لم يكن الكثير من الاتحاديين يتوقعون وناديهم يمضي أوراق التعاقد مع اللاعب هشام أبو شروان أن يكون النجاح حليف هذا اللاعب الذي كان قد غادر خارطة المنتخب المغربي، خصوصا وأنهم اعتادوا منذ زمن بعيد على الأسماء المحترفة ذات العيار الثقيل من أمثال الإيطالي دونادوني، والبرازيلي بيبيتو، والنيجيري تيجاني بابا نجيدا، والغينيين تيتي كمارا و الحسن كيتا، والسيراليوني محمد كالون، والكولمبي سيرجيو هيريرا، والمكسيكي خاريد بورغيتي، والبرازيليين سيرجيو وتشيكو وديمبا وماجنو الفيس وغيرهم الكثير. جاء أبو شروان للاتحاد وفي ذهنية جماهيره نجاح الثلاثي المغربي عزيز اوزقات واحمد بهجا وعبدالجليل حدا "كماتشو" مع الفريق وكان لهم الفضل في عودة الاتحاد لساحة البطولات خلال تسعينيات القرن الماضي، ولعل ذلك ما خفف من قرار الإدارة الاتحادية، ساعد على ذلك أيضا التجربة الاحترافية الجيدة للاعب الذي طرق أبواب الاحتراف الأوربي. وهشام ابو شروان أو "بوشة " كما يحب الاتحاديون تسميته هو من مواليد قرية العونات بمنطقة دكالة بالمغرب في الثاني من ابريل عام 1981، ولعل من محاسن الصدف أن يأتي تتويج فريقه بلقب الدوري السعودي بعد أيام من احتفاله بعيد ميلاده ال28 ليكون درع الدوري أغلى هدية يتلقاها هذا العام. بدأ "بوشة" مسيرته الكروية مع نادي الرجاء البيضاوي الذي اصطاده وهو للتو يتعرف أبجديات الكرة، ليلفت بمهارته الجميع لاسيما حينما نجح مع فريقه في تحقيق أكثر من انجاز محلي خلاف حضوره المتميز في دوري أبطال أفريقيا حينما بلغ معه النهائي عام 2002، وتلقى على اثر تألقه عروضا احترافية عديدة ليكون نادي النصر السعودي بوابته الاولى في عالم الاحتراف وذلك في العام 2004 ليعود الى الرجاء من جديد ومنه انتقل لمحطة الاحتراف الأوربي عبر نادي ليل الفرنسي في موسم 2005/2006، ليعود في 2007 إلى بلاده وليحط رحاله مع النادي الأول في تونس وهو الترجي الذي انتقل منه في صيف 2008 لتجربة احترافية جديدة في الدوري السعودي مع نادي الاتحاد. وفي التجربة الاتحادية قدم أبو شروان أداء لافتا جعله ينافس على صدارة الهدافين طوال مراحل الدوري لكن ذلك لم يمنع الحديث عن فكرة التخلي عنه لولا أنه تشبث بوجوده كرقم صعب في خارطة العميد ليواصل تألقه رغم انه لعب في غير مركز ما جعله يبدي تضجره لكن ذلك لم يقوض ابداعه الذي تواصل حتى ساهم بشكل مباشر في تتويج فريقه بأكبر بطولات الموسم السعودي حينما أحرز ثاني أهداف فريقه في مباراته الاخيرة مع الهلال حيث كان مسك الختام للاتحاد وله شخصيا فمن خلاله زاحم مهاجم الشباب ناصر الشمراني على لقب هداف الدوري برصيد 12 هدفا. ولا زال ابو شروان موعودا بالتألق مع الاتحاد حيث يشارك معه في دوري أبطال آسيا وينتظر غدا أن يبدأ استحقاقا جديدا يتمثل في كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، لكن يبقى أمله الأكبر حاليا هو العودة لارتداء قميص أسود الأطلسي.