عالميون لعرض أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية في مجالات مختلفة منها الشبكات، وكذلك عرض عدد من الحلول المختلفة للمشاكل التي تواجه التقنيين وليس فقط الحلول الجاهزة للأعمال، حيث تعرض جهات مختلفة تجاربها الناجحة في تجاوز مشكلة معينة وفي هذه الحالة نجد تبادل الخبرات والتعارف بينهم ومعرفة تخصص كل شركة، كما يمكن من خلال المعرض أن يتعرف العملاء على الشركات المختلفة وقدراتها وإمكاناتها.
• وما الجديد الذي قدمه المعرض من حيث التقنيات خلاف العدد الكبير للمحاضرات وزيادة عدد المشاركين والزوار؟
- لعل من أهم التقنيات التي تم طرحها في المؤتمر الأخير، تقنية التشارك والعمل عن بعد وهي تمثل تطورا كبيرا في تقنية الاجتماعات عن بعد من حيث الإمكانات والتقنيات المستخدمة ولم يتم عرض هذه التقنية فقط للزوار بل تم تطبيقها بحضور الزوار وتمت تجربتها على الهواء.
• ولكن هذه التقنية موجودة منذ زمن بعيد وليست جديدة؟
- نعم فكرة Conferencing موجودة منذ زمن بعيد ولكن التقنية هنا مختلفة تماما، فهي تستخدم خبرات سيسكو الواسعة في الشبكات وتناقل المعلومات ومن هنا ظهرت تقنية Tele-presence، فحجم الصورة كبير جدا والجودة عالية ومن دون تقطيع أو تأخير في الصورة ولعدد كبير من المجتمعين مع نقل للعروض والنصوص والرسوم وغيرها، حتى في أوقات الذروة فلن تلاحظ أي تأثير في الجودة أو السرعة، ولا ننسى الشئ الأهم وهو النظام الأمني، خاصة للقطاعات التي تتطلب السرية التامة في اجتماعاتها وهي ليست مجرد كلمة سر بل درجة أعلى في التشفير بحيث لا يمكن للمخترقين حضور الاجتماع أو التجسس عليهن وهذه مهمة جدا في الشركات الكبرى والبنوك وغيرها.
• ولكن هل ترى أن الوقت مناسب، اقصد أن العالم يمر بأزمة اقتصادية عالمية تقلص فيها الدول والشركات مشترياتها، ألا ترون أن نجاح هذا المنتج صعب؟
- دعني اشرح لك نقطة مهمة، في أي حل تقني يتم طرحه في السوق سواء في ظل الأزمات أو غيرها، علماً بان بلادنا ولله الحمد وبفضله ثم بفضل حكمة دولتنا الرشيدة فإننا اقل دول العالم تأثراً بهذه الأزمة، والقضية هنا أن أي قرار لشراء أي منتج يجب أن يخضع لدراسة العائدات المتوقعة منه في مقابل التكاليف، فيجب أن يكون المنتج ذا كفاءة وفعالية وقدرة على توفير مبالغ لمصلحة المنشأة سواء على المدى البعيد أو القريب ومن هنا فإن هذا المنتج سيوفر مبالغ كبيرة على الشركات لأنه يقلل تكاليف ضخمة في الانتدابات والسكن وتذاكر السفر وغيرها وكذلك وقت المديرين والتنفيذيين الذين يتركون أعمالهم المهمة للسفر لحضور اجتماع، ومن هنا ففكرة الاجتماعات عن بعد توفر ملايين الريالات والوقت وهي الأنسب في وقت الأزمات لهذا اعتقد أن المنتج جاء في الوقت المناسب لتوفير المصاريف في ظل هذه الأزمة، ونحن في الشركة وفرنا مبالغ ضخمة هذا العام من هذا المنتج وأصبحنا على اتصال أقوى بالشركة الأم وهي تجربة جديدة ورائعة وقد قدمناها في المعرض للزوار على الهواء مباشرة.
• وماذا عن أحدث التقنيات الأخرى؟
- نعم كان هناك تركيز على تقنيات مراكز المعلومات، وهي تهدف أيضا لزيادة الإنتاجية وتقليل المصاريف والتكاليف، فالاستثمار في مراكز المعلومات بصفة عامة هي عملية استثمارية في هذا الاتجاه، وكذلك عرضنا فكرة المنازل الذكية وتقنياتها المختلفة وتقنيات الرقم الموحد وهواتف بتقنية VOIP.
• لاحظنا استخدام المؤتمر أول مرة مواقع لعرض المؤتمر على الانترنت مباشرة وكذلك موقع Face book وأيضاً اليوتيوب، ماذا تتوقعون من هذه الخطوة؟
-لقد حاولنا استخدام تقنيات الجيل الجديد من شبكات الويب .2 والتي تسمح بالتفاعل والمشاركة عبر الانترنت وهي تجربة مثيرة للمختصين.
