تخطو المملكة خطوات جبارة نحو تحقيق التنمية الشاملة، وهذا يتطلب أمرين على قدر كبير من الأهمية الأول: رسم خطة استراتيجية لتحويل الرؤى والتصورات والأفكار إلى عمل حثيث على أرض الواقع. الثاني هو مناخ الاستقرار الذي يساعد كثيراً على انطلاق النمو بصورة تدعو إلى التفاؤل الحقيقي. كان لاختيار الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء اختياراً موفقاً ويشير إلى اهتمام القيادة السياسية بالأمن والأمان والهدوء والاستقرار وتبادل الخبرة والمشورة على أعلى مستوى وهو ما حدث فعلاً طوال الفترة التي تولى فيها الأمير نايف مهام عمله وزيراً للداخلية، حيث أدى واجبه بكل ثقة وقوة إرادة واستبصار، فصارت المملكة واحدة من الدول التي تشملها مظلة الاستقرار وسط أجواء صاخبة تكتنف العالم شرقه وغربه. لقد قوبل هذا القرار بارتياح شديد لدى المواطن السعودي الذي يثق كل الثقة في قيادته الوطنية المخلصة، ويعرف - عن حق - أنها تعمل دائماً من أجل المصلحة العامة، ولكي توظف الموارد الهائلة التي حباها الله بها من أجل النهضة التي تشمل الجميع. هناك سبعة محددات نبينها حالاً، نعدها ترديدات لواقع الحال فيما يخص هذا القرار الثمين، الموفق. أولاً: إن النظام بالمملكة يطور نفسه، ويجتهد لاحداث نوع من التطورات الهادئة التي تقوي ثقة الشعب التي هي راسخة عبر السنين. ثانياً: لا شك ان خبرة الأمير نايف بن عبدالعزيز الثمينة ستكون لمصلحة الوطن في التعامل مع القضايا الأمنية، وكذلك في فهم متطلبات المرحلة التي تتطلب ظروفاً هادذة لا اضطراب فيها كي تحقق خطة التنمية بقوة ونفاذية. ثالثاً: إن التناغم الفريد بين خادم الحرمين الشريفين ونائبيه والوزراء جميعهم تقوى ويشملها رؤية موضوعية للظروف التي تمر بها منطقة الخليج بل العالم العربي كله. رابعاً: يميل المراقبون إلى أن التغييرات المؤثرة في نظام الحكم نموذج معتبر في الطريقة المثلى لإدارة دفة الحكم في بلد يرتكز على عقيدة إسلامية لا تتزعزع، وعلى هوية عربية لا تقبل المزايدة. خامساً: استشعار القيادة السياسية لكل ما من شأنه الارتقاء بالفعل والعمل بما يضمن الدفع دائماً بأوجه مضيئة تسهم في إثراء العمل الجماعي لقيادات تتصف بالقدوة والاخلاص وصدق النوايا. سادساً: إن القسم الذي أداه الأمير نايف بن عبدالعزيز بين يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ينص على ان يحافظ النائب على مصالح الدولة وأنظمتها وهل يوجد من يحقق هذا المطلب مثل رجل عرفناه وتابعناه بكل فخر واعتزاز؟ سابعاً: إن أداء الأعمال التي عهد له بها كان يؤطرها الصدق والأمانة والاخلاص وهو ما يجعلنا نستشعر السعادة في ان يقع الاختيار في نطاق الصحة والدقة والتوفيق. لقد كان الشعور السائد مع بزوغ هذا القرار هو الابتهاج الحقيقي الذي مس كل من يعرف هذا الرجل المتفاني في عمله لأقصى حد، والذي يعد نموذجاً مشرفاً في تحقيق الأهداف المنوطة به. فإذا كانت البلاد تسعى إلى زيادة حجم الاستثمار ولتخطي آثار الأزمة المالية التي مست العالم كله، ولتكون المملكة عنصر للاستقرار والتنمية المستدامة مع الحرص على دورها القيادي في المنطقة، والذي يعترف به الأعداء قبل الأصدقاء فلا أقل من ان يوضع الرجل الصحيح في المكان الصحيح، وهو ما نلمسه حقاً. قلنا إنها الرؤية المستقبلية التي ترى ما هو أبعد من القرار حيث تمد البصر لتستشرف الآفاق البعيدة لكي تتعاطى مع مستجدات المرحلة. ولتكن المحددات التي اجتهدنا لرصدها مجرد محاولة لاستقراء ما وراء القرار الذي تابعته جموع الشعب بالثقة والزهو والامتنان، مع الاعتراف بما تمتلكه القيادة السياسية من قدرة على التفاعل المنطقي مع أمور الداخل والخارج.