أتوقع خلال العشر سنوات القادمة أن يصبح النصر واحداً من أهم فرق الدرجة الأولى. (ليس لمباراة يوم الجمعة أي تأثير على هذا المقال). أثارني حوار مع لاعب الشباب في الثمانينيات الهجرية مهدي بن علي. أيام طقها وألحقها. لا أتذكر الفترة التي يتحدث عنها اللاعب مهدي ولكن مازلت أتذكر آثارها في السنوات التالية عندما بسط الهلال نفوذه على الكرة السعودية ثم انهار ليأخذ النصر المبادرة. وما يحدث الآن العكس. الفرق بين ما حدث في الماضي وما يحدث الآن فرق في مفهوم إدارة الناديين. سبق أن خضت في هذه القضية لكن هناك نقطة مهمة جدا علي أن أثيرها مع الإخوة النصراويين. إذا أراد النصر أن يبقى حضوره قويا رغم ضعفه على أرض الملعب عليه قبل كل شيء ألا يقع في الفخ الذي وقع فيه نادي الشباب. النصر يعيش نفس الظروف التي كان يعيشها الشباب في زمن انهياره. غياب الجانب الدعائي والإعلاني. يعيش النصر هذه الأيام بلا إعلام في الوقت الذي يتعرض فيه لحملة شرسة من الإعلام الهلالي غير الرسمي. تصلني كل يوم نكتة عن النصر. تعمل هذه النكت على تحطيم معنويات النصر وتعمل من جهة أخرى على فصل النصر عن الأجيال القادمة. إذا استمر وضع النصر بهذا المستوى واستمرت النكت والتعليقات المعادية سيصبح فريقا بلا جماهير. كبار السن لا يشجعون أحداً. يجب أن يعرف النصر أن الجماهير مادة مستهلكة ناضبة. أي فريق لا يستمر بطلا يفقد التمويل الجماهيري من الأجيال الجديدة. لكن كل الفرق في العالم تمر بها سنوات عجاف. النادي الكبير لا يعتمد على البطولات لاكتساب جماهير جديدة من الأجيال الجديدة . غاب الهلال عن البطولات ولكنه احتفظ بمصادر قوته ونفس الشيء بالنسبة للاتحاد. الهلال والاتحاد أبطال سواء فازوا بالبطولة أم خسروها . يملكان أوراق قوة تساندهما خارج الملعب. إعلام, رجال أعمال, وجهاء , نفوذ. هذا ما يفتقر إليه النصر. مشكلة إدارات النصر المتعاقبة أنها لم تدرك بعد أن صراع الكورة لا يحسم في الملعب. لا يمثل الملعب في صراع الكورة أكثر من عشرين في المائة. تفتخر إدارة النصر بمنافسة جماهير الهلال عبر الأرقام. جماهير المدرجات حناجر قيمتها محدودة وتتلاشى مع العمر. الجماهير الحقيقية هي تلك الإرادات الصلبة التي توجه الأحداث بالريموت كنترول في الغرف المكيفة. هؤلاء الكبار لا يكبرون ولا يهجرون فريقهم. يلي ذلك في الأهمية الإعلام، فهو أهم عنصر للحفاظ على الفريق. كان الهلال يعير في فترة التسعينيات بفريق الصحافة.كلما فاز النصر على الهلال صاحت جماهير النصر( نادي الصحافة يا هلال). لم يدرك الإخوة في النصر حينها أن هذه العيارة هي واحدة من أهم مصادر القوة التي اعتمد عليها في بقائه متماسكاً وقوياً رغم الهزات التي أصابته. هذه الصحافة غذت الهلال بمزيد من الجماهير رغم غيابه عن البطولات. دون استراتيجية إعلامية جديدة لن يبقى النصر طويلا في دوري الأضواء. أبرأت ذمتي والله على ما أقول شهيد.