• وماذا عن موقف سيسكو من اندماج تقنيات الاتصال مع تقنيات الشبكات؟
- سيسكو لها رؤية مستقبلية في هذا الشأن فهي ترى أن كل شي سيصبح متصلا بعضه ببعض، خاصة مع بداية ظهور الشبكات الذكية التي تتطور بسرعة لتربط أجهزة متنوعة، منزلية وأجهزة العمل والحاسب ومستقبلا سترتبط كل أنظمة المبنى والسيارات والقطارات والطائرات عبر هذه الشبكات الذكية، وهذا ما نسعى إليه وهو بناء شبكة أكثر إنسانية قادرة على التعامل مع كل ظروف الحياة وربطها وفهمها لاحتياجات الإنسان المختلفة، واذكر سيناريو على سبيل المثال في السيارة مثلاً، وعند وجود عطل بها تقوم السيارة وعبر سبكتها الخاصة بالاتصال بصاحبها وأيضا بشركة الصيانة وترسل لهم نسخة عن نوع العطل وقد لا يعلم صاحب السيارة بالعطل إلا بعد إصلاحه، ومن جهة اخرى فالمنزل لديه شبكة ذكية فيعلم بوقت خروجك من العمل فيقوم بتشغيل المكيف مثلا وإضاءة الأنوار إذا كنت قادما بالليل وذلك كله عبر ربط السيارة بشبكة المنزل، كما تفتح الأبواب تلقائيا بمجرد قدومك ولن يكون هناك مفاتيح مستقبلا حيث ستكون من الماضي هذا كجرد مثال بسيط، ولكنها تتطلب شبكة ذكية جداً مرتبطة بعضها ببعض بأنواعها المختلفة.
• هذا سؤال محرج بعض الشيء ولكني أتمنى أن تجيبني بصراحة، هل تأثرت عقود سيسكو بالأزمة المالية العالمية ؟ والى أي مدى؟
- لقد صرح رئيس مجلس إدارة سيسكو منذ وقت قريب بنتائج سيسكو بكل شفافية، وهو منشور على الانترنت أيضا ويمكن الرجوع إليه بعملية بحث بسيطة على جوجل أو موقع الشركة الرسمي، والشركة تأثرت أقل بكثير الشركات الأخرى ومركزها المالي قوي جدا حيث لدينا ما يقارب من 30 مليار دولار نقدي بالإضافة إلى مجموعة التقنيات التي تحدثنا عنها والتي تحظى باهتمام كبير نظرا لدعمها القطاعات المختلفة في ظل الأزمة كما ذكرنا، وحتى سيسكو نفسها استطاعت توفير ما يقارب من 170 مليون دولار وذلك نتيجة استخدام تقنيات التواصل عن بعد
• وداخليا، ما هو وضع عقود سيسكو في السعودية ؟
- في السعودية زاد الإنفاق على البنية التحتية كما لاحظنا من الميزانية الأخيرة، وهذا شيء يدعو للفخر والتفاؤل، وبالطبع هناك قطاعات أخرى غير الدولة التي قللت الإنفاق ولكن كصفة غالبة فالمشاريع الكبرى قائمة وتدعو إلى التفاؤل والحمد لله.
• ماذا عن دوركم كسعودي يرأس شركة تقنية كبرى في نقل التقنية للسعودية وتوطينها؟
- نحن عملنا بهذا الاتجاه من بدأت العمل في سيسكو، لدينا مشاريع كثيرة للتدريب والتعليم مثل أكاديمية سيسكو وغيرها، حيث يلتحق بهذا البرنامج الآن أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة، وتخرج فيها أكثر من ثلاث آلاف طالب وطالبة، بل إن الفتيات اكبر نسبة في المشاركة تصل على 30% بالرغم من انه برنامج لتقنيات الشبكات والأجهزة التابعة لها، وهي الأعلى عالميا، وهناك برنامج تعليمي آخر مهم وهو برنامج الجامعة الشبكية بالتعاون مع جامعة الأمير سلطان، والذي يخرج قادة أعمال تقنيين.
• ولكن لم تقم الشركة ببناء معامل أو مراكز بحثية مثل بعض الشركات الأخرى التي تتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؟
- نقل التقنية ليس بالأجهزة والمعامل فقط بل في العقول والمواهب أيضا التي تدير الأجهزة وتتحكم فيها وتستفيد منها لمصلحة المجتمع، وهذه أيضا تكلف مثل أو أكثر من بناء معامل مصغرة أو مراكز أبحاث، كما أننا وجدنا أن هذا الاستثمار هو ما يمكن أن نقدمه بفعالية اكبر لمجتمعنا، ولدينا دراسات تؤكد الحاجة الماسة لسوق العمل السعودي للمواهب والعقول الذكية المدربة بل إن الدراسة تشير إلى الحاجة إلى أكثر من 33 ألف موظف أو موظفة متخصصة في التقنية في السنوات القادمة.