من بين الأفلام الوثائقية السعودية المشاركة حالياً في مهرجان الخليج السينمائي, فيلم المخرجة السعودية هناء عبدالله الموسيقي "بعيدا عن الكلام" الذي ينطلق من تساؤلٍ عن قدرة الموسيقى على أن تكون وسيلة للتواصل بين البشر عوضاً عن الكلمات, حيث تلتقي في الفيلم فرقة تانغو قادمة من الأرجنتين وفرقة دار عنيزة للتراث الشعبي من السعودية، فيتحاور أعضاء الفرقتين عن طريق الموسيقى فقط. "كيف يتواصل موسيقي معين مع موسيقى مختلفة عنه؟" هذا التساؤل كان حاضراً في ذهن هناء عبدالله عند معرفتها بزيارة فرقة تانغو أرجنتينية لمدينة الرياض لتبدأ معها رحلتها في تصوير الفيلم الوثائقي، في تجربة تصفها "بالشاقة الممتعة" لكونها تجربتها الأولى التي خرجت منها بكثير من الخبرة. تقول هناء "كان يجب علي التعامل مع ما تتطلبه الموسيقى من إحتياجات تقنية في ظل عدم توفر كوادر إحترافية في صناعة الأفلام في السعودية " وتضيف "طبيعة موضوع فيلمي تتطلب مني أن أكون يقظة لأن الشخوص هم الذين يحددون مسار الفيلم ولا أحد يستطيع التنبوء بما سيحدث لعازفي تانغو يتحاورون مع فرقة شعبية سعودية أول مرة!". "لكوني امرأة شكل هذا بالنسبة إلي تحدياً شخصياً لإنجاز الفيلم بشكل مثالي" وتستطرد هناء بالحديث عن تجربتها بأنها كانت تتمنى وجود بعض الكوادر النسائية معها في الفيلم. ومن الأمور التي تحاول هناء إيصالها من الفيلم هي قضية تجاهل الفنون الشعبية في السعودية من قبل النخبة التي "لا ترى أن تراثنا يستحق الاستثمار فيه" وفقاً لهناء عبدالله التي تحاول أن تقدم تحية للفنون الشعبية في السعودية كافة من خلال فيلمها. ولأن فيلم "بعيداً عن الكلام" يمثل التجربة الأولى لهناء عبدالله فإنها تقدر جهود كل من ساهم معها وساعدها ابتداءً من محافظ عنيزة المهندس مساعد السليم لحفاوة الاستضافة والتكفل بالكثير من الأمور وللجنة أهالي عنيزة لكرمهم وحفاوتهم, وللفنان عبدالعزيز السليم الذي كان له دور أساسي في الفيلم, وشكر خاص لفرقة دار عنيزة للتراث الشعبي على رأسهم رئيس المجموعة صالح الفرج.