الزواج عقد بين رجل وامراة يحصل به تحصين للنفس وتعاون على شؤون الحياة على أساس الألفة والرحمة لتكوين أسرة وطلب نسل. فهو ميثاق غليظ لاينتهي إلا بالموت أو الفرقة وله من الأهمية مايفوق سائر العقود لأن آثاره لاتقتصر على الزوجين وإنما تتعداهما إلى الأبناء. والزواج ليس غاية يراد بها متعة الجسد فحسب إنما يراد بها السكن النفسي والاطمئنان الروحي والعون على السير في شعاب الحياة الوعرة كي يثمر ثمرته المرجوة بالراحة لكلا الزوجين والأبناء. وقد أباح الشرع للرجل أن يجمع بين أكثر من واحدة وقيده بأربع زوجات وهو مايسمى بالتعدد حيث قال تعالى(فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة). فالتعدد مباح لحكمة لا تخفى على أحد منا وليست الغاية إتاحة الفرصة للرجل لكي يتمكن من الانغماس في الشهوات والتنقل بين صنوف الملذات ومع هذا فإن غالبية الذين يلجأون إلى الارتباط بأكثر من واحدة في المجتمع السعودي لاغرض لهم من التعدد ولا مصلحة إلا الرغبة في التنويع سعياً إلى إرواء شهواتهم الجسدية والأدهى والأمر أنهم حينما يقدمون على هذه الخطوة إما أن تكون سراً أو مسيارا أو زواجاً علنياً ينقصه العدل مما يؤدي إلى اثارة غضب الزوجة إذا علمت بهذا الزواج فتنشأ بينهما الخلافات الزوجية وعدم الاستقرار وينتهي ذلك إلى إسقاط هيبة الزوج بين نسائه وقد يدفع به الأمر إلى تطليق أقلهن خطورة إذا كن أربعا لكي يبيح لنفسه الارتباط بغيرها غير مبالٍ بمشاعر وأحاسيس هذه الزوجة وأبنائه خصوصا إذا كانوا صغاراً ويحتاجون إلى رعاية منه وحنان فتتفكك الأسرة وتنهار.فاحذري أيتها الزوجة المسكينة إن كان زوجك كثير الخروج من المنزل بدعوى السفر للعمل وجلب لك سائقاً بحجة توفير مطالب البيت وحاجات الأبناء أثناء غيابه لأن هذه دلائل تشير إلى وجود مشروع ارتباط بأخرى وإن كانت أغلب الزوجات لا تحتاج إلى زوجها مادياً لأنها تعمل وتتقاضى راتبا شهريا قد يفوق راتب زوجها فتنفق على نفسها وأبنائها من راتبها وهذا يعتبر مساعدة ومساندة منها لزوجها وتضحية من أجل أبنائها. ويبرر الزوج زواجه بأخرى بمبررات سخيفة كزوجتي مكتهلة أو ذات جسد مترهل أو تلاشي الجمال لديها بتقدم عمرها ،أين أنت حينما قررت الزواج وأعلنت الارتباط بهذه المرأة ألم يكن عن اقتناع تام بأنها تصلح لك زوجة وكيف وقد عشت معها لعدة سنوات لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع(اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله) ولا ننسى جانباً مهما هو أن الزوجة هي من تحمل وتلد وترضع وهذه خصائص أنثوية خصها الله بها تمييزا عن الرجل ولها دور في إحداث تغيرات تطرأ على جسدها ومظهرها الخارجي وبالرغم من أن الرجل يفتقر إلى وجود هذه الخصائص إلا أنه لا يقل عن المرأة في تلك التغيرات كالبدانة وتجاعيد الوجه والزوجة لا تنظر إلى هذه الأمور ولا تنقص من حبها وإخلاصها وتفانيها في خدمة زوجها والعيش معه ولو تصفحنا حياة هؤلاء الأزواج بعين النقد لوجدنا عيوبا أخرى كثيرة كالسهر في الاستراحات إلى ساعات متأخرة من الليل أوقضاء جل الوقت في المنزل ولكن أمام جهاز الكمبيوتر فوجود هذا الزوج مثل عدمه ناهيك عمن تكون لديه عيوب أخطر من هذه كالإدمان أوعدم المحافظة على الصلاة أوجود مرض نفسي كالأكتئاب ونحو ذلك والزوجة صابرة متحملة هذه الأعباء دون اكتراث فالمرأة الصالحة أفضل من غيرها حيث قال: صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) فهذا يدل على أن أساس الاختيار هو اعتبار سلامة العقيدة والخلق قبل الأنوثة والجمال وليس معنى هذا أن يغض عن الجمال وإنما يختار زوجة ذات دين يسره مرآها، فبما أن التدين هو أبرز صفات الزوجة المثالية فكذلك أيضا ليس الزوج المثالي هو صاحب الغنى والثروة والجاه والمنزلة بل صاحب الدين.. فالزواج وسيلة مؤدية إلى أغراض نبيلة فاضلة منزهه عن الشوائب التي تكدرها فتراعى فيه السنن التي تجعله من عمل دنيوي محض إلى قربة لله وطاعة وعبادة. الرياض