يقول الله سبحانه وتعالى في سورة يونس (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) صدق الله العظيم. هذا ديننا وهذه عقديتنا فلماذا نخاطب مشاهدنا المسلم بغير ما يؤمن به لمجرد أننا لا نختار العبارات المناسبة ونرصد تأثيراتها على المتلقي وخصوصاً الطفل والذي يسمع كل يومٍ عبارات تناقض ما فطر عليه وما نعلمه إياه فيبقى في حيرة بين ما يسمع ويرى وبين ما يتعلم. عنوان المقال مأخوذ من إعلان عن مسلسل تلفزيوني تحت مسمى CHARMED حيث يقول الإعلان الذي يحاول أن يجذب المشاهدين إلى متابعة المسلسل (في هذا المنزل تعيش ثلاث فتيات يمارسن السحر وتلقين التعاويذ ويحاربن الشر). إن محاربة الشر صلاح ولكن استخدام السحر فساد ولهذا إن كان مضمون المسلسل (لم أشاهده) يحمل مضمون الصراع بين الخير والشر باستخدام فكرة التقنيات التلفزيونية من واقع الخيال أي مضمون السحر التقني وليس السحر المتعارف عليه فليس من المنطق أن يكون الاعلان معمقاً لفكرة او مضمون يتناقض مع ما تنص عليه عقيدتنا السمحاء باستخدام عبارات تناقضها. وهذا المثال هو واحد من عشرات الأمثلة التي نشاهدها يومياً في الإنتاج غير العربي سواء المدبلج أو المترجم والتي تحتاج في كثير من الأحيان لإعادة صياغة ولكن ما يمكن أن نلوم فيه أي قناة هو عبارات إعلاناتها والتي تقوم بإعدادها بنفسها ولا تجتهد فيها فقد تترجم الإعلان الحقيقي للعمل على طريقة الساحرات اللاتي تلقين التعاويذ وتمارسن السحر بينما في يدها أن تقوم بعمل إعلان جذاب تشد فيه المشاهد دون أن تدخل إلى مناطق فيها إساءة إلى معتقداتنا الدينية أو إلى موروثنا الحضاري. علينا أن نراقب ما يشاهده أطفالنا بدقة فلقد انصرفوا عن مشاهدة برامجهم والتي تشهد تناقصاً كبيراً في الإنتاج وفي الساعات المخصصة لبثها إلى مشاهدة المسلسلات التركية والأفلام الغربية ولهذا فالقنوات بدأت تكسبهم كعنصر جذب للأسرة وهذا للأسف يأتي على حساب قيم تربوية يفترض ان التلفاز من أهم الوسائل لإيصالها. لقد كتبنا الكثير عن برامج الطفل وعن الاهتمام به ولكن للأسف الشديد فالكل تركه وحيداً سواء كان البيت أو المدرسة أو الأجهزة الإعلامية فأصبح يتلقف أعمالاً تفوق سنه وغير موجهة له ففي الوقت الذي كنا نخشى فيه على شبابنا مما تبثه الكثير من القنوات أصبح الخطر محدقا وبشكل كبير بأطفالنا فنحن نتركهم أمام أجهزة التلفاز ولا نتنبه لتأثير ما يشاهدون على سلوكهم ولا نتنبه إلى الخرق الكبير للمفاهيم بين ما نقوله لهم كآباء وما تعلمه لهم المدرسة وما يشاهدونه في التلفاز. هذه القضية أكبر من أن يتم اختزالها عبر أسطر في مقال ولكني أتساءل لماذا لا تقوم الجهات التربوية برصد لتأثير ما يشاهده أطفالنا على سلوكهم ومحاولة إيضاح بعض المفاهيم الخاطئة فيما يشاهدون لذا أعتقد أن من المهم أن يكون في مدارسنا مساحة زمنية ضمن ما يخصص للتعليم لمناقشة طلبة وطالبات المدارس والأطفال منهم على وجه الخصوص في ما يشاهدونه لأن في هذا تقارب كبير ومدارسنا لم تعد بيوتاً للتعليم, إنها بيوت للتربية في المقام الأول وكلي ثقة في سمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم أن يولي هذا الأمر أهمية خاصة وهو يخطو بهذه الوزارة خطوات إيجابية لكي يكون دورها التربوي متمماً لدورها التعليمي ومن أهم خطواتنا التربوية أن نقيس تأثير ما تبثه القنوات على سلوكيات أبنائنا.