يأتي الحديث عن الثقافة الوظيفية امتداداً لموضوعات أساسية في الحياة الوظيفية لها أثرها الكبير على أداء الموظف وإنتاجه وتفاعله الايجابي مع وظيفته ويتأكد هذا في الثقافة الوظيفية لكونها الخطوة الأولى لتحقيق الموظف لواجباته وحقوقه ومعرفته بأسباب تطوره وإجابته على ما يرد عليه من تساؤلات وما يواجهه من مشكلات فالموظف الناجح هو المتابع لكل ما يتعلق بوظيفته من أنظمة وشؤون وما يتصل بذلك من علم الإدارة والتطوير وفن التواصل مع الرؤساء والمرؤوسين والمراجعين وهو بذلك يختصر على نفسه الوقت والجهد ويصل إلى ما لم يصل إليه زملاؤه فلا يستوي الموظف الذي يعمل ويعلم والذي يعلم ولا يعمل؟ إن الجهات الحكومية في بلادنا تبذل جهوداً كبيرة في التثقيف الوظيفي سواء كان ذلك من خلال الندوات والدورات التدريبية أو المواقع الشبكية، أو المطبوعات كالمجلات ومنها هذه المجلة الرائدة التي تصدرها وزارة الخدمة المدنية، والتي تستحق منا كل التقدير والامتنان على ما تشتمل عليه من مواد علمية متميزة تخاطب الموظفين بمختلف شرائحهم واهتماماتهم - مما نتطلع معه لتوسيع رقعة انتشارها - إلاّ ان تلك الجهود التثقيفية من الجهات المعنية لا تعني عدم المبادرة الذاتية من الموظف الذي يجب ان يبادر لمعرفة ماله وما عليه، فربما ترك بعض الموظفين حقوقهم أو قصروا في واجباتهم أو تأخروا في اللحاق بركب المتميزين من زملائهم بسبب تقصيرهم في هذه المسؤولية العلمية. والله من وراء القصد،،، ٭ المستشار والمشرف العام على مكتب معالي وزير الخدمة المدنية